المقالات

اذهب فانت من الطلقاء


في مقابلة مع قناة الشرقية الفضائية تحدث طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية عن المصالحة الوطنية ورؤيته للاسس التي تقوم عليها هذه المصالحة ، وبالتاكيد فأن عنصري المصالحة الرئيسين هما الشيعة والسنة وهما من الناحية السياسية الائتلاف من جهة والتوافق من جهة ثانية ، وقد وضع الهاشمي مرتكزين او مفهومين للمصالحة وربطهما بمفاهيم اسلامية ارتبطت باحداث تاريخية مهمة في التاريخ الاسلامي وهما (اذهبوا فانتم الطلقاء ) و (الاسلام يجب ما قبله ) ويبدو ان الهاشمي وضع نفسه ووضع من يمثلهم في مواقع واوصاف هو اختارها لنفسه .

اذ ان الذي اطلق هذه الدعوة وهذا التسامح بعد فتح مكة هو الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني ان الذي عليه ان يدعو هذه الدعوة ويعمل بها لتكون مفتاح للمصالحة واساسا من اسسها هو الائتلاف العراقي الموحد وهم الشيعة اتباع محمد واهل بيته ، وهذا بالتاكيد يعني ان الطرف الاخر الذين وجهت لهم الدعوة ومنحوا هذا العفو وهذه المسامحة هم الذين فرض الاسلام عليهم فرضا واسلموا بعد فتح مكة جبرا ، والذين يمثلهم اليوم في عصرنا هذا احفادهم من المتشددين في جبهة التوافق والسنة المتشددين والتكفيريين منهم .

وهذا الوصف ينطبق على المفردة التاريخية الاسلامية الاخرى التي استخدمها الهاشمي ، وهي الاسلام يجب ما قبله ، وبالتالي فأن اتجاه المتشددين ورغبتهم نحو المصالحة هو اندفاعهم واتجاههم نحو الاسلام ، واليوم يقابل الاسلام في التشبيه والمقارنة التي ارادها الهاشمي هو ان يتجه هؤلاء المعنيين بالامر نحو الطريق الصحيح ونحو الوطن ونحو منطق الحق ومنطق القبول والحوار .

لذلك نقول شكرا للهاشمي على هذه الصراحة في طرح هذه الاوصاف وهذه الامثال التي هي حقيقية ودقيقة ، ولكننا نذكره ان هناك معنى ثالث نتمنى ان لا يراهن عليه واصبح بعيد المنال ، وهو ان هؤلاء الطلقاء عادوا للتامر على منهج الاسلام والتفوا على عقيده وحكمه واغتصبوا السلطة في عهد بني امية ، وان اتباع اهل البيت لن يسمحوا لابناء الطلقاء ان يغتصبوا السلطة هذه المرة ، وايضا نقول ان السيد الهاشمي قد يكون غافلا عن حقيقة ان ابناء العراق من اهل السنة اليوم قد ادركوا الحقيقة ولن ينجروا الى مؤامرة جديدة تستهدف امنهم وحياتهم ومستقبل بلدهم ، فهم اليوم مع الشيعة في مكافحة الارهاب ومع الشيعة في السعي لتحقيق الامن والاستقرار وفي بناء الوطن ، ولن ينطبق عليهم الوصف الذي اراده الهاشمي ، اذ انهم ليس ابناء الطلقاء ، انهم كانفسنا كما يصفهم سماحة السيد السستاني ، والشاهد على ذلك صحوة الانبار ، ونحن بانتظار نتائج صحوة ديالى وهناك اهلنا في صلاح الدين يستعدون لصحوة جديدة ، هذ المنهج الذي يجب ان يسود ، منهج المصير الواحد ومنهج المصالح المشتركة ومنهج التسامح والقبول .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام منتظر
2007-06-13
شكرا لك اخي الكريم جواد بما جدت به علينا فعلا انهم هم الطلقاء حقا هو وامثاله لان مكانهم الصحيح هو السجن وليست المناصب التي لاتليق بهم
ام هاني
2007-06-13
هؤلاء احفادهم والاساس نداس بعد سبعين راس هم لحد هذه اللحظه الحقد والخبث ثوبهم الذي لا يستطيعون التخلي عنه الله سبحانه وتعالى جاعل هؤلاء قلوبهم مغلفه والله لحد الان نجالس ناس نرى الحقد والكره لال محمد مالي جسدهم احب اعرف ان الهاشمي خسر اشقاء له حسب ادعاءه بسبب الارهاب فكيف يدافع عن الارهابين بهذا الشكل لو اخوته الذي خسرهم كانوا مجرد تصفية حسابات مع العصابات الثانيه التي كل واحده منهم تريد السيطره على الاخر وتتفنن بالقتل والسلب والتهجير كفاكم يامجرمين العراق الجدد الا لعنة الله عليكم وعلى من تبعك
محمد باقر العبودي
2007-06-13
للباطل صوله...لاننكر بأنها طالت هذه المره لكن بلا شك بأن للحق صولات وها قد جاء وقتك يا ابن الطلقاء انت ومن يمشي على نهجك المسموم, فكد كيدك واسع سعيك فوالله لاتمحي ذكرنا ولاتميت وحينا
عدنان
2007-06-13
نشكر الاخ الكاتب على هذا المقال وبالادلة والبراهين.. واود ان اضيف بانه حتى فى العصر الحديث عندما اطلق الرئيس عبد الكريم قاسم ( رحمه الله) مقولته الشهيرة (عفا الله عما سلف) واطلق سراح البعثيين رغم حكمهم بالاعدام من قبل المهداوى وكانوا انذاك ثلة قليلة ولكنهم انقلبوا عليه واستلموا الحكم ومارسوا القتل والتعذيب والاضطهاد على مدى اربعين سنة.. ولا اعتقد ان اى عراقى شريف يرغب بان يعيد التاريخ نفسه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك