المقالات

هل يحق لنا نقد الاداء الحكومي؟


عادل الجبوري

الانتقادات والملاحظات والمؤاخذات التي توجه وتطرح على اداء بعض المؤسسات والدوائر الحكومية، من وزارات وغيرها تعكس في واقع الامر وجود اشكاليات ونقاط خلل وعوامل ضعف عديدة لايستهان بها في الاداء الحكومي بما ينسحب في تأثيراته واثاره السلبية على شرائح وفئات اجتماعية مختلفة، وخصوصا تلك التي عانت من الظلم والحيف والاضطهاد والاهمال في عهد النظام البائد، وكانت تأمل بعد سقوطه ان يتم تعويضها والاخذ بيدها وانتشالها من الواقع السيئ والصعب الذي رزحت تحت وطأته لعقود من الزمن، وبما ينسحب ايضا على الانجازات والمكاسب المتحققة خلال الاعوام العشرة الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام على الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية والحياتية.وجانب من تلك الانتقادات والملاحظات والمؤاخذات تطرح من قبل جهات وشخصيات سياسية لها اجنداتها الخاصة، او انه مطلوب منها ان تنفذ اجندات ما لقاء ثمن او اثمان معينة مادية كانت ام سياسية، وبما ان الطرح هنا قد يكون محكوما بدوافع واهداف سياسية معينة فأنه ربما يصدق عليه مبدأ "كلمة حق يراد بها باطل"، او قد يقال ان الجهة الفلانية وكجزء من مساعيها لاضعاف الحكومة والدولة على وجه العموم وافشال العملية السياسية او للحصول على مواقع هنا وهناك، تثير مشاكل وازمات وهموم الناس وتوظفها بأتجاهات معينة، من دون ان يعنيها كثيرا ما يعانيه اصحاب تلك المشاكل والازمات، ولايعنيها كثيرا ان وجدت طريقها الى الحل ام لم تجد، اذ ان ما يعنيها هو اضعاف الخصم السياسي وافشاله والعمل على ابعاده عن دائرة السلطة والقرار بأية وسيلة من الوسائل.ولاشك اننا في العراق وفي مرحلة ما بعد السقوط شهدنا ظواهر وحالات كثيرة جدا من هذا القبيل، وقد يكون ذلك موجودا وقائما في مختلف البلدان والمجتمعات التي تتنافس وتتصارع فيها احزاب وقوى وشخصيات سياسية متنوعة من اجل الوصول الى السلطة، بصرف النظر عن اهداف ودوافع كل واحد منها.ويختلف الامر هنا حينما يقوم طرف ما يعد فوق حسابات الربح والخسارة على الصعيد السياسي وهو غير داخل في غمار لعبة التنافس السياسي واستغلال مشاكل وازمات هذه الشريحة الاجتماعية او تلك لتحقيق مكاسب ما، بتشخيص مواطن الضعف والقصور والخلل والتأشير اليها بوضوح ، فأن الامر لابد ان يكون مختلفا، ولابد ان يتم التعاطي مع الملاحظات والانتقادات والمؤاخذات على الاداء الحكومي بطريقة اخرى تختلف عن طريقة التعاطي معها حينما تصدر من طرف سياسي يمكن افتراض ان اجنداته وحساباته السياسية تحتم عليه البحث عن الخطأ والزلل والضعف وتضخيمه وتهويله لا المساهمة في اصلاحه ومعالجته واحتوائه.والمتابعة الجادة والموضوعية بعيدا عن الانحياز والمحاباة تمثل مدخلا رئيسيا للتعاطي السليم مع ملفات مهمة وحساسة، ربما كان ملف الفساد الاداري والمالي من ابرزها، ويوازيه في الاهمية والحساسية والخطورة ملف الارهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2013-09-27
شكرا للسيد الحبوري على هذة المقالة يتطلب على السياسين المخلصين على امن وسيادة البلد وكذلك الاعلامين ان يكونوا صادقين وتوقي الحذر في اطلاق التصريحات او الاخبار وان يكونوا قدوة للاخرين والكلمات التهجمية لاتفيد بل ترتد على اصحابها ان كانت كاذبة او مضللة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك