بقلم: عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
اطلقت الجماهير التي غصت بها شوارع مدينة النجف الاشرف على التظاهرة التي شهدتها المدينة عصر الخميس الفائت بتظاهرة الولاء والنصرة. وهنا لابد من تفكيك هذه الجملة المكونة من مفردتين فقط والغوص في اعماقها وقراءة دلالاتها واستشراف معطياتها على المستويين السياسي والزمكاني.1-ان التظاهرة جاءت على خلفية دعوة موجهة من رمز عراقي اضطرته ظروفه الصحية لان يكون غير موجود في العراق وهذا ما يعطي التظاهرة بعدها الاهم والاستراتيجي لجهة تأثير هذه الشخصية بالوجدان العراقي من جهة ولما تحمله هذه الشخصية من مميزات قيادية اكدت الوقائع مقدرتها على التصدي لمجمل الاستحقاقات الوطنية وبشتى انواعها وخطورتها وحساسيتها.2-المشاركة النوعية للجماهير حيث احتضنت مدينة النجف الاشرف ولاول مرة في تأريخها المعاصر هذا الحشد الجماهيري الهائل والقادم من اصقاع العراق واطرافه المترامية في مدينة الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) دون ان تكون هناك قوة قسرية تفرض على الناس التوجه الى هذه المدينة وفي ظروف امنية وبيئية مناخية كالتي يعيشها العراق في مثل هذا المفصل الزمني.3-جاءت التظاهرة لتعيد هيكلة وجدولة الاصطفافات التي يسعى البعض لاقحامها عنوة في المعادلة العراقية السياسية الجديدة كمحاولة تآمرية من نوع آخر بعد ان ولّت الى غير رجعة (فيكة) الانقلابات والمارشات العسكرية التي تعود عليها اصحاب الاصطفافات الجديدة والذين يرون بالمحيط الاقليمي بديلاً عن العمق الوطني وتأثيراته المفصلية في رسم أي خارطة سياسية جديدة.4-اجابت التظاهرة على الاستفهامات المفتعلة والطروحات المزيفة التي تقول ان الانتخابات التشريعية الاخيرة مطعون بصحتها بل ولتؤكد وبشكل لافت الاتجاهات الدقيقة للارادة الوطنية وممثلها الوطني والشرعي في مجمل العملية السياسية والتغييرية القائمة في البلاد وذلك من خلال المبايعة العلنية والصريحة لخط المجلس الاعلى وزعامة الائتلاف العراقي الموحد التي يقودها ابن الشعب البار سماحة السيد عبد العزيز الحكيم مسدداً من قبل مرجعيتنا الرشيدة.5-تأكيد المتظاهرين على الهوية الوطنية العراقية ورفعهم للآلاف من الرايات العراقية والخطاب السياسي الوطني الذي رفعه المتظاهرون والذي قرأه العالم كله وهو يتابع من على الشاشات الفضائية تمسكه كخيار لا بديل عنه لجهة وحدة العراق والعراقيين.6-حددت التظاهرة الموقف الوطني الجماهيري من الارهاب المحلي والوافد من خلال الاعراب عن استعداد المتظاهرين وكل العراقيين الوطنيين في التصدي لهذه الآفة ومواجهتها بكل حزم وارادة وقوة وطردها من الارض العراقية واعادتها الى حواضنها التي انطلقت منها.7-مطالبة المتظاهرين الصريحة للحكومة بتحمل مسؤوليتها في مواجهة المؤامرة التي تسعى للنيل من تجربتنا الجديدة مع رفع سقف المطالبة باعادة اعمار الروضة العسكرية الى مستوى الاستحقاقات الوطنية الاستراتيجية وكشف المتورطين بمثل هذه الجرائم للرأي العام العراقي ومحاسبة المقصرين من المسؤولين المعنيين بصرامة.مع اعتقادنا بوجود عشرات الاسباب الاخرى التي ليس بالامكان سردها كاملة في هذه الزاوية ومع هذا التوافد الطوعي الذاتي المجرّد من كل الاسباب عدا سبب العلاقة الحميمة والمصيرية التي تربط بين الذين وطأت اقدامهم ارض النجف وبين من دعا اولئك المخلصين للقدوم اليها، يكون الوصف القائل بان هذه التظاهرة تعبر عن ولاء العراقيين ونصرتهم لمرجعيتهم الدينية والسياسية هو الوصف الاقرب الى الحقيقة بل المجسّد لها.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
