المقالات

لماذا غابت الحلول السياسية في معركة الغربية ؟


عباس المرياني

بعد أكثر من عشرة أيام على رفع خيم ساحة الاعتصام في الرمادي وما رافقها من تداخل الخنادق وصعود داعش إلى الواجهة في صراع مع وضد القبائل والقوات المسلحة غابت أصوات الدعوة إلى التهدئة والحوار بصورة علنية مع اليقين ان هناك مساع حثيثة تقوم بها بعض الأطراف الخيرة لوئد الفتنة وقبرها في مهدها وفتح الأبواب لعودة الحياة الطبيعية ووقف نزف الدم العراقي الغالي الذي يسيل بسبب استمرار المعارك والمناوشات وغيرها.وللأسف فانه حتى مع عدم قناعة بعض الإطراف بجدوى الحل العسكري الا ان هؤلاء ولأسباب تتعلق بمخاوف من خسائر مؤكدة ستلحق بهم من قواعدهم الشعبية فأنهم يرفضون الإذعان إلى الحق والقبول بالأمر الواقع وإعلان الهدنة والدخول في مفوضات مباشرة وهذه المخاوف والهواجس أعلن عنها الطرفين،المهاجم والمعترض على الهجوم، حتى مع تراجع الوضع الإنساني في المناطق التي يدور فيها وحولها الصراع وحتى مع سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف أبناء قواتنا المسلحة وأبناء العشائر،وأمر المخاوف لا يقتصر على الحكومة المركزية والحكومة المحلية والأطراف الرافضة لدخول الجيش الى المدن وإنما تعداها الى الإطراف السياسية التي ترى في الوقوف الى جانب الجيش واجب وطني وترى في المحافظة على أرواح المدنيين حق وطني وأنساني،هذه الأخرى لديها مخاوف من اتهامها بالوقوف الى جانب داعش والوقوف ضد الجيش وهي تهمة جاهزة من قبل مشعلي الحرائق ومرخصي الدم العراقي من اجل المناصب والكراسي وصناديق الاقتراع.ليس مهما اتهامي بالوقوف الى جانب داعش طالما إنني أتحدث عن واقع مؤلم لا يريد السادة المسؤولين الحديث عنه والاعتراف به خوفا على مكتسبات تحققت بالكذب والنفاق وهذا الواقع يتمثل بتراجع الوضع الإنساني في الفلوجة اكثر من غيرها الى مراحل خطرة ومأساوية جدا وكذلك بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها أبنائنا في القوات المسلحة بسبب زجهم في معركة لم يستعدوا لها بصورة صحيحة بل هي ليست معركتهم وكان بامكان الدولة ان تتجنب هذه المواجهة بإيكال الامر الى العشائر والصحوات وتحقن دماء ابنائنا وهو ما تعمل به الان لكن بعد ان سالت الدماء واتسعت فجوة الحقد والخلاف.لا اعتقد ان الامر سيطول اكثر من هذا الوقت واتوقع ان تنبري بعض الكتل الوطنية لطرح مبادرة عراقية حقيقية لجمع الفرقاء ووضع الحلول التي من شانها ان توحد الجهد العسكري وتصبه في بوتقة المخاطر الحقيقية وتجنب المدنيين اينما كانوا مخاطر الحرب وابعادها عن المدن،ولن تعنيها تخرصات المتصيدين في الماء العكر ومطلقي الاتهامات الجاهزة لانها على يقين ان الحقيقة تثار لنفسها ولا يمكن حجبها او اسكاتها ..كما ان الوقائع السابقة تقول ان الراي العام سيكون الى جانبها بعد ان تنكشف الاقنعة المزيفة وبعد ان يعي الجميع خطر الاقتتال ويعرف قيمة الدماء العراقية الغالية التي تذهب نتيجة حسابات خاصة وأهداف حزبية وشخصية خالصة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس المرياني
2014-01-09
السيد علي اتمنى ان تعيد قراءة الموضوع لتعرف ان ما عنيتهم الاطراف السياسية وهذا الراي لم يكن نتاج رغبة انما هو نتاج حقائق ملموسة طرحها الطرفين في مناسبات خاصة ولا دخل لداعش بالموضوع ..تحياتي
علي
2014-01-09
فأنهم يرفضون الإذعان إلى الحق والقبول بالأمر الواقع وإعلان الهدنة والدخول في مفوضات مباشرة وهذه المخاوف والهواجس أعلن عنها الطرفين،المهاجم والمعترض مفاوضات مع من مع داعش الارهابيه بئس الرأي وبئست المبادره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك