المقالات

الخراب الثالث


مديحة الربيعي

منذ سنوات الخلق الأولى ونزول الأنسان الى الأرض بدأت فكرة أنا ومابعدي الطوفان تحرك نوازع النفس البشرية,أذ حدثت أول جريمة قتل في العالم على يد قابيل الذي أقدم على قتل أخيه لأنه أدرك تفوقه عليه,فشعر بالدونية والأهانة لان الخالق جل وعلا تقبل قربان اخيه ولم يتقبل منه,فأقترنت قصته بكل من أصبح مثالاً للغرطسة والشعور بأنه أفضل من الجميع في كل شيءأن فكرة الفوقية والنظرة الى الاخرين على أنهم اقل كفاءة وقدرة وقوة هي التي تسبب الصراعات داخل الاوساط السياسية,ومتى ماعرفت هذه الافكار طريقها الى بلد معين فأنها ستفتح الباب على مصراعيه أمام العواصف التي ستهلك البلاد والعباد ومايحدث في العراق الآن خير دليل على ذلك,فكل واحد من المسئولين والمتنفذين في الحكم ومن يمسك بزمام الأمور يشعر أنه الاقدر والاجدر على ادارة البلاد ويسعى جاهداً الى الأستئثار بالسلطة,والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب رغم محاولات الجميع الاشارة بالتصريح احياناً وبالتلميح احياناً أخرى على ان البلاد لايوجد فيها مظهر واحد يدل على نجاح المتمسكين بالكراسي,وعلى مختلف الأصعدة فالواقع الأمني في تدهورٍ مستمر حتى باتت شوارع بغداد مهجورة لايعرف الناس من سيعود الى منزله سالماً,ومن سيخرج من منزله للمرة ألاخيرة ولن يعود ابداً؟ وحتى من عاد سالماً يبقى يترقب ليوم مفعم بالخوف والقلق,ليستمع لقصصٍ تحمل في طياتها فجائع تروى على لسان من فقد الأحبة ومن أصبح معاقاً عاجزاً يتمنى الموت في كل لحظة اما بقية الجوانب الاخرى,كالأقتصاد والخدمات فبطبيعة الحال لن تستقر ولن تحقق خطوة واحدة نحو الأمام مالم يتوفر الجانب الامني,وعلى هذا الأساس فأن البلد يعيش حالة من الشلل التام وعلى جميع الاصعدة,ولايوجد دليل واحد على ان هناك املاً في أنفراج الأزمات المتتالية أو الخروج من دوامات العنف التي ليس لها نهاية فلماذا المكابرة والاصرار على التمسك بالمناصب على حساب الوطن والمواطن ؟ ولماذا السعي المتكرر لجر البلاد نحو الهاويةأن فكرة الولاية الثالثة للحكومة الحالية التي لم تنجز أي شيء يذكر في السنوات الماضية ترسخ فكرة مفادها أن الكرسي قبل كل شي وفوق كل شيء حتى لو كلف ذلك أرواح العراقيين جميعا,وخراب ولايتين خير دليل على ذلك,فكيف سيكون حال البلاد حينئذ اذا ماحصل الخراب الثالث؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوا حيدر
2013-09-27
السلام عليكم : مشكورة صاحبة المقال ووانه ممتاز ويضع النقط على الحروف ؟لكن لماذا لا يتدارس البرلمانيون والسياسيون الشرفاء الذين منحهم الشعب المظاوم ثقته والبحث عن حلول جذرية تحقق للشعب تطلعاته وآمنيه وتحت قبة البرلمان التي أضحى يتعالى فيها الصراخ وتتشابك الأيادي وفي بعض الأحيان تخلع الأحذية من أرجل أصحابها لكي يرمى بها من وصل الى تحت قبة البرمان إما عن طريق الخطأ أو بالتزوير؟ وكذلك بالوقوف وبطريقةدستورية وللحيلولة دون حدوث الخراب الثالث ؟؟؟؟؟!!!!!!.
ابو حيدر
2013-09-26
لعل هذة المفاهيم والضواهر هي بقايا الانظمة السابقة التي ذهبت ادراج الرياح غير ماسوف عليها التي كانت تروج للحزب الواحد والقائد الضرورة والقائد الاوحد والجمهورية الخالدة والرسالة الخالدة الخ -- وهي طبعا مفاهيم خاطئة ومتخلفة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك