ابو احمد الديراوي
نحن بانتظار موت قادم يحدث صدمه، أو تغيرات دراماتيكية كبيرة، أو ربما ضربة حظ صائبة، تسير بالأزمة العراقيه على الخط ذاته الذي سارت عليه منذ ثلاثة أعوام.ودعنا عام 2013 الذي يمضي بحصيلة قتلى تضاعفت عن العام الذي سبقه، وأرقام كارثيه للدمار الذي طال البشروالحجر ، وشبه حرب طائفيه تقول عنها الأمم المتحدة ان معدل تحولها الى حرب طائفيه شامله في العرق امر ممكن في ظل التغقيدات السياسيه التي يمر بها العراق ، وهذا لا يترك خلفه سوى قصص الرؤوس المتدحرجة، وقتلى السيارات المفخخه والانتحاريين والتطورات الميدانية الاخيره هي خير برهان .ان عوامل الاندفاع نحو قعر الهاوية ما زالت قائما، وتتمثل في تحالفات ما زالت قائمة ولو في حدها الأدنى، ونيات دول أحيانا لا تتعدى في عمقها الحقد الشخصي، وبروزتحالفات تتعزز بفعل قوة التهديد المتعاظم للإرهاب واخرى تتعزز بشد العصب الطائفي والخاسر الوحيد في هذه المعركه هو الاعتدال والمعتدلين من الجانبين ، وصولا إلى نشوة الفوز في اكثر عدد من المقاعد البرلمانيه على حساب دماء العراقيين وفي الموقع ذاته وفي قلب حرب شرسة متعددة الجوانب.انتهت أصداء ماتم تسميته الاعتصام او«الثورة» كليا في العام 2013، واندحرت تسميات التظاهر إلى ذكريات رومانسية، وهو هدف يمكن تسجيله لمصلحة الدولة العراقيه ، على الأقل من منظوراكثر السياسيين ووسائل الإعلام. وانتهت حالة التهديد ، ونقلت الأحداث من موقع إلى آخر، ودخلت القيادة العراقيه في سلسلة اتصالات سياسية أعادتها لأجواء التنسيق الدولي، وزاد من فعالية هذا التنسيق والحاجة إليه الشعور بالتهديد المتعاظم لحكومات أوروبا والغرب عموما من نمو الإرهاب الدولي الذي تشكله التنظيمات الارهابيه . وخاصتنا بعد نمو هذه التنظيمات الارهابيه على سواحل البحر الابيض المتوسط في سوريه ولبنان بعد قيام ماتم تسميته الربيع العربي .كل هذا جرى في إطار من التنسيق السياسي العميق وشبه اليومي بين أضلاع «مثلث» روسيا - إيران - امريكي ، ومعهم عن قرب الحكومه العراقيه و«حزب الله» والحكومة السوريه ، وعن بعد دولتا الجزائر وسلطنة عمان، وذلك وصولا إلى مجاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حوارات نهاية العام بأن قادة غربيين باتوا يعترفون سرا وعلنا أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد هو أفضل الخيارات المتبقية في مواجهة كل الاحتمالات الأخرى الممكنة.وهنا ياتي الرضوخ الضمني لهذا «الاستنتاج السياسي..غربيا» مع اختتام الأحداث في العام 2013، واحتمال انطلاق عملية سياسية في «جنيف 2»، وهي عملية لا تتحمس لها دمشق بكل الأحوال، بسبب طبيعة عملية التفاوض، ولكن تقدم الديبلوماسية على العمل الميداني في الشأن الدولي.إلا انه قد يكون عام 2014 هو عام الانفراج في العراق وخصتا بعد اجراء الانتخابات وما قد تفرزه من قوه معتدله ذات فعالية عاليه في الشارع العراقي ، وتستند هذه القوه بدعم من قوى إقليمية معتدله معروفة، بينها الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه وتركيه خصتا بعدما فشلة سياسه اوردغان في تحقيق الحلم العثماني .أما الانفراجات الكبرى فهي رهن بسقوط التحالفات القائمة، ومنها أن يرى الملك السعودي عبد الله، في «وقفة جديدة مع النفس» كما جرى في العام 2009، أن أسلوب مدير استخباراته الأمير بندر بن سلطان لم يأت للسعودية بأي نصر يذكر. كما يبقى احتمال سقوط رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قائما، بما يسمح بعودة العلاقات التركية - العراقيه كما كانت عام 2011، وهو أمر وعد به قادة المعارضة في زياراتهم المتكررة لبغداد.في هذه الوقت، ربما تتطور الحرب على الإرهاب، وتصبح أكثر من حرب الدوله العراقيه والنظام السوري على التنظيمات الإرهابية، إلى تحالف دولي أو إقليمي في حده الأدنى، بمباركة دولية، وهي حرب ستكون ساحتها في العراق سوريا، ولن تتجنب دماء العراقيين السوريين كذلك.وفيما يستعر هذا التصعيد، متوجا المرحلة الأخيرة من الحرب العراقيه السورية، يشهد الوضع الراهن تنامي الحاجة للحماية المحلية، عبر تشكل تنظيمات مسلحة جديدة تعمل إلى جانب الدولة اقصد تفعيل دور اسناد العشائر مره ثانيه .بينما ستظل صدارة عناوين العام المقبل في العراق تتجلى في نقص الكهرباء والنقص في الخدمات الاجتماعيه وتردي الوضع التعليمي وكثر الباطله وخاصة بين الخريجين .
https://telegram.me/buratha