المقالات

عراق اليوم وأزمة المستوردات


د. فراس الكناني

الرزق على الله , وكثيرة هي الدول التي لا تمتلك من الخيرات الإلهية والطبيعية إلا القناعة تعيش في هذه المعمورة بسلام , لا بل وترتقي على بعض الدول التي تمتلك ثروات طبيعية , كالنفط ,والغاز , والمساحة , والمياه ... , مثل العراق.فالأقتصاد العراقي يعتمد كليا على القطاع النفطي فإجمالي دخل العراق يكون 95% وأكثر من بيع النفط الخام, برغم انه يمتاز بتنوع ثرواته وتوفر مقومات النهوض بها من (مواد أولية , رؤؤس امؤال , أيدي عاملة , ارض ...) إلا أن السياسات ألا مسؤولة للحكومات السابقة , ومغامراته العسكرية الفاشلة في المنطقة ,فضلا عن الأدوار ألا وطنية ,سوء الإدارة ,الحاقدين ,المخربين من الداخل والخارج , والتبعية السياسية التي أدت إلى القضاء على بنيته التحتية , أنها كارثة بكل المقاييس , وحرب على خيرات العراق بحاضره ومستقبله تنازل العراق فيها عن مكانه الريادي في زراعة وتصدير بعض المحاصيل الزراعية كالتمور والحبوب, وإنتاج الثروة الحيوانية كالمواشي والأسماك , وأهمل مؤسساته الصناعية الفاعلة آنذاك , وأثاره التاريخية , ونصبه الدينية التي تمثل صروح عالمية , ممكن أن تدر دخل قومي غير اعتيادي للبلد , كونها قبلة للمسلمين في عموم الأرض .أن الفشل الحكومي المرتبط بالحزبية وعملية التوافقات السياسية , وشي من ضعف الحس الوطني المرتبط بتغليب المصلحة القومية والطائفية , أدى إلى التخبط والعشوائية في العمل واتخاذ القرار انعكس سلبا على الواقع برغم تدفق العملات الصعبة على البلد فالاعتماد كليا كما بينا على واردات النفط كونها مادة مطلوبة عالميا مدر للمال , جعل العراق مستوردا أساسيا في المنطقة , ولأتفه الأشياء هو يستورد المواد البلاستيكية المعادة , والألبان , والخشب , والخيوط والملابس ... ومن دول اقل شائنا ,بضائع فاسدة ,لا تخضع للسيطرة النوعية تهدد حياة إلانسان العراقي كونها وسائل ناقلة لكثير من الأمراض ومهدرة للمال العام.لا تنتهي مشكلة الاستيراد بكل ماتقدم , إنما أخذت منحى خطير يبدءا أولا باستيراد الفكر الهدام ,والتقليعات الهمجية على الصعيد الشخصي التي تمثل رموز شائعة لجماعات فاشلة عبثية منبؤذة (كاليمو , وألبانك) مجتمعيا ليصل الأمر إلى الاقتباس الأعمى للاستراتيجيات الدولية التي لا تتناسب وطبيعة المجتمع العراقي , وتؤصل فيه الأفكار الدينية والسياسية المتطرفة التي روجتها وسائل الإعلام التخريبية التي تعمل وفق أجندات سياسية !ازداد الأمر سواء في العراق ليستورد الإرهاب ومشاهد القتل والعنف والفكر الإجرامي الذي كنا نشاهده في الافلام السينمائية فقط لينتقل بالتدريج ليكون سمة للدراما العراقية في نهاية الحرب العراقية الإيرانية , وبدايات الحصار الاقتصادي كمحاولة لغرسه في أجيالنا الناشئة تتوج بالألعاب الالكترونية العنيفة , وعشق للاستقلال والكسب والسريع , ليصل إلى العدوان على الآخرين وتجاهل الحقوق والملكية الشخصية بعد حرب الخليج الثانية وانتشار الأسلحة المميتة في الشارع العراقي , وظهور العصابات المسلحة , ودعم الاحتلال لها .ليخرج الاحتلال وتبقى أزمة المستوردات تمزق الجسد العراقي , تحت مرا ومسمع للحكومة والعالم من دون رد فاعل يتناسب وحجم الجريمة العالمية والعربية المشينة بحق العراق وأهله فهم يتحملون المسؤولية ,وسيحاسبهم الله عنا وهم يدركون ذلك ولا يفعلون شي , وان يفعلوا هو أمر مستبعد لا ولن يقدموا عليه بعد أن ذاقوا حلاوة الكسب السهل على حساب نهر دم عراقي جاري .يبقى الأمر بيد العراقيين فهم وحدهم قادرين على حماية أنفسهم بثروة وطنية وفعل أخلاقي مصدر قوته أصالة العراق , فكرهم , توحدهم القائم على حب الخير للآخرين لتغيير واقعهم لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قهر
2013-09-25
منو يقرأ ومنو يكتب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك