المقالات

صلاح دينهم خراب ديننا


( بقلم : المهندسة بغداد )

من المستجدات التي ظهرت بعد سقوط الطاغية هو ظهور تناقضات موجودة اساساً في تاريخنا الا انها كانت مغيبة بفعل الطغيان الذي سحق كل شيء يقف في تضاد معه سواء في العقيدة أو التاريخ أو أي مفصل من مفاصل الحياة .

والان وقد انفتحت كل الابواب على بعضها وصار من واجبنا ترويج افكارنا واظهارها للمقابل الذي اتخذ بعضهم جانب الدهشة والبعض من القلة القليلة جدا جانب التفهم والاغلب جانب الصد والرفض ، وعلى الرغم من ان افكاراً كثيرة درسناها مرغمين لتبقى في اذهاننا على قدر اداء الامتحان ومن ثم نطويها كما نطوي صفحة كتاب لا يعجبنا الا اننا لم نكن نصارح في تضادنا ولم نتحدى احد ليس من باب الخوف وان اخذ منا مأخذه ولكن لاحترام اراء الاخرين من جانب ولثقتنا العتيدة بما نعتقد من جانب اخر كونه يرجع الى ال بيت المصطفى عليهم السلام سفينة نجاة المؤمنين .

اليوم تظهر مشكلة صلاح الدين الايوبي الذي ظهر كبطل في كتبنا المدرسية كما انه بطل من وجه نظر جانب من المسلمين في حين انه يظهر في منازلنا الحاوية على تاريخ اخر غير تاريخ المدارس على انه خراب الدين الايوبي كذا خالد ابن الوليد والعديد من الشخصيات المجرمة في تاريخنا الرائعة في تاريخ غيرنا !!.

ولازال ان الوطن للجميع خاصة وهو يـُبنى على أُسس ديمقراطية وباختيار الشعب وهذه نعمة من الباري عز وجل نتمنى ان تتم بانتشار الامن في ربوع البلاد الحبيبة صار نشر جميع الافكار الزاما ولا نتكلم عن حجب معتقدات الجانب الاخر مهما كان اعتقادنا من صحة الافكار او عدمها وقد بدت هذه الخطى واضحة وبجهود تشكر عليها وزارة التربية بقيادة وزيرها الفاضل والرجل المتزن الدكتور خضير الخزاعي والذي يتصدى مع من معه من ابناء الوزارة الى اكثر الوزارات انتشارا للفكر البعثي المقيت الا ان عمل هذه الوزارة بتلك الخطوات الهادئة والتغير البطيء الظاهر للعيان هو مدعاة للشكر والامتنان .

صار منهج المدارس يشاطرموضوع صلاح الدين الايوبي بجانب مواضيع اخرى تتكلم بنوع من التوسع الذي لم نعهده عن الامام علي ع والامام الحسن ع وغيرها وان كانت خطوات خجولة تماشيا مع الظرف الصعب والتي تجد رفضا من جانب القابعين في ظلمات زوايا الوزارة انتظارا للبعث المحرر للانحلال لا سامح الله اولئك الذين لا يمانعون بملىء جيوبهم بالرواتب الجديدة العالية للمدرسين قياساً بالراتب المــُذل الذي كان يعطى للمدرس البالغ 3 الالاف دينار ليجبره على الانحراف وتسقيطه من المجتمع ولنا ان نتخيل اذا سقط المدرس من مجتمع !! ولسنا بصدد مقارنة الراتب الان وان كان يفي بالغرض ام لا غير انه لا يـُسقط ماء الوجه على اقل تقدير .

وهل من بلد ينكر اكبر ثورة في بلده غير العراق في زمن الطاغية فلقد درسنا تاريخ العراق في المدارس لمدة ثمان سنوات ليغطي تاريخ العراق بشكل كامل الا ثورة الحسين ع والتي لا تذكر ابدا !!! فاي تاريخ اسود هذا الذي يتفاخر بجرذ قبع في احد الزوايا ليطلق النار على الشهيد عبد الكريم قاسم وليطلق عليه الاخير ويصيبه في قدمه ولعمري لو ان تلك الرصاصة اصابت قلبه لما كان الحال هو الحال وينكر دم ال محمد ع ولا تذكر اكبر جريمة في العالم بكتبنا التاريخية .

وباطلاعنا البسيط على التغيير الحاصل في المناهج على مبدأ المشاطرة لا الحجب لايسعنا الا ان نتشكر من المربي الفاضل الدكتور خضير الخزاعي الذي هرب من بلده مكبلا ذات يوم نطالبه اليوم ان يكبل بعودته ايدي البعث في وزارته وان يضعهم تحت المجهر كي لا يتكاثرون كالبكتريا الضارة لتفسد الطازج وتعفنه .

كما ونتمنى ان تتسع الخطوات اكثر خاصة ان حصلنا على الحلم الكبير الفيدرالية التي تتيح لنا فرصة التوسع في معتقداتنا وافكارانا اكثر من ذلك وان كان الموضوع يــُطرح قبل اوانه لكننا نتمنى ان يظل المنهج الدراسي للعراق ثابت وان تضاف عليه بعض الكتب التي ترتأي حينها الفيدراليات ان تــُستحدث لاننا نواجه مشكلة الرفض في المشاركة وتلك حقيقة تمنيننا ان لا تكون من المقابل الذي يعلم حق اليقين سلبيات ذلك الحكم السرمدي الذلة والاهانة فلماذا هو اليوم يرفض مشاركتنا ونحن في مركز قوة ويحق لنا ان نحجب دوره لو اردنا ؟ لماذا لا تصافح ايديكم ايدينا ونقف معا بوجه الازمة او ليصمتوا قليلا ان اسمينا الصمت مشاركة من جانبكم لخدمة البلد !!

اتمنى ان يتمتع الجيل الجديد بمناهج صادقة وذكر لشخصيات دينية واعلام كبار وشعراء فأي طالب بالعراق يعلم من هو مالك الاشتر او سلمان الفارسي من هو احمد الصافي النجفي وتلك الدوواين المغيبة التي لا تلوح منها الا قصيدة صغيرة في كتاب المرحلة المتوسطة بعنوان النملة لتجذب قرائها للبحث عن هذا الشاعر المغيب . اتمنى ان لا يحرم الجيل الجديد مما حرمنا نحن منه وان لا يضطروا كما اضطررنا الى استهلاك وقت كبير جدا للبحث عن الحقيقة في تاريخ المنازل الخاص بنا ولنعيش فترات حيرة وامتزاج افكار وصولا الى غربلة الشوائب من المعلومات المسمومة واختزان الباقي في عقولنا ، لماذا على المواطن العراقي ان يتعذب منذ ان يفتح عينه على الدنيا لماذا ؟ لماذا يستكثروا عليه الجانب الاخر ان يباهي بعقديته الدنيا .

الا تستحق الشهيدة بنت الهدى ان تــُنشر لها رسالة واحدة من رسائلها النورانية في مناهجنا وهي من يعتصر قلب العراق لمصابها تلك العلوية الطاهرة فخر نساء البلد ، كثيرة هي الاسماء التي تستحق واكثر منها من تتصدر الكتب ولا تستحق .

موفقة يا وزارة التربية في ما ترمين اليه ونسال الباري التوفيق لكل وزارتنا للخلال من براغيث البعث الصدامية والفساد الاداري انه سميع الدعاء .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد كامل
2007-06-10
هذه الحقيقة اننا شعب نتكلم فقط ولا نعمل اننا لانرى الحقائق ولا نريد ان نرى اما بالنسبة الى دينهم فهم في النار لأنهم ضد ال بيت الرسول عبر 1400 سنة وهم يتوارثوون الجرائم ولا يكفون عنها انهم بلا دين ولا اسلام وانا شخصيا متاكد جدا ان اي شيعي سيذهب الى الجنة فقط عندما يتصرف كما يتصرف الأمة الأطهار عليهم السلام وكما يتصرف رجال رجال مرجعيتنا وشكرا
محمد
2007-06-10
اللهم صلي على محمد و ال محمد. بارك الله أناملك أختي الكريمه وجعلها في ميزان أعمالك.
mariam
2007-06-10
والله يا اخت بغداد اني اكول لو يشيلون مادة التاريخ والدين من المناهج التدريسية هواي احسن (عود اللي يريد الحقيقة خلي يدور عليها بنفسه لمن يكبر احسن ما تعشش الافكار المزيفة بدماغه وفد يوم يتفاجأ بالواقع المر) وبعدين الكل راح ترتاح لكم دينكم ولي دين...اسفة لهذه الحقيقة المرة التي لا تدل الا على شيئ واحد وهو ضياع الحقيقة ضياع الدين المسلم لله وحده ايا كان من الاديان السماوية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك