المقالات

شهداء العراق ومقاييس التوصيف

496 18:23:00 2013-09-19

حميد الموسوي

نخب مختارة، عينات منتقاة، ونماذج فريدة تجود بها ارحام العراقيات الطاهرات على امتداد ازمنة التاريخ العراقي بعهوده الغابرة، وقرونه المتوالية وحقبه المعاصرة، فمنذُ ان زرع الله تعالى في نفوس العراقيين بذرة رفض الذل والاستعباد وهذه البذرة تورق عنفوانا وتثمر ثورات غاضبة تهز عروش الطواغيت والمتجبرين والمستبدين والظلمة، ثورات عارمة عبرت اصداؤها الآفاق لتعلم شعوب الأرض معنى الرفض وكيفية انتزاع الحقوق. ولما كان لكل لهب وقوده، ولكل نور شموعه، ولكل انتصار ثمنه فان شهداءنا الابرار هم وراء ذلك كله، وهم صناع مجد العراق التليد وبناة حاضره المعاصر المجيد. وسواء قطعت أوصالهم السيوف الباغية ورضّت صدورهم الخيول الغازية، او مزق اجسادهم رصاص الفصل العنصري والحقد الشوفيني، او ارجحتهم مشانق الانقلابات المشبوهة او سحقتهم في قراهم دبابات الاحكام العرفية المستهترة بابسط القيم الانسانية، او اكلتهم مجاعات القهر والتجويع والحصار المصطنعة، او طحنتهم ماكنة الحروب المزاجية. او ابتلعتهم مقابر "الطاغوت" الجماعية، او خنقتهم غازاته الكيميائية وسمومه التجريبية، او غيبتهم مطاميره وزنزاناته المظلمة، وسواء احرقتهم مفخخات الكهوفيين او اذابتهم عبوات وهاونات الارهابين، الموتورين منهم والمدفوعين، ومن تضررت مصالحهم من سقوط السلطة السابقة او الذين باعوا انفسهم لتنفيذ مخططات الاجنبي. هؤلاء الشهداء الأبرار على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، وانحدارهم المناطقي والعشائري والديني، سواء قضوا ثواراً مستبسلين، او محاربين صامدين او قضوا متمردين رافضين او أبيدوا مظلومين مستضعفين صابرين محتسبين صاروا ويبقون وسيبقون اساس وجود العراق ومنجزاته على مر العصور وصارية علم العراق وان تغيرت الوانه، ورمز شعار العراق وان تبدلت وتجددت وتطورت تركيبته. واذا كانت زمر الانقلابات قد اسست لثقافة الغاء الاخر. واقصائه وتهميشه لدرجة التطاول على رموزه وشهدائه، والصاق مسميات "العمالة والتخوين على ضحاياهم من الشهداء الابرار من الحركات والاحزاب التي تتقاطع معهم او تخالفهم الرأي او التي ترفض طروحاتهم الاجرامية او يطلقون تسمية "الموتى او القتلى" على شهداء الاطياف الاخرى بسبب الخلاف الديني او العرقي او الطائفي، مع ان اسباب الاستشهاد واحدة، وظروفها متناظرة!. واذا كانت للفترات السابقة تداعياتها فمن الاولى ان لاتمس هذه التداعيات شهداء العراق بكل اطيافه، ولاتسيء من بعيد او قريب الى تاريخ تضحياتهم بغض النظر عن اديانهم او معتقداتهم او قومياتهم او مذاهبهم او مشاربهم او ظروف استشهادهم فقد جادوا بارواحهم الطاهرة ونفوسهم النبيلة، والجود بالنفس اقصى غاية الجود. ومع ان ذكرى شهداء العراق الابرار يجب ان لا تغيب لحظة عن خواطرنا وان تزين كل مناسباتنا ومهرجاناتنا واحتفالاتنا الا ان الذي دفعنا والح على اقلامنا هو تعامل وتعاطي بعض الدوائر بهذا التمييز والتصنيف غير المنصف لارواح الشهداء، وذلك في مجال تفضيل ذوي الشهداء في بعض درجات التوظيف في حرب اجبروا على خوضها خلال حقب السلطة السابقة او الذين استشهدوا تحت وابل القصف العشوائي على المدن والقرى العراقية في تلك الفترة واستكثار لقب شهيد عليهم، وهذه مثلبة مشينة لا تليق بالعراق الجديد وبرجالاته ولا تنصف ارواح شهدائنا التي اقل ماتستحقه هو الذكرى الطيبة من الذين قطفوا ثمار تضحياتها وتنعموا ببركات دمائها.ولكي نرضي ارواح شهداء العراق، ومن باب العرفان والمروءة ان تخص الدولة وتفضل ذوي الشهداء وتجعلهم في اولويات اي مشروع سكني او خدمي او توظيفي او اعتباري، وان تعمم الحكومة على كافة دوائرها بالنظر الى الشهداء البررة بعين واحدة وتضعهم جميعاً في مكيال منصف واحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اخ شهيد
2013-09-21
المقال اثار استغرابي لانه يبدو ان كاتبه بعيد عن مايجري.. اتعرف ياسيدي كون المرء من ذوي الشهداء سيكون وبالا عليه وسيحاصر من كل المحيطين به وان ابناء مذهبه هم اشد مناوئيه وكون المرء بعثيا ومااكثرهم يعد ميزة يتميز بها المرء من كل القيادات الشيعية الثلاثة العاملة في الساحة السياسية في العراق ..اننا مانزال نعامل باننا من ذوي العملاء الا البعض من الذين وصلوا ليس بالكفاءة بل بالعلاقة..ان زوال هذا الحكم لقريب وسيتسابق البعثيون ليقولوا انما انضممنا اليهم لنحمي رفاقنا من ؟؟؟ هل ستنشرون هذا يابراثا ام ؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك