المقالات

حين يجتمع ابن العاص والأشعري كل يوم تحت المظلة الامريكية !!


بقلم : طالب الوحيلي

وقعت الكارثة الجديدة في العراق اثر تفجير منارتي الروضة العسكرية ،والكل يتوقع حدوث ذلك الحدث الجلل الذي يمكن ان يكون بداية لموجة عنف كالذي حدث عقب التفجير الاول لقبة هذه الروضة ،ونذير الشؤم هذا ليس بشيء مستغرب بزمن ومكان تهتكت فيه القواعد الأصولية والأخلاقية كثيرا ،وهي رد فعل متوقع لنتائج العملية السياسية وليس لصراع طائفي او عرقي بعيد عن الواقع السياسي ،فما يكمن خلف ركم الخراب الذي أودت به أحداث ما بعد سقوط النظم البائد ،هو تجسيد لنتائج معادلة سياسية جديدة ما دمنا نتحدث عن لغة المعادلات ،وتلك هي تجربة اكبر بكثير من تصورات القوى السياسية المتصدية لبناء العراق الجديد بكل أسف،فسقوط النظام الصدامي ليس هو نهاية المطاف ما دمنا نعلم يقينا ما يمثله من رمزية أسطورية وصنمية تتعدى شخصيته القذرة الى حدود اعتباره ولي الأمر العقائدي الذي تغفر له كل خطاياه مادام يمثل مذهبا معينا من ذات النمط العربي المغرق بعنصريته وطائفيته وتهميشه للآخرين.وبصرحة فان القوى المعارضة للعملية السياسية سواء أكانت ضمن سياقاتها الظاهرية أي الشركاء في الحكومة وفي مجلس النواب ،والجماعات الإرهابية البعثية او التكفيرية او حواضنها ،جميعها ودون أي استثناء تشعر بانها طرف في معادلة خاسرة لابد لها من تصحيحها ،رغم انف الشعب العراقي ورموزه الدينية والسياسية ،ومهما قدم من تضحيات او طالب بحقوق هضمت طيلة عقود الحكم الطائفي العنصري الديكتاتوري ،فان ذلك بنظر القوى المعارضة لا يساوي أي شيء ما داموا لا يحكمون العراق على وفق النمط الاستبدادي البائد ،بل ان لذة العيش للمواطن العراقي أصبحت محرمة عليه حسب عقيدة تلك القوى ،لكن المؤلم حقا ان يتعاضد بعض دعاة الدفاع عن حقوق الشعب والمتباكين عليه أمثال بعض القيادات السياسية التي كانت منغمسة أصلا في نهم فتات ذلك الطاغية ،فوجدوا ان من الطبيعي لديهم التحالف مع أي كان ضد إفشال المشروع السياسي للحكومة المنتخبة ،حيث راحوا يتآمرون عليها مع رموز الإرهاب وبقايا البعث ،انه تحالف ليس بغريب لو تصفحنا كتب التأريخ ،فان فيه اكثر من أنموذج مشابه للخديعة والتآمر والخذلان ،وما أكثر بن العاص والأشعري هذه الأيام وهم يأكلون على مائدة واحدة ويتسامرون ويتغامزون ،وما أكثر من خذلوا الحسين لحظة الوثوب للخلاص ..

بعدما نشخص الداء سنجد الدواء حتما، لكن بعد فوات الأوان حيث سيستمر التكفيريون بحصد أرواح وممتلكات العراقيين ،وبهدم مقدساتهم،ولا نتوقع من احد من مسؤولينا ان يظهر الشجاعة اللازمة ليقول، ان المؤامرة التي يعد لها هي بقيادة أمريكا، وأذنابها من الداخلين بالعملية السياسية وهم يفتّون عضدها بدلا من معاضدتها ،لان الغدر ديدنهم ،تساعدهم وتمدهم بالمال والمواقف السياسية الداعمة للانقلاب على العملية حكومة الائتلاف كالسعودية و والأردن وسوريا ومصر وبعض محميات الخليج التي تسمى دولا. لا نتوقع ان نرى من ارتكبوا الفضائع بحق العراقيين معلقين علنا في ساحة التحرير ليكونوا عبرة لغيرهم لان لاننا في ظل دولة قانون لا تستطيع حماية نفسها حتى في مبنى البرلمان ،ولان الأمم المتحدة ، ومنظمات حقوق الإنسان،والمجتمع الغربي والعالم المتحضر،لا يرغبون باستخدام العقوبات الصارمة ضد من يذبحون الأبرياء ويحرقون الأخضر واليابس ويهتكون ويهدمون قواعد وأسس الحضارة الإنسانية.. ولا يحسبون حسابا لمشاعر وألام العراقيين.!!فاي معادلة عاشها شعبنا اغرب من هذا الذي يطالنا وتذهل عنه الأعين والأفكار ،فقط يسر معارضي العملية السياسية المتبجحين برفض المحاصصة البغيضة وهم صناعها ،ان يضرب بهم المثل الشعبي المعروف (لو العب ..لو أخرب الملعب )...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك