محمد رشيد القره غولي
عندما بدات العمليات العسكرية في صحراء الانبار تفائلنا خيرا و نعلم مسبقا ستكون لها مردود ايجابي على المستوى الامني في كافة المحافظات باعتبار ان الانبار و للاسف كانت مصدرا لتجمع هذه الفئات الظلامية المعروفة اليوم بداعش، كما ان هذه الحرب مع الارهاب التي امتدت لسنوات طويلة دون رد فعل مناسب من قبل الجهات الامنية بالرغم من الاصوات التي كانت تطالب الحكومة بضربها في عمقها الاستراتيجي و هي صحراء الرمادي ممتدة الى الموصل و شمال غربي كربلاء و الحلة، و هذا التشخيص لم يكن اليوم بل منذ سنوات طوال و لا يخفي على الانسان العادي الذي حتى ليس له خبرة عسكرية مع ذلك استمر شلال الدم لسنوات و تفاقمت الحالة الى ان اصبح لهؤلاء التكفيريين موقع انطلاق لعملياتهم الى جميع المحافظات مع ازدياد اعدادهم. الحمد لله بعد ان استجابت الحكومة للاصوات الشعبية و الرسمية بدات العمليات بنجاحات كبيرة.استدارت البوصلة العسكرية لتلاحق الارهاب الى داخل مدينة الانبار دون الاعلان عن تطهير الصحراء من منابع الارهاب فاصبح الجيش يواجه جبهتين لنقل داخلية و هي مدن الانبار و خارجية اي خارج المدن و هي الصحراء، و نحن في كلا الامرين داعمون لكل العمليات التي تضرب الارهاب و تحجم حركته، لكن ليس على حساب قرارت انفعالية تدفع ثمنها المؤسسة العسكرية و هيبتها في المنطقة و العراق، فاي انكسار لا سامح الله سيكون مردودها سئ على المستوى الداخلي بالخصوص، لذا نحن نطالب بحركة مدروسة من قبل القادة قبل الخوض باي حراك يجعل من الدم العراق مستباح من القتلة التكفيرين. اليوم اعلنت محافظة الانبار بان داعش سيطرة على الكثير من مناطق هذه المحافظة بسبب انسحاب الجيش و الذي طلب منه ذلك و جاء الرد من الناطق باسم وزارةالدفاع السيد العسكري بان الجيش لم ينسحب لولا المطالبة بانسحابه من قبل المحافظة و مجلسها. هنا بدا رمي اللوم على الاخر و هذا لا يمكن قبوله لان المؤسسة العسكرية يجب ان تكون على اطلاع على حجم المهمة و تحدياتها و هي يجب ان تكون اعرف بقوة تلك المجاميع و هي التي تقدر الموقف اكثر من غيرها لذا الخطا الذي وقعنا به ان المجاميع الارهابية بدات باستعراض عسكري في مدن الانبار و سقوط الكثير من مناطقها بايديهم، و هذا لا يحتمل و عليه يجب الرد باسرع وقت لارجاع هيبة الدولة.الجانب الاخر الذي ياخذ عليه ان الحملة تزامن معها تسقيط اعلامي لبعض الكتل البرلمانية و مع الاسف التسقيط لم يكن من خارج الحكومة بل من داخلها و كان الحملة يراد بها ضرب عصفورين بحجر واحد، و زاد من التشكيك بها على الرغم من اننا نؤيدها مهما كان باطنها لكن الموضوع الاخلاقي مطلوب و لا يمكن ان نقبل بهذا الوضع اللاخلاقي اطلاقا. ففي بداية الحملة اتهم ابناء دولة المواطن البرلمانية بانهم ضد الحملة و جاء تسقيط رجالها من مواقع تابعة للحكومة و للحزب الحاكم و اليوم توجهت السهام نحو ابناء التيار الصدري و قيل انهم انسحبوا مع دولة المواطن في اجتماع التحالف و جاء التكذيب لهذا الخبر و هكذا تستمر حملة التسقيط التي لم تكن وليدت اليوم فالماكنة الاعلامية التسقيطية من كل الجهات مستمرة دون هوادة و كان البلد يتحمل الفرقة اكثر مما هو عليه.اليوم نطالب الدولة بتفسير لما يحدث و كيف استطاعت تلك المجاميع من الاستعراض بتلك الطريقة و اين انت يا محافظ الانبار منهم و ما دوركم في انسحاب الجيش و هل نستطيع القول ان دخول الجيش و خروجه اعلان لسيطرة الجماعات الارهابية على المحافظة و هل لكم و غيركم يد في ذلك؟!!يا حكومتنا و التي جاء تشخيصها متاخرا بحربها على الارهاب في حواضنها انت اليوم و رجال مؤسستك الامنية مسئولة عن دماء الشعب العراقي البارحة و اليوم فاليوم بعد هذه العمليات نشهد استقرارا نوعيا في بغداد خصوصا، اي ان العملية اتت اوكلها و لماذا لم تكن قبل سنوات و ما سبب هذا التريث على حساب دماء العراقيين و ان كان هناك ضغوط عليكم لم و لن يخرجكم من دائرة الحساب الدنيوي و الاخروي و تبا لكل من كان سببا لسفك دماء الابرياء من اجل حسابات قذرة سياسية لا اخلاقية.
https://telegram.me/buratha