حسن الجساس
العقيدة في الدين الإسلامي هي المنطلق لخدمة الإنسان وخط لنهجه الفكري للعيش بسلام تحت ظل التوحيد لله، فالتوحيد هو الأساس في إتاحة الفرصة للحرية والاستقلال والعدالة، والعقيدة الصحيحة تسير بنا إلى وضوح الرؤية وفهم الأشياء على حقيقتها وتزرع الطمأنينة وتعطي الصبر والشجاعة في مواجهة الشدائد.فعندما تكون القيادة مرتبطة بالعقيدة ارتباطاً عملياً وحركياً، وتستثمرها لنشر الوعي الإسلامي على المستوى السياسي والإعلامي تكون مصداقاً لمشروع إقامة الدولة العصرية، دولة العدل الإلهي.وبملاحظة المكوكية للسيد عمار الحكيم نلاحظ دقة ومتانة الربط بين إيمانه بالله المستندة على التوحيد المفسر من قبل الرسول الأكرم محمد (ص) وأهل بيته (ع)، وبين حركته في أرض الواقع وتقديمه أفكاراً ومشاريعاً وسلوكاً مثالياً في العمل، مبني على عقيدة راسخة ونتيجة ملموسة، ولا يخفى أن ملامح اليد الغيبية لله تعالى التي تساند أهل التقوى وهي من تلهم القلوب للسير خلف قائد تقي ونقي، فبرغم من تراكمية الأحداث السياسية المؤلمة التي حدثت في العراق والبعيدة عن روح الوطنية والدين، إلا أنها لم تستطع أن تخفي جهود الجماعة الصالحة بقيادة السيد الحكيم التي تؤمن وتتحرك ضمن مصاديق الوفاء والتضحية والعمل بالمعرفة، والحق هو مدارها، فكان لابد من أن يأخذ السيد الحكيم وتياره على عاتقه قيادة العراق للخروج من الأزمات والاتجاه به إلى التحولات الوطنية، للوصول إلى بناء مؤسسات متكاملة، وتثبيت الدولة وإنجاح الحكومة لتوفر العيش الكريم للشعب العراقي، فكثير من الأحزاب الإسلامية انحنت أمام مغريات السلطة والأموال المقنطرة، بسبب ضعف عقائدي وفشل في التفاعل مع الحقائق والأخلاق الإسلامية، وعدم تمثيل قيادتهم للمثل العليا، مما أفقدهم ثقة الجماهير وأثّر على تاريخهم الحزبي.الأسس العقائدية والوطنية التي يعتمدها السيد الحكيم في العمل السياسي:1- العقيدة الإسلامية التي جسّدتها مدرسة أهل البيت (ع).2- تجارب المرجعية في إدارة المواقف الحاسمة والحلول الشرعية.3- تراث وتأريخ شهداء آل الحكيم التي أنارت الدرب للشعب المظلوم وما تمثله من شعلة تلهم السيد الحكيم لتحقيق الأهداف.4- حقوق المواطنة لكل فرد وما له من حقوق وما عليه من واجبات.5- اعتماد السلطة كوسيلة لخدمة المواطن وليس غاية.6- اعتماد صفات العمل السياسي التياري، وذلك جعل من المجلس الأعلى تياراً متصاعداً ومستمراً ومؤهلاً لقيادة البلاد، وهو بذلك غير مرهون بحقبة من الزمن أو مرحلة من المراحل.7- العمل السياسي الذي يضمن ويحقق التغيير الاجتماعي والاقتصادي وينطلق من الواقع الموضوعي.8- رسم سياساته وبرامجه اعتماداً على الرؤية الإسلامية الأكثر إشراقاً، والتي تعتمد التخطيط الاستراتيجي في الجانب المعنوي والمادي، وعدم اعتماد قالب ثابت غير متحرك.9- تحقيق الفائدة الدنيوية والأخروية بتحقيق مكاسب مثل الديمقراطية والحرية والتنمية الاقتصادية.10- بناء الإنسان من الداخل والخارج.11- العمل على تثبيت بناء الجماعة الصالحة وتكاملها انطلاقاً للعمل السياسي والتثقيفي.12- الاهتمام بشريحة الشباب التي تمثل أمل البلاد لما تملكه من طاقات وقدرات كبيرة.13- إحياء المناسبات الدينية واستثمار مدلولاتها المعنوية والفكرية والعملية.14- إقامة علاقة وثيقة مع الجميع تعتمد مصلحة الوطن والاحترام المتبادل.
https://telegram.me/buratha