المقالات

أعيدوا الشعور بالمواطنة

421 10:31:00 2014-01-11

حميد الموسوي

اساليب قتل روح ا لمواطنة في دواخل نفوس المجتمعات العربية ،والتي مورست بذكاء ممنهج من قبل واضعي خططها( الاسياد الكبار)، ونفذت بحذافيرها (عمياوي) على طريقة نفذ ولاتناقش على ايدي الحكام المفروضين ، المقبورين منهم والسابقين ، المخلوعين منهم والفارين ،طبعا وبعض اللا حقين . هذه الاساليب تنوعت وتعددت وتداخلت حسب طبيعة وتركيبة وطوبوغرافية كل شعب:قوميا ،ودينيا ،ومذهبيا.بحيث انطلت الاعيب تلك السياسات على الناس وحققت اهدافها المنشودة قبل ان تفطن الشعوب المنكوبة وحين تنتفض يكون جيل قد انقرض اوشاخ في احسن الاحوال لتبدا دورة جديدة من قتل الشعور بالمواطنة على يد طواغيت جدد وباساليب جديدة .واذا استثنينا بعض الفترات الموغلة في القدم وركزنا على فترة نشوء الحكم العربي بعد سقوط الامبراطورية العثمانية وتحديدا بعد معاهدة سايكس بيكوالتي قسمت العالم العربي ونصبت على كل دولة ملكا او اميرا (حسب مقاسات الحلفاء) معززا بمستشارين وخبراء ،مزودا بخارطة طريق وبوصلة مثبتة على مسار لايحيد عنه ولايميد في ادارة تلك الدولة ورسم سياساتها ،ومن ضمنها وصفة اعدام الشعور الوطني كونها اساس خراب الاوطان وتخلف الشعوب واضطرارها للسير في ركاب المستعمر وتنفيذ مخططاته والانقياد الكامل للحكام وضياع الثروات الوطنية واستمرار التسلط الوراثي والعشائري وكل المفاسد الادارية والمالية.فمرة يتم امتهان مكون قومي معين وتفضيل آخر عليه وتمييزه لينشغل الطرفان في حرب الاخوة الاعداء على مدار السنين منهكة الطرفين ،مثيرة الاحقاد عند الطرف المغبون ،مميتة شعوره الوطني دافعة اياه للهجرة اوعدم الاندفاع في خدمة وطن تصادر فيه حقوقه وتمتهن كرامته في وقت يفضل عليه ويستعلي من لايهمه احتراق الوطن بمن فيه وما فيه مادامت منافعه و مصالحه مضمونة ، وامتيازاته مكفولة ، وملذاته متوفرة. ومرة تدور الدائرة ويتم التمييز حسب التوجه الديني فيعاني اتباع دين معين ماعاناه ابناء المكون القومي اضطهادا وامتهانا فيتولد رد الفعل المعاكس المتمثل في التناحر الطائفي وتداعياته من هجرة وتهجير وقتل وانتهاء بموت الشعور الوطني .ومرة اخرى يشعل فتيل التمييز بين ابناء القومية الواحدة مناطقيا ، واخرى بين ابناء الدين الواحد مذهبيا .وقد يلجا الحكام الى اساليب قمع الحريات ، وتكميم الافواه ، والسجن والاعدام على الشك والظن والتهمة ، الامر الذي يدفع الشعب الى النفور والتذمر والانكفاء والنكوص واللامبالات وموت روح المواطنة وقبول كل الحلول التي تنقذه من السلطة الظالمة المتجبرة ومهما كان الثمن وبضمنها الاستعانة بتدخل اجنبي وهذا اسوء الحلول للشعوب والاوطان واحسنها وانجحها في خطط الاسياد واذنابهم .اظن - وبعض الظن اثم - ان كل اساليب اعدام الشعور بالمواطنة مورست مع العراقيين منذ تاسيس الحكم الوطني في العراق وعلى مراحل ، ولكل فترة رجالها وما يماهيها من اساليب وطرق . ربما مرحلة الديمقراطية لاتنسجم مع القهر الديني والعرقي والمذهبي والقمع والمقابر الجماعية واشكال التعسف الاخرى فعليه لابد من ابتكار اسلوب يتماهى مع المرحلة ولايتقاطع مع مدعياته بصورة مفضوحة فكان اسلوب الفساد المالي والاداري خير الاساليب وافضلها على الاطلاق .اذ حين تصر النخبة الحاكمة على تبديد المال العام اختلاسا وصفقات مشبوهة وعقود وهمية ( كل من موقعه الرسمي ) وحين تشيع الجريمة بكل اشكالها ولايقع القصاص بالمجرمين بل يهربون لقاء رشا فاحشا فاسدا .. وحين يشيع الفساد المالي والاداري،وتختل الموازين فيكرم المسيء ويحترم الباطل.وحين يذل ويهان ويحرم المواطن من ابسط حقوق العيش الكريم والامن والخدمات ويستغيث شهورا وسنينا ولامن مجيب عندها يكفر بالمواطنة ويلجا الى الانحراف وربما الاجرام والعمالة الا من رحم ربي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك