المقالات

تداعيات تفجير منائر العسكريين... احذروا صولة الحليم إذا غضب


بقلم: حسن الهاشمي

حلمنا يدل على تمسكنا بالمبادئ وضرورة توحيد الصف الإسلامي ضد قوى التكفير والإرهاب، وليس يدل بأي حال من الأحوال على الضعف والوهن والدعة، إنها موتة واحدة ويا محلاها أن تكون في سبيل الدين والعقيدة، ولكننا مأمورون بضبط النفس من قبل مرجعياتنا الدينية الذين ما انفتأوا يضمدون الجراح ويوقفون النزف ببياناتهم الوحدوية، فكان لها بالغ الأثر في امتصاص كل عمل إجرامي يقوم به التكفيريون والصداميون لإثارة الاحتراب الطائفي، بالأمس كان تفجير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء، واليوم عاود التكفيريون بتفجير منارتي مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، وقبل التفجيرين وبعدهما سلسلة كبيرة من الجرائم التي يندى لها جبين البشرية قاطبة.

والكل يعلم أن هدفهم من كل ذلك هو هدم كل ما تحقق للعراق من انجازات بعيد سقوط الصنم ولحد الآن، وإرجاع العراق إلى المربع الأول حيث الديكتاتورية المقيتة والطائفية الظالمة.  إن الإرهابيين يعملون كل ما بوسعهم في سبيل إسقاط حكومة المالكي الشرعية المنتخبة، وكل ذلك يحصل بدوافع طائفية، وبدعم غير محدود من قوات الاحتلال والدول العربية الإقليمية، إنها مؤامرة كبيرة يتعرض لها الشعب العراقي فقد تكالبت عليه كل القوى لمحاربة خياراته الديمقراطية في زمن تدعي فيه قوات الاحتلال أنها راعية للديمقراطية في العالم زورا وبهتانا، وإلا كيف يصول ويجول الإرهابيون والتكفيريون في المناطق الغربية من العراق وغيرها تحت أنظار المحتل بل بحمايتهم ورعايتهم بذريعة مقاتلة القاعدة تارة والوقوف أمام المد الإيراني تارة أخرى، وهم جميعا قد تآزروا لضرب الأبرياء والمقدسات في عراقنا الجريح النازف.

والحكومة الوطنية التي يترأسها الأستاذ نوري المالكي يجب أن تعي المخاطر التي تحوم حولها، وتنتخب أفضل الطرق الناجعة لإخراج العراق وأهله من الأزمة الخانقة التي يمرون بها قبل فوات الآوان، وليعلم الجميع أن الاصطفافات الطائفية والحزبية قد باءت بالفشل الذريع، حيث أن الدول الإقليمية ومن وراءها قوات الاحتلال قد حسمت أمرها في هذا المجال، وقرروا بالفعل إجهاض التجربة الديمقراطية التي أبرزت على السطح الكتل الإسلامية ما عدى إقليم كردستان، الذي لهذا السبب هو ينعم الآن بالأمن والإعمار.

فالدولة وبهذه السلطات لاسيما التشريعية منها والتنفيذية قد وصلت إلى طريق مسدود، وعلى الحكومة إذا ما أرادت أن تحافظ على خيارات الشعب في الانتخاب ولو بنسب يسيرة، وإذا ما أرادت توفير الأمن والخدمات، عليها أن تسحب البساط من تحت أقدام أولئك الأقزام الذين يحاولون جاهدين الالتفاف حول العملية الديمقراطية ومسك أزمة الأمور بالبلاد عن طريق تحالفات مشبوهة مع حثالات البعث الفاشي وبعض مخابرات الدول الديكتاتورية العربية، على حكومتنا الموقرة أن تقوم بحل البرلمان المتناحر والمتهالك، وانتخاب وزراء تكنوقراط لتصريف الأعمال والإعلان عن انتخابات مبكرة لمجلس النواب، هذا الإجراء سيشجع الدول الإقليمية التفاعل مع الحكومة الجديدة، لأنها بعيدة عن شبح الطائفية المخيف! وإخراج البلد من دوامة العنف التي يشهدها طيلة الأربع سنوات المنصرمة، ومن دون هكذا إجراءات فإن عملها بمثابة خرط القتاد.

خصوصا أن القوى المعادية قد هيأت النفوس لاستقبال البديل الوطني بعدما أذاقت الشعب الويلات من تهجير وقتل وانعدام خدمات طالت غالبية الشعب العراقي انتقاما لانتخابه الخيار الإسلامي! فالكتل الإسلامية إضافة إلى احتراق أوراقها إقليميا ودوليا، فإنها قد أصابها في الداخل داء الفرقة والتمزق وعدم التوحد في الخطاب والمواقف في الكثير من المعطيات التي ألمت بشعبنا النازف، الذي بات يسعى للخلاص من المأزق الذي ألم به، وأنه بمثابة الغريق الذي يحاول التشبث بكل قشة تنجيه من عذاب أليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
1م منتظر
2007-06-14
مادامت حكومتنا الوطنية قائمة فالتحديات الدولية والاقليمية قائمة ولكن هيهات منا الذلة علينا بالصبر والثبات ووحدة الصف حتى يرضخوا لحكم الشعب باذن الله تعالى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك