المقالات

سلمان رشدي ... مفتي الديار السعودية


بقلم: محمد علي الاعرجي

لم يكن لقب الفارس أو (السير) الذي أغدقت به ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية على المرتد سلمان رشدي يوم 18/6/2007 بالأمر الغريب أو المثير ، لأن هذه الملكة كانت قد وفرت ملاذا آمنا لهذا المتأسلم عندما ضاقت به الدنيا ولم يستطع احد حمايته بعد أن صدرت فتوى الإمام الخميني رحمه الله بإهدار دم هذا الرجس على خلفية كتابه الآيات الشيطانية وما تضمنه من إساءة للنبي الكريم محمد (ص) ، ولكن الغريب في الأمر هو التزامن بين تكريم سلمان رشدي والاعتداء الثاني على الحضرة العسكرية المشرفة في سامراء ! إذ لا يمكن أن يكون ذلك مصادفة ، فهذا الوغد مكث أكثر من عشرين عاما في بريطانيا ، ترى ما هي البطولات والانجازات التي قدمها حتى ينال رضا صاحبة الجلالة وتمنحه هذا اللقب الرفيع علما أن هذه المكانة لا ينالها الإنكليز الأقحاح بسهولة فكيف نالها هذا الهندي الغامق ؟ولو عدنا إلى الوراء قليلا أي قبل حوالي عام عندما أقدمت إحدى الصحف الدنمركية على توجيه إساءة لنبي الرحمة (ص) حيث انطلقت مظاهرات عارمة اجتاحت الكثير من مدن وعواصم العالم وكان الخطاب الإسلامي موحدا بكافة مذاهبه وطوائفه وأوشك أن يزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة الذين أرعبهم هذا التوحد الإسلامي فكان لابد من عمل يدق إسفين الفرقة بين المسلمين فتم تمكين النواصب وحلفائهم الجبناء من تفجير الحضرة العسكرية ، وكان وقع ذلك كالصاعقة على جميع المسلمين أتباع أهل البيت والمحبين لهم ، وفي خضم هذه الكارثة وما تبعها من شد واحتراب طائفي في العراق افتعله النواصب وفاقدي سلطة الأمس الغابر ، نسي العالم تلك الإساءة للرسول وخمدت حدة المظاهرات وانشغلت الأجهزة الإعلامية المغرضة في عرض صور الضحايا تحت عنوان الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق وهكذا نجح الأعداء في مسعاهم .والآن جاء تكريم سلمان رشدي بعد أيام من الاعتداء على مرقد الإمامين العسكريين، ولو علمنا مافي هذا التكريم من إساءة لمشاعر العرب والمسلمين تفوق الإساءة التي أقدم عليها سلمان رشدي نفسه ولاحظنا مقدار الاحتجاج الخجول هذه المرة لعرفنا أن الأعداء تمكنوا من اختراق وحدتنا الإسلامية .فهل بربكم حصل ذلك من باب المصادفة أم إن هناك أيادي خفية قادرة على إدارة هذه الملفات واختيار الوقت المناسب لإثارتها ، وهل كان مصادفة تصريحات ملك الأردن وفرعون مصر ووزير خارجية آل سعود وخوفهم من هلال شيعي حيث أعقب تلك المخاوف الكاذبة تفجير سامراء ، ولا اعتقد إن أحدا ينكر ارتباط هؤلاء الصغار وتبعيتهم الذليلة للتاج البريطاني .ثم إن الملكة العجوز عندما أقدمت على هذه الفعلة النكراء لم تكن غافلة عن وجود قواتها في العراق وان فعلتها ستثير المسلمين وقد ينعكس ذلك على المصالح البريطانية بشكل عام ، ولكنها مطمئنة لحماية مصالحها بعدما تمكنت من وضع الكاوبوي الأمريكي أمام فوهة المدفع وجعلته يتلقى الضربة تلوا الأخرى فيما هي منشغلة بحياكة المؤامرات التي ستطيح بهذا الكاوبوي وإن طال الزمن .وقد أدى رئيس الوزراء البريطاني (بلير) الدور جيدا حين صور للأمريكي (بوش) المتكبر بأنه سيد العالم دون منازع وراح هذا المغرور يتحدى العالم بأجمعه وقال (على الآخرين أن يختاروا بين الوقوف مع أمريكا أو ضدها ) !وراح يصنف الدول كما يشتهي فتلك محور الشر وهذه تصّدر الإرهاب وغيرها خارجة على القانون ، ناسيا أن ذلك فتح نار جهنم على أمريكا وولدت الكراهية لدى شعوب العالم المختلفة ضدها ، متجاهلا في نفس الوقت أن أمريكا عبارة عن خليط غير منصهر من الأقليات والتجمعات البشرية ومهما تقادم بها العمر على الأرض الأمريكية فهي تبقى على ولائها للأرض والبلاد التي قدمت منها ، وقد وجدنا الجيش الأمريكي في العراق يعتمد على الآلة العسكرية الحديثة التي توفر له الحماية ، ونرى الجندي الأمريكي يتمترس خلف الحديد ويستعين بمختلف الأجهزة الحديثة للبقاء على قيد الحياة فهو يحارب بدون عقيدة وكل ما يريده هو العودة سالما لأهله والتمتع بحفنة الدولارات التي كسبها من جراء خدمته العسكرية .وإذا كان الرئيس الأمريكي يعي هذه الحقيقة فهو أمر حسن وإلا فان العالم سيشهد السقوط المهول للحضارة الأمريكية القائمة على أساس المادة ، والتاريخ يشهد بذلك فما من أمة سادت إلا وانهارت .ولعل حظ الأمة الأمريكية أن تكون مناوئة للإسلام بسبب سياسات حكامها واعتمادهم على أنظمة حكم عقيمة متخلفة متسيدة على شعوبها بالنار والحديد وبأسلحة حديثة لم تبخل بها عليهم الترسانة الأمريكية والبريطانية وآخرها صفقة اليمامة لآل سعود ومبلغها الخيالي الذي ذهب عشره كسمسرة لجيب الأمير السعودي الأمريكي بامتياز (بندر بن سلطان) المشرف على إرسال الجيّف المفخخة من بلاد الأعراب إلى العراق ليفجروا ويدمروا أماكن العبادة والحياة وكل شيء فهؤلاء الغرباء لا يعرفون دين أو عقيدة ولا يمتلكون رحمة أو ضمير وهم باختصار قنابل موقوتة جاهزة للتفجير مغسولة العقول إلا من فتوى المرتد السعودي الذي لا يقل كفرا وارتدادا عن سلمان رشدي فهذا أساء للنبي وذاك كفر أتباع أهل بيت النبوة وأفتى بإزالة مراقد أهل البيت بما فيه مرقد النبي !وأخيرا لا يفوت ذوي العقول النيرة أن ينتبهوا لذلك الخيط الرفيع الذي يربط أفعال كل هؤلاء الكفرة والمرتدين ولا يمكن أن يكون تزامن تلك الأفعال محض صدفة ، ولا تتعجبوا أو تتملككم الحيرة إذا ما استيقظتم يوما ووجدتم الداعية سلمان رشدي صار مفتيا لبلاد خادم الحرمين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالكاظم السعدي
2007-06-23
لعن الله سلمان رشدي هذا الزنديق الذي هدر دمه الامام الخميني قدس سره الشريف لاغرابة ان يكون مفتي في السعوية لان الطيور على اشكالها تقع فهم جميعا من نسل شمر بن ذو الجوشن قاتل الامام الحسين عليه وعلى جده وابيه وامه واخيه والتسعة المعصومين من بنيه سلام الله اللهم اللعن يزيد وسلمان رشدي وشمروالوهابيينومن لف لفهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك