المقالات

بين طوز خرماتو والبصرة ….

456 14:02:00 2013-09-21

سليمان الخفاجي

عندما يتعلق الامر بامن الشعب وسلامة ابناء الوطن والاخلال بالنسيج الاجتماعي لأجزائه المختلفة يجب ان يكون القرار حاضرا بالرفض على ارض الواقع وبلا تمييز او انتقائية او تفريق بين حالة واخرى .... هذا هو حال المخلصين من ابناء الوطن من يتحمل المسؤولية ويعلن بلا خوف او خشية او مجاملة بان دماء العراقيين متكافئة وان حقوقهم في هذا الوطن متساوية لا فرق بين قومياتهم ومذاهبهم او انتماءاتهم مهما كانت .... ان الحرص على الهوية وعلى الوجود وعلى البقاء بات مهددا في مناطق محددة في العراق ومنذ سنوات بالنسبة لاتباع ال البيت (عليهم السلام ) فطوز خرماتو اخذت من الشهرة والحضور على مساحة الاحداث وتقدمها في نشرات الاخبار وبشكل يومي وعلى مدار الساعة فالاستهداف المباشر بالتفجير والدعوات العلنية للتهجير والابادة كانت ولازالت على مرأى ومسمع الجميع لكن لم يحرك احد ساكن فالغياب الحكومي والعجز الامني والتدهور السياسي والمجاملات والصفقات السياسية كانها هي المقدمة ولها الاولوية على هذا الملف رغم نداءات المرجعية الدينية العليا ومطالبات للحكومة والسياسيين بمساعدة وحماية الشبك والتركمان وقبلهم الكرد الفيلين (وان اخذنا طوز خرماتو نموذج حي على هذا الاستهداف ) ولا يخفى جهود ومطالبات بعض القيادات السياسية واخرها دعوات السيد عمار الحكيم والتي اتسمت بالموضوعية والقوة والجدية وامكانية التحقيق على ارض الواقع وبشكل سريع وفوري فاعاد الى الاذهان مواقف والده الراحل عزيز العراق (رضوان الله عليه ) والتي كان لها الاثر البالغ في الحد من هجمات واستهداف اتباع ال البيت (عليهم السلام ) من قبل الارهاب وعلى اساس طائفي تاره وعرقي تارة اخرى والهدف هو تغيير المجتمع العراقي وابادة والغاء مكون مهم ومحاولة تغيير المعادلة السياسية والعودة بها الى الوراء ... مبادرة السيد الحكيم والتي كانت موجه بالصدق والحرص للحكومة والجميع بالنظر بواقعية وجدية لهذا الملف لتاتي المعالجات والتي اما ان تغافل عنها القادة الامنيين او لم تحبذها الحكومة او تتبناها كحل لانه يخرج هذه المكونات من الحسابات الضيقة بحساب المقاعد والولاء لمكون او انه لايراد لهذا الملف ان يحسم بمؤثرات دولية واقليمية وحتى حزبية وشخصية مرة اخرى فالعجز والفشل على طول الخط وعندما لا تقدر الحكومة او الخطط الامنية بايجاد الحلول يتوجه الى اصحاب المشكلة الفعلية ومن يكتوي بالنار فهم اصحاب القرار الفعلي لذا فطرح السيد الحكيم كان موضوعيا ومن شانه ان يأخذ للمظلومين حق وهو التمثيل السياسي المناطقي مضاف الى مسك الملف الامني من ابناء المناطق نفسها سواء بتطويعهم في الاجهزة الامنية او بتشكيل لجان شعبية مدعومة ومعترف بها تمتلك القوة والشرعية كما انها لن تكون بديلا عن القوات الامنية لكنها ستكون مسؤولة وعارفة باحتياجات تلك المناطق ومطلعة على مكامن الخطر فيها وهو ما لم تتمكن منه القوات الامنية طوال السنوات الماضية رغم النصائح ورغم المطالبات مما ادى لاستمرار المعاناة وتحولها الى ظاهرة ومعضلة يصعب الحلها .... كما ان طرح البديل من قبل السيد الحكيم وان يكون الحل حقيقي وغير بعيد عن الواقع ففي حالة عدم كفاية او قدرة ابناء تلك المناطق من حيث العدد والخبرة فان ابناء العراق حاضرون للتطوع والمشاركة وخاصة ابناء الجنوب الذين لايختلفون عن اخوتهم في المظلومية ويشاركونهم الهم وكونهم في الاعم الاغلب خبروا تلك المناطق اما في الخدمة العسكرية في الجيش السابق او لان ا لاستهداف لاتباع ال البيت بان حالة وظاهرة وان الحرب على الشيعة من قبل الارهاب هو عنوان وشعار يرفع وواقع على الارض في المسح الجغرافي للمناطق التي يستهدفها الارهاب طوال السنوات السابقة بصورة عامة وفي هذه الايام بصورة اخص ..... وقد تاتي هذه التطورات مع ظهور ظاهرة اخرى وهو دعوات التهجير (وان كانت محدودة ) لابناء السنة في محافظتي البصرة وذي قار والتي استنكرها ابناء المحافظتين وحكومتهما المحلية وجاءت دعوات وتطمينات والم واستنكار المرجعية الرشيدة ومن قبل الحكومة والسياسيين وجاءت ايضا في مبادرة ودعوة السيد عمار الحكيم متزامنه مع دعواته لتشكيل لجان شعبية في مناطق التماس او من يريد ان يجعلها نقاطا فعلية للتماس لحماية اتباع ال البيت عليهم السلام من التركمان والشبك واستنكار التهجير والقتل في (ديالى و اللطيفية) لم يترك الامر بان ميز بين الحالتين فما ينطبق على الشيعة في الشمال والمنطقة الغربية يجب ان يتطبق على السنة في الجنوب وهو حالهم في اصعب الاوقات فلم تسجل سنوات الاقتتال والحرب الطائفية تهجير من ابناء السنة من مناطقهم في البصرة او الناصرية (على قلتهم ونسبهم القليلة ) بالمراجع ورجال الدين وشيوخ العشائر والحكومة والسياسيين كان اكبر بحيث لم يسجل اي حادث .... ان ما يلاحظ من موضوعية من قبل الحكومة والسياسيين وابناء المحافظات لايلاحظ له مواقف متشابهة في قضية التركمان في المناطق الغربية والشمالية على حادثة اللطيفية مما يحز بالنفس ويؤلم المشاعر وهو ما يكدر الخواطر فدعوات الاستنكار جاءت غاضبة من اعمال غير مسؤولة ومجهولة ومشبوهة وفردية في الناصرية والبصرة بينما نجد ا لاشهار والمنهجية والفضاعة والاستهتار في للطيفية بحق اتباع ال البيت عليهم السلام لم يجد مستنكرا او رافضا وان اتى صوت فهو خجول ولا يرقى لمستوى الحدث خاصة وانه يتعلق بحياة انسان ووجود امة ومصير وطن......

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك