المقالات

كيف تسكت الحكومة العراقية والبرلمـان على هكذا بيان طائفي ، وعنصري وقح ؟


( بقلم : فارس الطويل )

عندما تصدر مذكرة قضائية بحق أحد المتورطين مع الإرهاب ، وهي كما يعلم الجميع مذكرات قليلة جداً ، وخجولة ، لاتتناسب مع حجم وبشاعة الإرهاب في العراق ، فسرعان مانرى مؤتمر أهل الشر في العراق ، وبقية أطراف جبهة التآمر العراقية ، تطلق بياناتها الطائفية المسمومة ، المليئة بالتخرصات ، والتحريض ، والوعيد ، ضد الحكومة ، والقضاء ، والأجهزة الأمنية ، مهددة بالويل والثبور وعظائم الأمور ، لأنّ معالي أو سيادة ذلك الإرهابي المسعور ، ينتمي إلى جبهتهم المصون ، لاوفـّقها الله ، التي هتكت ‘ بامتياز وبمرتبة الشرف ، وحدة العراقيين ، وأدمَت أخوتهم وتوادّهم ، وشككت بإيمانهم ووطنيتهم ، وشوَّهت أصالتهم وتاريخهم ، وطعنت في شرفهم وكرامتهم ، وأساءت إلى نضالهم وجهادهم ، وأثخنت ديمقراطيتهم الوليدة بالجراح ، الى الدرجة التي لاتدع أدنى مجال للشك ، بأنّ هؤلاء لم يدخلوا إلى العملية السياسية إلاّ بقصد إفشالها ، وملء طريق العراقيين الأحرار بالألغام والوحوش ، وشحن نفوسهم بالحقد والبغضاء ، وسوق الوطن الجريح ، إلى الموت والخراب .

إنّ مجرّد قراءة سريعة لهذا البيان الفضيحة ، وعشرات البيانات القذرة التي كانت قبله ، تؤكد لنا ، بوضوح ، حقيقة النهج الطائفي الأسود والكريه ، الذي تسير عليه عصابة مؤتمر أهل الشر ، بقيادة الطائفي المسعور عدنان الدليمي ، وبقية رموز الإرهاب من جبهة التآمر ، حيث يبدأ البيان بوصف المذكرة القضائية بحق وزير الثقافة ( الإرهابي !! ) ، التي صدرت بناءً على أدلة واعترافات موثقة ، بأنّها ( إتهامات باطلة وفرية طائفية !! أخرجتها حكومة المالكي ، ضد معالي وزير الثقافة الدكتور أسعد الهاشمي !!! ) ، ثم يحاول هذا البيان الأهوج ، القفز كعادته بعيداً ، عن إطار القضية القانوني ، إلى مستنقع الطائفية النتن ، الذي يتقن العوم والصراخ فيه ، فيجرّد مذكرة القبض من ثوبها الجنائي والقضائي ، ويدير الأسطوانة السخيفة ، والمقرفة التي سأم الجميع من تكرارها ، وانفضح زيفها وكذبها ، التي تتحدّث عن ( سياسة الاقصاء والتهميش ضد القيادات والشخصيات السنية من جبهة التوافق العراقية وغيرها من القوى السنية لابعاد أهل السنة عن العملية السياسية كوسيلة اولية تتبعها وسائل طائفية اخرى لافراغ بغداد من أهل السنة !!(. ، وكأنَّ هؤلاء العراقيين ، الذين يشتركون في الحكومة ، ويتبوّؤن مناصب مهمة في الدولة ، في رئاسة الجمهورية والوزراء ، والبرلمان ، والدفاع ، والداخلية ، والمخابرات ، والخارجية ، والتعليم ، والثقافة ، وغيرها ، هم ليسوا من العراقيين السنة .. وكأنّ جرائم القتل ، والتفخيخ ، والتخريب ، والتهجير الطائفي ، بحق العراقيين الشيعة ، التي تذبح أعيننا وقلوبنا يومياً ، والتي فاقت في هولها وبشاعتها جرائم النازيين والفاشيين ووحوش الفضاء ، ليست من فعل عصابات القاعدة والبعث ، الذين يختبئون تحت راية الدفاع عن السنة ، وتحرير العراق من ( الروافض ) و( الصفويين ) و ( الإيرانيين ) ، الذين يشكلون في الواقع أكثرية أهل العراق من العرب والكرد والتركمان !! ، ورغم ذلك ، ورغم الألم والنزيف ، ترى أغلبية العراقيين الشيعة ، من بسطاء ، وسياسيين ، ومثقفين ، ومراجع ، وعلماء دين ، يؤكدون على وحدة العراق والعراقيين ، وضبط النفس ، وعدم الإنجرار لمخططات التكفيريين والبعثيين ، لإشعال الحرب الطائفية بين أبناء العراق ، وتمزيق الوطن ، على العكس من خطاب الطرف ( السني ) ، أو بصورة أدق من يزعم أنه يمثله ، الذي يشارك في الحكومة بقدم واحدة ، بينما يضع القدم الأخرى في خندق الإرهاب ، والتحريض على الفتنة ، وتخريب العملية السياسية ، والتشكيك في وطنية وإنتماء الطرف الآخر ، وتشويه سمعة الشرطة والجيش والقضاء ، ووضع العراقيل أمام الحكومة للقضاء على الإرهاب ، بل أنّ أكثر البيانات والتصريحات التي تصدر منهم ، تصبُ جميعها في مصلحة الإرهابيين وأعداء العراق ، وإلاّ فما هو المقصود من هذه اللغة الصفراء ، التي تحذّر الحكومة ، في كل مرة ، من مغبة اللعب بالنار !! ، في كل خطوة تخطوها الحكومة باتجاه دك معاقل الإرهابيين ، وتطهير العراق من آفة الإرهاب اللعينة ؟ .. ولماذا تسكت الحكومة ، أيضاً ، في كل مرة ، على هذا النوع من البيانات الوقحة ، التي تساهم في التشكيك بمصداقيتها ، ووطنيتها ، وسمعة الأجهزة الأمنية ، وتبرِّر جرائم القتلة والسفلة ، وتسبغ عليها ثوب المقاومة والجهاد ، وتحاول أن تتاجر بدماء العراقيين ، بحجة مقاومة الإحتلال .

ياناس ياعراقيين ، نريد أن نعرف ماهو موقف الحكومة والبرلمان من هذا الذي ورد في بيان مؤتمر أهل الشر ، وهو ليس جديداً بالتأكيد ، لنقرأ معــاً : ( ان المؤتمر العام لأهل العراق يحذر الحكومة وبشدة من مغبة اللعب بالنار باستمرار سياسة الافتراءات والكذب لابعاد المسؤولين والسياسيين السنة عن الساحة !! ، كما يهدد المؤتمر العام بفضح المسؤولين الحكوميين الكبار والوزراء والنواب وحتى المراجع المتورطين بجرائم الابادة !! من القتل والاختطاف والتهجير ضد أهل السنة والذين تتوفر لدينا الوثائق والمستندات !! التي تؤكد ذلك، فلن نقف مكتوفي الايدي !! أزاء الاجراءات الطائفية التي تتخذها الحكومة والتي تنفذها بأوامر وتوجيهات ايرانية فارسية حاقدة !! على كل ماهو عربي واسلامي في بغداد. ) .. ؟؟ .

هل ستسكت الحكومة ، كما عودتنا ، في كل مرة ، على هكذا بيانات إرهابية ، تصدر من أطراف مشاركة في الحكومة والبرلمان ، وهي تصريحات ، بغض النظر عن قلة أدبها ، لايمكن أن تدخل تحت باب حرية التعبير ، وحرية الرأي ، والديمقراطية ، لأنـّها تصريحات خطيرة جداً ، تدعم الإرهاب ، وتنخر في جسد الوحدة الوطنية ، وتحرّض على الفتنة الطائفية .. ؟ .

هل ستقول الحكومة لهؤلاء ، بالفم المليان : كفــى ! ، وتضعهم تحت طائلة القانون ، وتسوقهم إلى السجن .. أم أنّ الحكومة تريد منا ، أن نبتلع غضبنا ، وأن نيأس تماماً ، ونغسل أيادينا من إمكانية أن تتغيّر ، وتواجه بحزم وشجاعة كل هؤلاء الأوغاد ، الذين غاصوا في دماء الأبرياء ، ولوّثوا هواء العراق وسماءه ، بالموت والرعب ؟.

أين قانون الإرهاب ؟

أين الأبطال الذين قارعوا الطاغية ؟

أين أبناء الشهداء ، والمقابر الجماعية ؟

أين الشرفاء والأحرار ؟

أين أبناء العراق الغيارى ؟

أين عشاق الحرية والخير والديمقراطية ؟

أين أبناء العراق الحقيقيين .. ؟

هل يعقل أن ينتصر القتلة والأوغاد ، وتتحقق نبوءة الطاغية المقبور في خراب العراق ؟؟؟

فارس الطويل – ألمانيا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلامة نعمات
2007-06-28
انا سني لكني اتبرأ من عدنان كشيدة الرعاش واتبرا من حارث الشر واني افتخر برجالات العراق الذين ضربوا بيد من حديد على ايادي الصداميين والتكفيريين من امثال سماحة الشيخ خالد عبدالوهاب الملا و النائب مثال الالوسي وكذلك من اخواننا الشيعه النائب البطل سماحة الشيخ جلال الصغير.
هاشم
2007-06-28
عندما تكون الديمقراطية حرية التعبير عن الرأي او الانتقاد البناء او الاتهام المستند الى دليل مادي فهذا مقبول ولكن أن تكون الديمقراطية أتهامات باطلة وخطيرة فهذا لايمكن السكوت عليه خصوصا عندما تصدر من جهة تشارك في العلية السياسية لقد أتهموا الحكومة باللعب بالنار والافتراء والكذب واتهموا المسؤولين والمراجع والوزراء والنواب بجرائم أبادة وادعوا بأن لديهم وثائق ومستندات واتهموا الحكومة بأنها تنفذ اوامر فارسية حاقدة..علنا وبالفم الملئان فما أنتظاركم يا حكومه؟دافعواعن أنفسكم على ألاقل
عمر علي
2007-06-27
يا ناس يا عالم - اننا من اهل السنة ولكن نتبرأ إلى الله ورسوله من هؤلاء عصابة التنافق وقائدها (سنفور مرعوش) وأبو عكال الذليل حارث افندي - يا اخواني ان قادة السنة الحقيقيين معروفين وروحهم العراقية الاصيلة معروفة - ومنهم الشهداء الابطال اسامة الجدعان وفصال الكعود وكل من يرفض ان تدنس القاعدة والتكفريين وكل العصابات ارض وطننا العزيز - يا ناس يمتى صار بيناتنا اختلاف لو ما سواه صدام الطاغية وزبالة القاعدة وبعض المغرضين - العراق شعب واحد وخال وابن اخت وان شاء الله نظل للابد اخوان بحق محمد رسول الله (ص)
عماد العوادي
2007-06-27
اخي فارس احسنت بوضعك اليد على الجرح لكني اود ان اسأل الحكومة اذا كانت لاتريد اثارة الرأي العام بهكذا اجراءات فأين أبطال العراق ممن نذروا انفسهم لنصرة الحق واسكات افواه الباطل العفنة وصدق من قال وداويها بالتي كانت هي الداء.
ابومنتظرالعراقي
2007-06-27
نناشد اخوانا العراقيين من ابناء السنة الشرفاء الغيارى على العراق ان هؤلاء الذين يدعون انهم يمثلونكم قد عاثو في البلاد فسادا واهلكو الحرث والنسل ففي العامين الاولين لسقوط النظام ركبو سفينة المقاومة وفي الحقيقة انهم يريدون السلطة لاغير لانهم الان يدعون ان حربهم ضد القاعدة فقط فاين الاحتلال هل تغير واصبح صديق حيث نرى العليان والدايني والمطلك وكثيرين من قائمتهم يتهافتون على البلد المحتل اميركا بحجة ان الشيعة موالين لايران وسوف يقضون على مصالح اميركا واوربا:اخواني نحن اخوانكم في الدين والوطن
Raad
2007-06-27
أخي فارس الحقيقة يجب أن تقال:-هم ناجحون أعلامياً وبأمتياز ويصرخون ويهللون والحكومة خجلة تنظر أليهم ولا تحرك ساكناً.أو ليس النائب مثال الألوسي وهو من المنطقة الغربية وهو الذي أتهم المجرم الهارب !الحكومة مالها ؟
ام هاني
2007-06-27
حتى هذه الحظه انا لااعرف ماهيه الديمقراطيه بالعراق هل هي السكوت على المجرمين ام التشهير على الفضائيات التي اصبح اسمها فضائحيات لان كل واحد يريد ينتقص من الثاني يذهب لاحدى الفضائحيات ويتكلم براحته ويرجع الى ارض الوطن معزز مكرم وكانه شي لم يكن متى يتعاقب كل واحد على لسانه السليط الذي كل حرف ينطقه هو شفره لقتل الابرياء لماذا هذا السكوت عليهم ياسياذة الاخ المالكي متى تضرب باليد من حديد على كل من تسول له نفسه من كل اطياف الشعب لان لا نريد نتهم طائفه ونبري الاخره ويطلقون علينا طائفيون لانريد التفرقه
ابن العراق
2007-06-27
بسمه تعالى , نعم يجب محاسبة رؤوس الشر والجريمة والتهجير امثال الدليمي والهاشمي والضاري والعليان والمطلك والمشهداني على كل جرائمهم ويجب ان يحرموا من تقديم وزير من قبل جبهتهم . فعلى الحكومة ان تقتص منهم وان لاتعطيهم الحق بترشيح نائب او وزير حتى يرتدوا عن كل مايفعلوه ويحترموا الشعب العراقي بكل طوائفه. وحتى يفكروا مليا قبل تقديم اي شخص جيد من قائمتهم من استلام اي منصب ولو اني متاكد ليس فيهم شخص جيد.
`باسم العراقي
2007-06-27
هذه هي نبرة الأرهاب. هذا هو البيان الرسمي لأئمة الطائفية. فليسمع الجميع لمن في قلبه شك من هم الأرهابيون.
عدنان
2007-06-27
نامل من حكومة السيد المالكى تفعيل قانون مكافحة الارهاب بكل قوة ومحاسبة هؤلاء الانذال المجرمين الذين يستغلون مناصبهم للقيام بالاعمال الارهابية. اما اسطوانة الانسحاب من الحكومة او البرلمان فقد مللنا منها وما هى الا عواء كلاب لن تسكت اذا لم تجد من يلقمها حجرا وخصوصا ان ملفات ومستندات الادانة لجبهات الارهاب والجريمة من التوافق وغيرها موجودة على طاولة السيد رئيس الوزراء ويستطيع كشفهم امام الشعب المبتلى بهؤلاء الارهابيين وخصوصا انهم بداوا باللعب على المكشوف.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك