المقالات

أبا خليل، الجندي الذي أرعب إسرائيل..


حيدر فوزي الشكرجي

أبا خليل: اللقب الذي أستحقه الجندي العراقي بجدارة في فلسطين، فعندما تقهقرت الجيوش العربية في حربها مع إسرائيل بقى الجيش العراقي صامدا في مدينة الخليل الفلسطينية رغم قلته عددا وعدة لهذا أطلق على الجندي العراقي هذا اللقب، وعندما حاولت إسرائيل إسقاط دمشق ظهر هذا الجندي الباسل مرة أخرى وأفشل العملية وأجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب، وكان لصقور الجو العراقيين وطائراتهم البريطانية القديمة (الهوكر هنتر) دور كبير في حرب 1937 ، وتمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو، لهذا فالجيش العراقي من أكثر الجيوش العربية التي تخشاها إسرائيل، ولذلك فقد قامت بتحريك عملائها في داخل العراق وخارجه لإبقاء الجيش العراقي ضعيفا غير قادر على القتال.وكان المعين الأكبر لمخططاتها الطاغية هدام، فقد أدخل العراق في عدة حروب طاحنة وأستخدم الجيش لضرب وتهديد الدول المجاورة وقمع الشعب، وأصبح الجندي العراقي في حالة يرثى لها حتى بات لقب (أبا خليل) دليل على الذل والمهانة بعد أن كان رمزا للصمود والشجاعة.بعد سقوط الطاغية في 2003 تغيرت الموازين وتحسن الواقع الاقتصادي للجندي العراقي إلا أنه واجه تحديين عظيمين، الأول هو الإرهاب المدعوم من عدة دول عربية وأجنبية لا نستثني منها إسرائيل طبعا، والثاني هو فساد بعض الساسة وأصحاب القرار الجدد. بسبب هذا الفساد أصبحت عملية تجهيز الجيش بالأسلحة والمعدات المتطورة بطيئة وصعبة للغاية فمن النادر ما تجد صفقة سلاح لا يشوبها الفساد، بالإضافة إلى ذلك أصبحت تحركات الجيش مرهونة بأهداف سياسية بدل الخطط والمعلومات الاستخبارية، ودائما ترافق هذه التحركات حملة إعلامية ضخمة ليس لمساندة الجيش بل للمهاجمة الآخرين لزيادة شعبية طرف على حساب طرف آخر.فمثلا معركة جيشنا الباسل ضد جرذان الصحراء من إرهابي داعش، منذ الدقائق الأولى شنت حملة إعلامية تتهم كل الكتل السياسية بالوقوف ضد الجيش العراقي، وطبعا كان الهدف هو أقناع الشارع العراقي أن الجميع ضد السيد نوري المالكي، لأنه يقف مع الجيش العراقي وهذا ممهد للمطالبة بولاية ثالثة في الانتخابات القادمة.طبعا هذا الموضوع عار من الصحة فأغلب الكتل أعلنت مساندتها للعمليات العسكرية، والتصريح الأقوى كان لرئيس كتلة المواطن" أقبل يد كل جندي عراقي يقف بكل بسالة لنصرة الشعب العراقي في مقاتلته الإرهاب الجبان في صحراء الرمادي" ،وكتلة المواطن من الكتل التي ركز عليها الهجوم الإعلامي ليس لعدم مساندتها للجيش كما أدعت الحملة، ولكن لتبنيها مشروع وطني ثابت زاد من شعبيتها في الشارع العراقي.أخيرا وبعيدا عن المزايدات السياسية على حساب الجيش العراقي، نتمنى من كل قلوبنا النصر لهذا الجندي الباسل الذي يقاتل في ظروف جوية قاسية و موجة برد لم يشهدها العراق منذ فترة وفي صحراء شاسعة، ونحن نعلم يقينا أن جرذان الصحراء الجبانة ليست أبدا ندا لأبي خليل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2014-01-01
اود ان اضيف معلومة للتاريخ ان طلائع الجيش العراقي التي وصلت الى مشارف دمشق في 1973 كانت لواء مدرع ناقص كتيبة في مواجهة خمسة او ستة الوية مدرعة اسرائيلية كانت تتقدم صوب دمشق التي كانت ساقطة لا محالة وكتب قائدالقوات المدرعة الاسرائيلية انه عندما رآى الغبار يقترب من قواته قال لا اشك لحظة ان هذا هو الجيش العراقي قد جاء لانقاذ دمشق ولا يفعلها غيره وحدثني ضابط سوري التقيته في بيروت سنة 1975 بانه كان محاصراً مع جنوده وبدأ الاسرائيليون يفتكون بهم لكنه كان يصبر جنوده ان الجيش العراقي قادم وهذا ما حصل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك