المقالات

العراق 2014 ....الانتخابات والاضطرابات ...

797 09:14:00 2013-11-16

محمد حسن الساعدي

يسيطر على المشهد السياسي العراقي الاستقطاب الطائفي والقومي , ويمكن لذلك أن يؤدي إلى عدم الاستقرار , الذي بدأت بوادره مطلع عام 2011 والى حد كبير , وفي الوقت الذي الأخبار من سوريا تشير على التباين , والتي تزيد فيه من فرص تزعزع الموقف الأمني على بغداد , في سني يواصل الإخوة الأكراد الصعود الاستقلالية عن بغداد .. في الوقت ذاته , إزاء هذا الوضع القلق , تزداد حرة الانتخابات التظاهرات في مختلف مدن العراق , وبمختلف الأهداف بحيث بدأ الحديث عن احتمال قيام ربيع عربي في الـــعراق .. وبحسب التقارير فأنه ومنذ عام 2003 أثبتت الرمادي المدينة العراقية أنها قادرة على الوقوف وإعلان موقفها الرافض لوجود القاعدة على أراضيها وتكوين صحوة الانبار والتي كانت الأوسع بين عام 2006ـ 2007 , وبالتالي تراجع نفوذ القاعة في العراق .. بموازاة ذلك تبجحت القوات الأمريكية بوجودها في الأراضي العراقية بوجود الميلشيات ( جيش المهدي ) مكان وجود هذه الصحوات , وضع هذا للنشاطات الإرهابية والتي هددت بإسقاط العملية السياسية الهشة في العراق .ومرة أخرى نشهد تحرك للانبار، ولكن هذه المرة بأهداف وأجندات تختلف ، فالرمادي اليوم تقف بوجه الحكومة في الوقت الذي تتزايد فيه لحظات الوداع والابتعاد للأكراد عن بغداد، وتشكيل دولتهم المصيرية ، في الوقت الذي تتزايد فيها التهديدات ضد حكومة السيد المالكي ، والتي ربما تتحول إلى محاولات انقلابية كما شهدنا مؤخراً .الشعارات الطائفيةاصبحت الطائفية والقومية خاصيتين متلازمتين للمشهد السياسي ،فهي من يحدد الوضع السياسي القائم للعراق ،فكل اتفاق أو توافق لا يتم إلا عبر هذه المعادلة ، وفعلاً تم اللعب على هذا الخيط أكثر من مرة وبألوان متعددة ، وبمختلف التوصيفات ، إذ أصبحت روح العداء هي السائدة لدى مختلف القوميات والطوائف في العراق .التظاهرات وزيادة الشرختعمق الخلاق والشرخ بين الطائفتين ( الشيعية ، السنية ) بعد اتهام الهاشمي وحمايته بارتكاب أعمال إرهابيه ، وما تلاها من إيقاف حمايات العيساوي ، أدى إلى اندلاع موجه من الاحتجاجات والتظاهرات تحولت إلى صدامات مع القوات الأمنية ، وارتفاع وتيرة القتل والاغتيال والتفجيرات ليس فقط في الانبار ، معقل التظاهرات ، بل تعداها إلى مدن العراق كافة ، بل تعدى الى كردستان الآمنة ، والتهديد للقوات الأمنية ، وإعلان الحرب وإطلاق الشعارات الطائفية ، في حين لم تواجه الحكومة هذه التظاهرات بشي من الشعور العالي بالمسؤولية ، بل نجد المواقف أخذت بعداً عدائياً ضد المتظاهرين ، رغم وجود الأجندات داخل هذه التظاهرات ، واعتبرهم خارجون على القانون ، ما أدى إلى حدوث الصدامات مع الجيش ، والذي زج في هذا الأمر رغماً عنه .سوريا والعراق (جبهة واحدة)في هذه الإثناء رفع متظاهروا الرمادي علم الجيش الحر ، وعم البعث السابق ، فهذا الموقف لايعد من قبيل الصدفة ، لأننا نعلم مدى الارتباط الوثيق بين سكان هذه المناطق وبن المدن المجاورة في كل من سوريا والأردن ، فأكيد ومن المتوقع أن يكون هناك اثر لما بعد الأسد في تغيير الواقع السياسي في العراق ،ويكون أثر عميق على ملامح النفوذ السياسي ، الأمر الذي ربما تعيه الحكومة العراقية جيداً . الاكراد كذلك دخلوا اللعبة السورية ، فنرى حكومة اقليم كردستان كيف تسهل دخول الشباب السوري ( الاكراد) الى اراضيها ، ومحاولتهم بناء قدرتهم القتالية لمواجهة اي خطر يهدد مستقبلهم ، والسعي إلى ترتيب أوراق الفصائل المتناحرة فيما بينها ، وتوحيد الرؤى والأهداف والاستعداد لما هو آت ، في نفس الوقت تأمل الحكومة العراقية في بقاء الأسد ، وعدم تنفيذ هذا المخطط الكبير ( الشرق الأوسط الكبير) ، على الأقل الاطمئنان من عدم صعود نفوذ جهة أخرى تمثل معارضة أو عدو للعراق .في هذه الأثناء سوف تزداد وتيرة العنف خصوصاً مع اقترابنا من الانتخابات البرلمانية 2014، إذ سنشهد انقساماً واضحاً لدى الكتل السياسية وعلى أسس طائفية وقومية ، فليس هناك ما يوحي إلى وجود تيار عكس التيار الموجود اليوم مع عدم وجود أصوات معارضة لهذا التوجه .أذ من المتوقع أن تكون هذه السنة وما تليها صعبة على الوضع السياسي العراقي ، خصوصاً ونحن نسمع أن هناك إرادة لدى حزب الدعوة والسيد المالكي للسعي لولاية ثالثة وبقاءه في كرسي الحكم لأربع سنوات قادمة ، ليزداد الصراع والوضع السياسي والطائفي تصاعداً ، ومن هنا ربما نكون مقبلين على وضع متأزم جديد ، خصوصاً مع عدم القدرة والإرادة لإيجاد إصلاحات سياسية واقعية خصوصاً بعد أن عم الفساد الإداري والمالي جميع مفاصل مؤسسات الحكومة العراقية ،وربما يكون العراق فعلاً مقبل على ثورة وربيع عربي ، إذ على الأرجح لايمكن الاستمرار والصمود إلى ما لانهاية ولوقت طويل إزاء تصاعد السخط الشعبي في الشارع العراقي وضبابية المستقبل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك