المقالات

العراق بين مفترق طرق الصراع الطائفي او التقسيم


محمد حسن الساعدي

في ظل الوضع الامني المتدهور ، وإزهاق أرواح العشرات يومياً من الأبرياء أما بالمفخخات او بالاغتيال العشوائي المنظم ، والدي يأتي لأحداث حاله من عدم الاستقرار في الشارع العراقي ، فمن الواضح ان العراق في مفترق طرق فالدول الاقليمية باتت اكثر وضوحا في تشكيل محاور للافشال التجربة العراقية فالمحور العربي الذي تقوده السعودية والاردن ومصر والامارات مقابل المحور الايراني السوري بدء يستخدم اللغة الطائفية من اجل تجيش الجانب العربي ضد المحور الثاني.نجحت بعض الدول في اغراق العراق في عمليات ارهابية استهدفت الابرياء منذ 2003 ولم تستطيع القوى السياسيه ان توقف جماح هذا العنف المتعمد الامر الذي جعل الامور تفلت من زمامها وليصبح العنف المتبادل سمة بارزة في الوضع العراقي ويصبح مفهوم جثث مجهولة الهوية اشارة الى عمليات الثار الطائفي.سياسة التوريط التي استخدمتها الدول المعاديه للعملية السياسيه في العراق ، والويلات التي جلبتها لهم من هذا الدعم الأم تماهي كانت خاطئة فهي تريد جعلهم حطبا لحربها بالوكالة مع الخصوم المفترضين لكن الى اي مدى تستمر هذه الدول في لعب هذا الدور مع وجود حكومة عراقية تسعى جاهدة لفك هذا الارتباط الاقليمي والحد من نشاط هذه المحاور على الاراضي العراقية.يرى توماس فريدمان ان العراق اصبح جرة خزف وحينما تهشمت بفعل الاحتلال لايمكن اصلاحها وعودتها الى وضعها السابق كانه يشير الى ان التقسيم هو احد الحلول الناجحة للمستقبل العراقي قبل ان يكون فريسة للتدخلات الاقليمية .اليوم بات الوضع الامني في العراق مأساوياً والمشهد السياسي غير واضح حتى مع وجود بعض التحسن في الوضع الامني والذي لا يدوم بسبب التناقضات والتجاذبات بين العديد من القوى المشاركة في العملية السياسية ولا يتطور بحيث يضع حداً لحمّام الدم اليومي وحل المشاكل المعقدة ولن يسير أبداً بشكل سليم ومستقيم ويواجه التقلبات المختلفة في ظل تقاعس الحكومه التي بسبب تعقيد الوضع وحجم الإستقطاب الطائفي وعمقه لا تجد الحلول الشافية للمآسي الكارثية، وانّ أبناء الشعب يعانون الكثير من المشاكل والأزمات في ظل التدهور العام، وان التدهور الامني العام رغم عدم كفاءة الاجهزة الامنية واختراقها من قبل بقايا البعث وعناصر الإجرام، والدور القذر للارهابيين والقتلة التكفيريين فان الامريكيين يساهمون بشكل واسع في الشأن العراقي, لانهم كرسوا الطائفية, ويعتقدون ان الطائفيين هم الذين سيحلون المشكلة!! كما ان تدخل دول الجوار ذات الأنظمة الدكتاتورية والرجعية والمتخلفة يزيد من تفاقم الأزمة.منذ فترة ليست قصيرة يجري الحديث عن المصالحة الوطنية، ويعتبرها البعض بأنهّا الحل السحري لمشاكل العراق المستعصية، وتحاول الأطراف التي تستقوي بالعامل الإقليمي إستغلال هذه المصالحة لتحقيق ما في مخيلتها وتثبيت مواقعها، وهضم حقوق الآخرين، وهي تعمل جاهدةً لإطالة الحديث عنها، وإذا ظهرت بوادر الأمل لتحقيق هذه المصالحة، عندئذ تلجأ الأطراف إلى بدع وأعمال لإفشالها والقضاء على جميع الجهود الخيرة، ولكن المصالحة مع من؟ مع الأعداء المجرمين؟ مع البعثيين ام الإرهابين ام مع من ؟ مع الذين يتخذون من العواصم العربية المتآمرة مرتعاً لهم؟ مع من ستكون المصالحة؟، ولكن إذا تحققت المصالحة يجب التميز بين من أجرم من البعثيين والذين استفادوا من وجود حزب البعث الفاشي في الحكم وبين الآخرين من ضعاف الأنفس الذين إنضموا إلى البعث لحماية أنفسهم خوفاً من الآلة الإجرامية للبعث.اعتقد ان الوضع السياسي والأمني يمر بمقترح طرق ، واختبار حقيقي للقدرة السياسيه في العراق ، واثبات الحكمه والسياسه في أداره الدوله على أسس صحيحه ، فأما نسير نحو صراع طائفي ، او أننا نبقى على هذا الحال ، او نذهب الى التقسيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2013-09-20
لماذا لايتحلى الشعب والقاده السياسيين والدينيين بالشجاعه الكافيه ويأخذون العبره من البلدان التي مرت بنفس الظروف من اقتتال طائفي او عرقي كالبوسنه والهرسك والكروات وغيرها من البلدان التي حلت مشاكلها بالتقسيم وإلا الأبد واصبحوا دول متجاوره متعاونه وهناك مصالح مشتركه بينهم. وان لانكون كلبنان التي اذا اصيب الملك السعودي بعسر هضهم احترقت لبنان واذا انزعج الامير القطري قتلت الابرياء بالشوارع ولايوجد لديهم اي حل دائمي في المستقبل والحال كما هو يراوح في مكانه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك