المقالات

لا تؤذوا الأسرة العراقية بذريعة القانون


عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

اكثر من خمس عشرة الف اسرة عراقية استفاقت قبل ايام بالصراخ والعويل ولطم الخدود وانكسار الابناء اطفالاً ومراهقين وشباباً وهم يفاجأون بقرار مجلس الوزراء المبلغ بواسطة تشكيلات وقيادات الجيش والشرطة بطرد كل عنصر من الخدمة العسكرية فيما اذا كان عمره قد تجاوز الخامسة والثلاثين حتى وان كان قد انتسب الى هذين السلكين قبل اربعة اعوام وحتى لو ان العنصر المطرود قد اكمل عشرة دورات وليس دورة واحدة وكان فيها المتفوق بين اقرانه،هذا القرار القاسي الظالم لا نعتقد انه راعى ابسط الجوانب الانسانية والاخلاقية للدولة الرحيمة بابنائها فكيف تفسر لنا الجهات المختصة قرارها هذا وقد اعطت هذه الشريحة المطرودة من اقرانها مئات الشهداء وخلفوا وراءهم مئات الارامل والاف الايتام فيما حلت كارثة الطرد للبقية الباقية منهم وكان وقعها ابلغ من وقع الاستشهاد واليتم.

من يتصور ان مواطناً ارتضى لنفسه ان يكون مشروع استشهاد دائم وقد خاض غمار المواجهة ضد البعثيين والصداميين والتكفيريين والزرقاويين طيلة السنوات الاربع الماضية وتنتقل في كل ارجاء ومناطق العراق الساخنة والباردة، يكافأ بعد ذلك بالطرد من عمله ومصدر رزقه الوحيد الذي يعيل به كمعدل وسطي خمساً او ستاً من بناته وابنائه وزوجته وبعضاً من ذويه.

مَنْ يضمن لهذا المواطن الذي بات مطروداً تحت لغة القانون وقسوة العمر الذي امتد به سنتين او ثلاث الى خارج دائرة التشريع الكارثة نقول من يضمن له امنه وامن عائلته وقد بات التكفيريون والصداميون اعداءه رقم واحد كونه اخلص للعهد العراقي الجديد واستجاب لنداء الوطن والدولة والسلطة في مواجهة الارهاب والتكفير والبعث.كيف نبرر للاسرة العراقية اماً واباً وابناءً واشقاءً طرد مواطن حر غيور شريف شجاع تضحوي من مؤسساتنا الامنية التي نريد لها ان تكون نزيهة فاعلة مقتدرة متميزة بحسها الوطني بالوقت الذي تصدر الدولة قرارات تلو القرارات تطالب فيها منتسبي الاجهزة الامنية السابقة سيئة الصيت والموغلة حتى مناكبها باستباحة دمائنا واعراضنا وكراماتنا ليعودوا الى دوائرهم ومؤسساتهم في مديريات الامن والمخابرات والاستخبارات والشرطة والمرور ومنحهم نفس الامتيازات التي كانوا يتقاضونها ابان حقبة النظام السابق.

اية قوانين هذه التي تفرض على ابناء شعبنا ومَنْ المسؤول من قتل الاسرة العراقية المتعففة بهذه القسوة التي لا تختلف عن اية طريقة قتل كانت تمارس ضد هؤلاء المحرومين الشرفاء.

اين اصوات اعضاء برلماننا الذين انتخبهم هؤلاء وكيف تجرأت اياديهم بالتصديق على هكذا قوانين، ام ان هذه المكافأة التي كان ينتظرها العراقيون من ممثليهم في مجالس المحافظات والنواب والحكومة على حدٍ سواء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك