المقالات

عندما تعجز السياسة يتكلم القلم

466 23:53:00 2013-09-19

واثق الجابري

بالفطرة تعلم الإنسان الكلام وأخترع الحرف وأمسك بالقلم وتعلم الكتابة, وعبر عن نفسه بلغات مختلفة فرضتها الطبيعة, وبلا إرادة وجدت مكانة الحروف التي تعبر عن ذاته واعماقه وشكل الحرف ونبرة الكلام للتعبير عن نفسه وحقوقه وقضاياه, شرّع القوانين من البيت الى القرية والمدنية فالدولة بأعراف ودساتير, فيما حاربته إنظمة الدكتاتوريات والإستبداد التي لا تعطي الحق الاّ للحاكم ويحرم الأخرين من الرأي وتمنع حرية الإتصال, وجوهر التواصل بين المجتمعات لإيصال الأيدلوجية أعلام عن حقائق تعبر عن رأي يراد نقله للأخر لتحقيق الأهداف, وفي عصر الإتصالات والمواصلات له تأثير طاغي يصعب تجنبه, يصنع الرأي ويؤثر على العقول بيغير توجهات الأشخاص, ولم يعد فقط ناقلاً للحدث بل يشترك او يكون صانعه وسلاح ذو حدين, قادر على ان يقدم الشعوب للأمام بصفته التنويرية الإنسانية, أو يعيدهم للتراجع والإنغلاق والظلامية والتحجر, وحمل العدائية والتلاعب بمقدرات الشعوب ونواياها الوطنية والإنسانية. الإعلام في عصرنا أسرع الوسائل في توسيع الحدود الإدراكية, يقف بالمنتصف من التنوير والتصحيح وبين الضياع الفكري والخواء الوجداني . الشعوب اليوم تعاني من ضغوط هائلة من ألاف الشاشات الملونة والصحف والصفحات الالكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي والإعلانات المستهدفة لها, أدواته اخطر من الإسلحة بالتأثير والإنتشار وتبدأ او تنتهي بقرار سياسي, او يبدأ ويتنهي بها القرار السياسي, قوة اصبحت اكثر فتكاً من البندقية والمدفع التي تصيب الأعضاء ولا تحدث الموت احياناً, ولكن الإعلام موجه للعقل يدخل من السمع والبصر والتشوه العقلي أشد ضرراً من التشوه الجسماني, حرب ناعمة لا يُدرك مداخلها وسبل مقاومتها. للإعلام في العصور الحديثة مدارس وماكنة ضخمة تدير حروبها النفسية مؤوسسات كبيرة بعضها قذرة جداّ تحاول تغيير البوصلة الفكرية نحو الشذوذ والإنحراف والتعامل بالسلبية دون وعي , وكما قال(غوبلر) الإعلامي النازي (( أعطني اعلاماً بلا ضمير, أعطيك شعب بلا وعي )) , ولكن حقيته أقدس المهام في صناعة الوعي والتعريف بالحقوق وسلطة رابعة رقيبة على السياسات والمؤوسسات, ينقل الحقائق بعيد عن التضليل صادق مع نفسه وجمهوره لا يتلاعب بالأساليب, وسيلة سامية لهدف نبيل ومن يفقد فيه ضميره يفقد شرفه المهني والإنساني, وينحرف تجاه إتباع المكر والخداع ودهاء السياسة وترك جوانب توعية المجتمع.مهنة الإعلام في العراق تسودها الضبابية والتشويه وشراء الأقلام والذمم, بسبب حلقة مفقودة في المجتمع لم تتكامل سلسة التعرف بالحقوق الأنسانية ومفاهيم الديموقراطية, طاردها الإرهاب ومخالب الطائفية والأموال وضيق العيش ومطالب العائلة, أثرت على المعلومة وأعطت منطلقات مختلفة, يوازي ذلك تحديات كبرى من الترغيب والترهيب, وهذا ما يدعي وجود حصانة ومقومات وتخطيط ستراتيجي لمعالجة الأزمات الشخصية التي يعاني منها الإعلامي كونه احد اعضاء المجتمع, من فقدان الشعور بالإنتماء نتيجة كم الأفكار الموروثة والوافدة والفساد الذي أصبح من الطبائع الاجتماعية ويشجع عليها كتقليد إحترام المال والثراء ومقاييس السمو بالمال والجاه والسطوة والقوة, سواء كانت مشروعة او بالغش والكذب, في وقت يفتقد السكن وتقل فرص العمل والبيئة المناسبة لتوحيد الخطاب والكلمة الصادقة, البعيدة عن التأثيرات والمعوقات, وتجعل الإعلامي كبقية أفراد المجتمعات متفرغ لأداء مهمته بحماية وحصانة كاملة ومشروعه الدفاع عن وطنه وشعبه, يصان مستواه المعيشي وتمكينه الوسائل التي تضمن حريته وأستقلالية تفكيره, ودوره كمقاتل مجهول من تشخيص وإنتقاده بناء يضع اليد على الجراح وتثقيف المجتمع للدفاع عن الوطن ووحدة الكلمة, ويشعر كل مواطن رغم معاناته بالإنتماء الى وطنه وإنه اروع واجمل الأوطان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك