المقالات

التركمان يسقطون شهداء الغدر والارهاب ... دمائهم الزكية تزيد وحدتهم وتقوي شوكتهم


( بقلم : قيصر باقر )

يقول الله في محكم كتابه العزيز  (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )صدق الله العلي العظيم

مع بدء الدقائق الأولى من يوم الثامن من شهر حزيران إنطلقت حمم الموت بصورة خاطفة و بسرعة البرق لتقطف أرواح مايقارب العشرات الزهور من أزهار التركمان الأبرياء وتجرح أكثر من ثلاثون آخرين بهجوم إرهابي عفن في قلب قضاء داقوق التركمانية ذات الأغلبية الشيعيةفمع بداية كل يوم ومع إشراقة كل صباح التركمان باتوا يصرخون من وطأة الظلم والطغيان والقتل على الهوية .. فهل يتجدد فينا الأمل ؟ هل من ينقذ حياتنا وحياة أبنائنا وبناتنا ؟ .. أم إنه مع تنفس صباح كل يوم تزداد الآلام والجراح فينا ولا نملك إلا الأنين والتأفف... وقد يصل الأمر بالبعض إلى سب الزمان وعيبه وكأن لسان كل واحد يقول ما هذا الدهر الذي نعيشه.. فحديثه عن المآسي والجراح والآلام والتهميش والظلم حديث الساعة .. إن الآلام كثيرة والجراحات عديدة فلا يكاد يبرى ألم إلا وجرح في موضع آخر ينزف دما..فإذا أصبحنا نرسم صورة حياتنا بألوان مآسينا وجراحنا فإن الصورة لا تكون إلا داكنة مغبرة سوداء لا تذكرنا إلا بكابوس الألم والفشل و الذل والهوان الذي نعانيه إن الشهادة ليست مجرد كلام ولكنها حياة يعيشها الأنسان، وليست هذه الحياة أسلوبا في العيش نصطعنه أو نحاول أن نعمله بأيدينا بل هي الحياة التي يأخذه الأنسان من روح الله الساكن فيه

أعزتنا وأحبتنا وشهدائنا الذين سقطوا ومنهم الشهيد المظلوم عرفان كمال مسؤول شعبة الوثائق في الكلية التقنية ، كانوا يكتبون الحياة ، ويترجمونها بالحرية ، يترجمون الفزع الذي كان يعيشونها الى آمال ... والظلام الى شلالات نور ... يترجمون الحياة الى حرية ، ودفعوا ثمانها حياتهم نفسها ... ترجموها إلى شهادة . شهدائنا التركمان الأبرار ، قتلهم أولئك الذين يملكون قلوباً للحقد وأسلحة للقتل ، قتلهم أولئك الذين يقتلون بكل بربرية ، قتلهم الذين يقتاتون تسولاً من قارعة طريق الإرتزاق ، قتله الغارقون في الوضاعة ، المجيدون لفن التمثيل بالشرف ، قتلهم الذين ينتعشون من تحت الأقبية على روائح الدماء ، قتلومه لأنه أمة مسالمة ومتمدّنة.

قتلوهم لأنهم كان يرفضون أن يبقى العراق ملفاً تحت وطأة الأرهاب الأرعن، بل وطناً عزيزاً كريماً مستقلاً موّحدا. قتلوهم ، لأنهم كانوا يقارعون الأرهابيين المحترفين الذين يتقنون فن تضليل الناس وفن مسك العصا من المنتصف كأرجوحة للتذبذب قتلوهم ، ولكن هم الذين سيبقون خالدين وأحياء، وفوق الموت ؛ ذلك لأنهم في الطريق إلى الموت " وهم الذين كانوا يعرفون أنهم يعابثون الموت" ، كانوا يمجِّدون الحياة ، ويكتبُون الحرية ، ولأنهم أستطاعوا أن يكتبوا الحرية والكرامة والعدالة ، أحببناهم ، وقتلوهم إن الأمل باقي فينا نحن التركمان ونفتح في كل يوم زهرة من زهور بستان الأمل لنعطر الجو بروائحه الزكية .. وننثرها في كل مكان وزمان نحل فيه في العراق المنكوب .. فإن الأمل والتفاؤل وخاصة في الأوضاع الراهنة لهو أمر مهم لحياة الأمة التركمانية والعراقية من جديد وإن الحياة الكريمة الرغيدة لهذه الأمة آتية لا محالة وزمن الأرهاب والخنازير الأرهابية ذاهبة مع الريح الى مزابل التأريخ ... كم هي البشارات التي نتلقاها مع بزوغ شمس كل يوم التي تدلنا إلى قرب أفول الذل والهوان الذي نعيشه .. فالأمل في حياتنا باق ما دام فينا عرق ينبض بالتفاؤل والوحدة والأيمان بالعراق العادل الديمقراطي ولكن لا يدّل هذا أن نقبع في زاوية من الزوايا ننتظر الخلاص والرفعة والنجاح أن يأتينا ويوقظنا من رقدتنا ويقول لنا لقد حان زمن الخوف والقتل والتهميش فهبوا من مضاجعكم إن هذا لن يحدث أبدا بل لا بد من أن نشيد جسر من الأمل ..ولا بد من نكسر أسباب قتلنا وتشتتنا ونبني أسباب وحدتنا وخلاصنا.. أما أن نتقوقع وأن ندفن رؤوسنا ونهرب من الواقع ونحن نعلق أنفسنا بآمال وهي في حقيقة الأمر أوهام أوهى من خيوط العنكبوت .. فلا بد أن نرفع قصور آمالنا على أساس لا تزعزعه العواصف الرعناء اللهم أرحم شهداء التركمان والعراق وشهداء قضاء داقوق اللهم أشفي جراحنا اللهم ألهم الصبر والسلوان لذوي الشهداء التركمان والعراق المجد والعزة للعراق الجديد الديمقراطي الموّحد العادل والخزي والعار لخفافيش الأرهاب العفن القميء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طائر الجنوب
2007-06-09
اظن يااخ محسن اني ارسلت عدة تعليقات على هذا الموضوع فلماذا لم تنشر.. الى متى هذه الخطوط الحمر والمجاملة على حساب الدم الشيعي علما بانهم لايجاملونكم ولايرعون حرماتكم لابالاعلام ولا بالتصرف ولابالتصريحات .. دعوا الناس تنفس عن همومها من خلال التعليقات على الاقل والا تنفجر.. ومن ناحية اخرى حتى يشعر المسيء بخطئه ولايعتقد دائما انه على حق والدليل انه لااحد ينتقده
عدنان
2007-06-09
نسال الله تعالى ان يتغمد برحمته كافة الشهداء الذين سقطوا ضحية للارهاب الوهابى القذر. وكان الله فى عون اخوتنا التركمان فهم يعانون الامرين من جهة الارهاب الصدامى والتكفيرى ومن جهة اخرى قوات البيشمركة التى تمارس الاضطهاد بحقهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك