المقالات

مرجعية (يوم النخوة)..!


محمد الحسن

الإسلام دين متحرك, لا يمكن إخضاعه للجمود, وليس من المنطقي التفكير بنمطية القرون الوسطى؛ وإلا فمن يتعامل معنا من الأمم؟!..القيادات الإسلامية التي توصف بالإعتدال, تتماشى مع التطورات بما ينسجم مع معتقداتها؛ فهي تراعي كل الشروط الموضوعية, الإجتماعية والسياسية, وترسم وفقها تصوراتها, وما يجب أن يكون.. لا تلتفت إلى ما يدرّه عليها هذا الموقف أو ذاك من مكتسبات شخصية ومنافع أنانية, ويبدو إن شخصية كبيرة كالسيد علي السيستاني, يصعب سبر عقليتها الفذة وتفكيك رسائلها المنسجمة مع الواقع.كثر اللغط الدائر حول موضوعة "القضاء الجعفري", وأخذت القضية بعداً أكبر من حجمها, سيما في الظرف الإستثنائي الذي يمر به البلد, والغريب أن يتهم وزير العدل التابع لحزب الفضيلة المرجعية الدينية, في الوقت الذي يفشل بإدارة وزارته وقمة ذلك الفشل؛ إقتحام مجموعة من السجون وهروب آلاف الإرهابيين القتلة, فهل أرادها الشمري ستراً للفضائح المدوّية؟!.. ولعمري إن ثوب الستر أقصر من فضائحهم التي بدأت في البصرة وقصة الإجرام والتهريب..!لا ريب, فأحد مسببات زوبعة (القضاء الجعفري), هي صرف الأنظار عن قصة السجون المستباحة من قبل (داعش), غير إن هناك أسباب أخرى أهمها: إن وزير العدل ينتمي لحزب يرأسه (مرجع) مفترض, برز أبان الحملة الإيمانية الصدامية, وفشل في حجز مقعد مرموق في الوسط الشيعي, وطالما لاحقته أصابع الإتهام؛ فلم تُدّخر وسيلة إلا وأستخدمت بغية الوصول للكبار والتمنطق بمنطقهم, ليعطي إنطباع بإنه كفؤً لهم!.. السبب الآخر هو العداء المكبوت تجاه رموز العيار الثقيل, والتي يخفُّ أي ثقل يريد مقاطعتها؛ فضلاً عن كون (التأسّلم) في العمل الحزبي, وإستغلال المصالح العامة لإجندات خاصة, سمة أصيلة ومتجذرة في العقلية الحزبية التي ما برحت تعاني من ضيق أفق حاد؛ فليس لقانون القضاء الجعفري قيمة أمام سيل لعاب مرجع الحزب على بضعة مقاعد برلمانية بات وشيكاً فقدها..!في الطرف المقابل, فالمرجعية العليا, ليس لها ما تخشى عليه أو منه, سوى ما يجنب البلد المزيد من الإحتقانات والأزمات, وهي تعمل بالعموميات, فترسم الخطوط العريضة وتترك الأمر للواقع؛ إما يفرضه أو يرفضه..المرجعية العليا أصرت على حرية العراقيين في أحوالهم الشخصية, وضُمّنَّ هذا الأمر بالدستور. وأعدت مسودة قانون الأحوال الشخصية الجعفري منذ ما يربو على ستِ سنوات, أي عندما كان (اليعقوبي) يصرّح بحقده على كل من عارض النظام البائد, ويعلن معارضته للعراق الجديد, في ذلك الوقت كانت تجلس كتلته جنباً إلى جنب (عبد الناصر الجنابي) في مجلس النواب؟!..التفكير الذي تقوم عليه عقلية المرجعية العليا, مختصر بمصلحة الوطن والناس, وعابر لما هو شخصي؛ واليوم من الصعب الزج في هكذا مشروع قد يزيد الوضع تفاقماً, فلا مجلس النواب مهيئً لإستقباله, ولا الشيعة مستقلون بإقليم ليتسنى لهم فرض ما يريدوه, فلماذا عارض اليعقوبي (مرجع يوم النخوة), مشروع الفدرالية وأتهم مروجيه بإشنع التهم التي تصدر عن (تربية الفرق الحزبية)..؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك