المقالات

وليمة السلم الاجتماعي على حساب الرئيس!!


حسين الركابي

لاشك إن إي مبادرة تساهم بحلحلة الوضع المتأزم في العراق على الصعيد السياسي، والأمني، والاقتصادي، وتكون المفتاح الحقيقي لحل كافة الابواب الموصدة على التكتلات الطائفية، والقومية، والأزمات القائمة اليوم في البلاد؛ وهذا الامر محل ترحاب من جميع الوطنيين الشرفاء، والذي تهمهم مصلحة الوطن والمواطن. في الوقت الذي نرحب فيه بتحركات نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، ومبادرة السلم الاجتماعي، التي يجوب فيها منذ عدة شهور في الاروقة الشيعية، والسنية، والكردية ...الخ، ومن يرتضي لنفسه إن يكون ضمن تلك الدائرة علية إن يتحمل جميع التبعات المخالفة لها، وفي الوقت ذاته لم يكشف عن اسرار، وخفايا تلك المبادرة التي جمعت ساسة العراق اليوم على طاولة واحدة. معظم ابناء الشعب العراقي اليوم يراقبون بشدة على إن لا تكون هذه المبادرة، وغيرها تصب في مصلحة المسؤول، وبعيدة عن تطلعات، وأمال الشعب؛ والتي مرت عليه عشرة سنين عجاف يلاك بين انياب الإرهاب، وسياسي الازمات. إن الوثيقة التي يحملها العضو البارز في" حزب الدعوة" خضير الخزاعي قد يدور حولها كثير من الشكوك لدى ابناء الشعب العراقي، ويضعون امامها علامة استفهام كونها تمثل شخص يمثل السلطة الحاكمة منذ عشرة سنوات، ونائب لرئيس احد المؤسسات الرئاسية في البلد، وسبق وان قاد مثل تلك المبادرات التي اصيبت بالشلل، والعجز التام؛ إلا إن تلك المبادرة تعد كسابقاتها تركن جانبا، وتتقدمها المصالح الشخصية، والحزبية، والطائفية؛ لا سيما وان معظم هؤلاء الساسة لا يمثلون غالبية ابناء الشعب، وإنما يمثلون احزابهم، وجيوبهم التي اتخمت بأموالنا، وتلطخت ايديهم بدمائنا. إن مثل هكذا وثيقة مهمة للسلم الاجتماعي، لا يمكن إن يقودها احد الاحزاب المشاركة بالحكومة، أو شخصية، أو حزب غير متفق عليه من معظم الاطراف المشاركة بالعملية السياسية، ولا يمكن إن تتعدى شكلها البرتوكولي، والإعلامي؛ حيث معظم المشاركين اليوم في هذا المؤتمر يحملون في طيات حديثهم اجندات، وأمور غامضة، لم نسمع اليوم في هذه الوليمة حلول حقيقية، وناجعة، وتساهم بحل مشكلة الامن، والفساد، والتهجير الطائفي، وتحد من المفخخات، والكواتم، والمشاهد اليومية المرعبة؛ ومعالجة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، وغياب القانون في جميع المؤسسات، والدوائر الحكومية. فلابد إن تكون مثل هذه الوثيقة ترتبط ارتباط وثيق بمصالح الشعب، وتعالج جميع المشاكل التي انهكت العباد، والبلاد، وان يكون على سنامها شخصا بعيد عن اللعبة السياسية، ويتمتع بمقبولية من جميع الطوائف، والأحزاب؛ وله ارتباط وثيق بالأمور"الشرعية والدينية" لان مثل تلك الوثيقة تعتمد على سلسلة طويلة من الحقوق، والواجبات لدى الشعب. ومن لا يعتمد على تلك الركائز بمثل هكذا وثائق، عليه إن يضعها، ومن سبقها، ومن سيلحق بهاء؛ في الغسيل ويحتسي مائها...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2013-09-21
تحية طيبة للسيد الركابي في تحليلة للوضع السياسي الحالي ولايمكن ان تكون هذة الوثيقة كما يقال عصا سحرية فان الاوضاع والفساد اكبر من ذلك والاجدر تطهير الدولة من المفسدين واللصوص والارهاب ووضع اسس صحيحة قبل التكلم عن الوثائق والشرف
احمد الطيب
2013-09-21
بأعتقادي هذه لعبة اخرى لجلب المنافع الشخصية وهي دعاية انتخابية مبكرة لان الخزاعي ليس بمستوى من الوطتيةالتي تؤهله لكي يتوفق لهذه المهمة الالهية . فهو لايمتلك الاسس الاولية للوطنيةوالدليل جميع اهله واولاده وزوجته يسكنون كندا ويحملون الجنسية الكندية وليس في منظور العائلة لامن قريب ولامن بيعيد الرجوع الى العراق . ماذا يعني هذا يعني ان الرجل وعائلته لايعترفون ولايثقون بمستقبل العراق ولابجنسيته ولذا فهو كما قلت غير مؤهل لانجاح هذه المهمة المقدسة ولذلك الشعب العراقي لم يصدقه ولم يصدق جميع الخاضرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك