المقالات

ماتت وما ماتت مكارمها السنية


تحل علينا في هذه الايام ذكرى وفاة أم البنين عليها السلام زوج الصراط المستقيم وأم من كان للفضل اباً ذاك هو ابو الفضل العباس عليه السلام واخوته الثلاثة الذين ضحوا بارواحهم دون مولاهم وسيدهم واخيهم الحسين عليه السلام في ملحمة وفاء واباء لم ولن تتكرر على وجه البسيطة .

واليوم هل نحتاج لان نسلط الضوء على مناقب شخصية اسلامية نسوية فذة كشخص أم البنين عليها السلام ؟ وهل تحتاج النجوم المنيرة الى ضوء وأشارة ؟ أم هل نجهل كياناً تمثل فيه الوفاء والايثار والحنان والاباء والصلابة والحكمة ؟

وان بدائنا بالسرد فمن أين نبدأ ؟ أمن النسب والايمان والخُلق نبدأ؟ أم من الدور العظيم في بيت أمير المؤمنين وأيتام فاطمة عليها السلام ؟ أم من أعداد أبناء جسدوا معاني الولاء والطاعة لامامهم لاسيما شخص ابو الفضل العباس عليه السلام الذي نال مرتبة لم تدانيها مرتبة لاحد بعد الائمة الاطهار عليهم السلام فلقد جسد الفضل كله والوفاء كله ؟ أم هل نبدأ بماسأة كربلاء وما حدث فيها ودور تلك المرأة الجليلة بعد واقعة الطف .

من بين كل هذه الاختيارات وقع اختياري على ما بعد احداث الطف المريعة ودور السيدة الجليلة أم البنين ع انذاك وعسى ان تستوعب سطوري بعض هذا الدور الرائع وما كان اختياري له الا لاعتقادي باهميتة هذا الدور في واقعنا الحاضر فكل مراحل حياة السيدة الجليلة هي سيل من العبر والعضة ودروس في النبل والسمو السرمدي البقاء .

وان اشرنا لدور ام البنين الى مرحلة ما بعد الطف سنجد ان العديد منا يعتقد ان كل شيء انتهى بعد الطف ماخلا الحزن والدموع والانكسار ويعتبرها ارث استمر ليومنا هذا يتجدد بوضوح في شهر محرم وصفر وان لم تخلو بقية الاشهر من الاحزان لهذا المصاب ، نعم كثيرة هي الانتقادات بهذا الشأن الا اننا ان استمرينا بمتابعة احداث عام 61 هجرية الى ما بعد العاشرالحزين من المحرم سنجد ان ضبابية الانتقادات تلك ستنجلي بشعاع المعرفة المتأتية من دراسة ادوار الشخصيات التي عاصرت الحدث من اهل بيت المصطفى عليهم السلام ومن يحيط بهم .

لما وقع على مسمع السيدة الجليلة خبر استشهاد الحسين ع في كربلاء اطلقت الصرخة الابدية وا حسيناه وا اماماه رغم ان نبأ استشهاد ابناءها سبق هذا الخبر غير ان القلب الذي يسري فيه حب سبط رسول الله كان مشغولا بأبي عبد الله الحسين ع فكل ابناءها هم فداء لامام مذبوح بشط فرات .

لقد اختطت هذه المرأة النبيلة قبورا تندبها ليل نهار دموع وحسرات وابيات رثاء بحق امامها واولادها الاربعة وهنا تأتي اهمية الدمعة التي يستصغرها البعض فهذه الدمعة ما هي الا ثورة اعلامية تندلع بعد المصائب والنوائب على يد النساء الحكيمات والمخدرات الطاهرات .

وكيف لنا ان نستصغر ثورة شاركت فيها سيدة نساء العالمين عليها السلام في دفاعها عن حقها وحق أمير المؤمنين وفي فلسفة بناء بيت الاحزان وتلتها السيدة زينب عليها السلام في واقعة الطف وبعدها كذا ام البنين عليها السلام واستمرت الثورة والراية الاعلامية منتقلة من صرح نسوي شامخ الى اخر وصولا الى السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام التي ما كان لخروجها تفسير الا لتبيان مظلومية اخيها الامام الرضا ع وانه غير راضي عن انتقاله من المدينة المنورة .

لقد ارعبت دموع أم البنين ع بني امية لعنهم الله كما ارعبهم دور السيدة زينب عليها السلام والتي أُصدرت الاوامر بانتقالها الى الشام منعاً لما ممكن ان تحدثه الدمعة والكلمة !!! فهل نستصغر ما هابته دولة ارهابية حينها ؟! ومتى ؟ الان! ونحن نعيش ذات الظرف القاسي في فترة هي الاشد على العراق من تكالب الاعداء ضد معتنقي الخط المحمدي الرصين .

اليوم وقد ذُبحت الرجال واحترقت الاطفال بنيران الاحقاد الخيبرية والبدرية في موجة هي الاشد والاقسى من نوعها على معتنقي المذهب الجعفري اتوجه بالسؤال الى نساء العراق أين نحن من كل هذا ؟ أين نحن من الثورة الاعلامية التي يؤكد التاريخ الاسلامي انها تخصنا تحديداً ؟ وهل ننتظر دليل واي دليل اقوى من خروج مخدرة بيت النبوة وبضعة الرسول ص لافتضاح امر المنافقين ولتدفع حياتها الشريفة ثمناً لذلك الحق الضائع .

اختي المؤمنة لا تعدي خروجك امراً اختياريا فلقد بات امراً لابد منه فمذهبنا تتكالب عليه شتى القوى الخبيثة بين ملوثة لخطوطه وبين مستلبة لعقول النشيء وبين قاتلة مأجورة وبين من يقتل نفسه ليزهق ارواحنا وهذه اشارة الى عقيدتهم الكبيرة في ابادتنا في مؤامرة غدت عالمية من نوعها !!

ولاننا نعيش في زمن بتلك المواصفات الصعبة صار لابد من ثقافة عقائدية سياسية رصينة نعد بها العدة لاكمال مسيرنا الطبيعي كنساء كزوجة ساندة لموالي مؤمن وأم مربية لجيل ينتمي لمذهب جليل بالاضافة الى الدور الجديد الذي تفرضه الظروف علينا الا وهو مهمة الثورة الاعلامية وبكل صورها فهذه الثورة فيها الخط القيادي نزولا الى الادوار البسيطة التي تصل الى دمعة تهز عروش الملوك !! .

حددي موقعكِ فانتي ادرى الناس بمضمونك ِ اختي الموالية فمن مسؤولية زوجة وأم وربما أرملة تدير مؤسسة ونواة الا وهي الاسرة الى مسؤولية مجتمع من اقامة مجالس عزاء حسينية تتداول فيها النساء مواقف ال محمد والموالون لهذا الخط خاصة من النساء الى المشاركة في التظاهرات التي يُنادى بها لنصرة المذهب وهنا نسجل وقفة اجلال للنساء اللاتي خرجن في تظاهرات تطالب باعمار المرقدين الجريحين واقف اجلالا لتلك المراة المسنة التي نُشرت صورتها وهي تسير في المظاهرة حاملة صورة السيد المفدى السيد علي السيستاني ادام الله ظله الوارف في اشارة الى انها ملتزمة بتوجيهات المرجعية وبشكل علني ، تقبلي مني يا أمي قبلة على جبينك الاسمر الذي رسم عليه الزمن طيات المعانات والالام .

لنجعل من كل عمل نقوم به خدمة للمذهب ولال محمد عليهم السلام فان ابتسم زوجك راضياً عنكِ فهنيئا لكِ نصرة المذهب وان قدمتي للمجتمع تربية صالحة فهنيئاً لكِ خدمة المذهب وان اعتليتي منصباًً في البرلمان يكون فيه الدور اكبر من حجم الكرسي فهنيئا لكِ خدمة المذهب .

السلام عليكِ يام البنين وهنيئا لكل موالية انتهجت نهجكِ وما اكثرهن في عراقنا الجريح فلم تبخل ارحامهن باولادهن لنصرة الحسين ع فرحم الله شهدائنا وصبر قلوب الامهات على اولادهن وكتبنا وجميع الموالين من السائرين المستنيرين بدرب الحسين عليه السلام درب الحق درب النجاة .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2007-06-29
السلام عليكم الاخ النجفي حياكم الله اود تبيان ان معنى الخروج هنا هو الخروج من قوقعة الغاء المراة لذاتها وفكرها بنفسها، نعم انا معك بان بيتها هو اول مسؤوليتها واكبرها لكن لابد لها في مواقف مهمة كالتي نعيش من تلبية دورها وان كان برفع سماعة هاتف وان تسنكر وتعطي رايها مع ذويها او بالاطلاع على الاخبار لتعرف اين هي وهناك نساءلديهن قدرة اكبر لتتصدى الى مهام اضافة الى منزلها باختصار لابد للمراة من نصرة دينها وبكل طريقة تتناسب مع قدراتها فالقران حينما يخاطب يقول يا ايها المؤمنون والمؤمنات
النجفي_مو مهندس_
2007-06-28
السلام عليكم اختي الكريمة احمد الله على عودتك لكتابة هذه الكلمات التي اقل ما اقول عنها انها رائعة بعد طول غياب او هكذا اراه اما بعد فلا املك الا ان اقف احتراما لهذه السطور المضيئة ولكن أسأل هل ان المرأة لا تستطيع ان تؤدي دورها الا بالخروج ؟ انا ارى ان دورها في بيتها اعظم و اهم و اكبر مع ان هناك من الامور ما يستلزم خروجها و لكن ليس دائما وفقكم الله و سدد خطاكم لخدمة مذهب امير المؤمنين عليه السلام
زينب
2007-06-28
بسمالله الرحمن الرحيم وله الحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك اختنا الفاضلة على هذه الكلمات الجميلة المعبرة....والتي اتمنى اتقرائها كل النساء المواليات ....بارك الله فيك....وعظم اجرك ...
ابو رضا
2007-06-27
بسم الله الرحمن الرحيم السلام على الشامخه السلام على نخله العراق المعطاء وشكرا لك ووفقك الله لنصره المذهب وتوعيه النساء ولا سيما الرجال فكلنا نستمتع ونستفاد بما تكتبين واخر دعوانا لك ان ينعم عليك بارينا بشفاعه محمد وال بيته عليهم السلام اللهم صلى على محمد وال محمد
جعفر
2007-06-27
السلام عليك ايتها الاخت الفاضلة بغداد وأسأل الله متوسلا باحب خلقه اليه المصطفى واله الاطهار ان لايحرم العراق منك ومن امثالك ممن حباهن الله بمعرفة دينهن ودنياهن ولك الف الف تحية وسلام على ما تحمليه من حب وايمان خالص لعترة النبي الاكرم وبالذات لؤلئك النسوة الخالدات لاسيما ام البنين سلام الله عليها وما مثلته من نكرات الذات وعمق الولاء وقوته لسبط النبي والامام المفترض الولاء واني على يقين بأنك وامثالك من ذريتها الطاهرة ان لم يكن في النسب ففي الولاء والمحبة والطاعة لآل البيت الاطهار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك