المقالات

أصل الذئاب !


 

   كي نفهم لماذا وصل الإسلام الى ما وصل إليه من حال على يد الوهابيين، يتعين علينا أن نعرف الجذر، وإذا أردنا أن نجد تفسيرا لمشاهد الذبح في القرن الواحد والعشرين، علينا العودة الى القرن الثامن عشر..

   ففي خلال ثلاثة قرون نما دين جديد على يد أعراب نجد..

   في نجد كانت مدينتان صغيرتان جدا، لكنهما تقعان على ممر القوافل، الأولى هي "الدرعية" التي سيطر عليها أبن سعود المجهول الأصل، ببضع مئآت من مقاتلين أجلاف، يحلم بهم أن يشكل أمارة؛ وفي "العُيينة" ظهر رجل يبشر بعقيدة جديدة، يريد أن ينشرها في العالم الإسلامي، هذا الشخص أسمه محمد بن عبد الوهاب (1703 -1791م)، وهو رجل قبيلة بني تميم يعتنق المذهب الحنبلي المتشدد، متخذا من أفكار الشيخ إبن تيمية الحنبلي مرتكزا لعقيدته الجديدة..

   عقيدة محمد بن عبد الوهاب تقوم على فكرة لطالما تكررت في المرويات الإسلامية، وهي فكرة الفرقة الناجية من النار، وفسر الأمر هكذا: أن فرقته هي المقصودة بهذا الوصف، وأنه مادامت هي الناجية فسواها بالنار، ومادام الآخرون ذاهبين الى النار فهم كفار، لأنه لا يذهب الى النار إلا الكفار، وماداموا كفارا فيجب قتلهم؛ وكي يجد لتكفيرهم ثم قتلهم سببا، نقب في المرويات الإسلامية، فوجد حديث "خير القبور الدوارس"، وعليه فإن من بنى على قبر بناء ولو بشبر فقد كفر؛ أما من زار قبرا لولي صالح أو علم من أعلام الأمة، فهذا قد أشرك  شركا أكبر، ويتوجب قتله..!

   كان إبن سعود يقود ثلة من المقاتلين الذين لا عقيدة لهم يلتفون حولها، فتدفعهم لتطوير وضعهم وتوسيع نفوذهم، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب يبحث عن رجال ينفذون عقيدته..وهكذا كان أن تبنى أبن سعود لجيشه النامي كي يغزو بها العالم الإسلامي فيما بعد، عقيدة أبن عبد الوهاب الذي طردته " العُيينة " التي ضاق أهلها ذرعا منه ومن عصابته، وكان في مقدمة من طرده وعلى رأس منتقديه ورافضيه، والده عبد الوهاب وأخوه سليمان..وألتف الأعراب الذين أستيقظت فيهم عقيدة الغزو من أنحاء نجد..وتكون جيش منهم وفقا لأتفاق مازال ساري المفعول الى يومنا هذا، يتعهد فيه أبن سعود بأن تكون الوهابية عقيدة دولته، فيما يكون أبن عبد الوهاب مرجعا إفتائيا لجيشه، ومشرعا لقانون الغزو والسلب البدوي..

وشرع جيش الأعراب الوهابي بالمهمة القائمة على قاعدتين:

 الأولى؛ أن يغزو هذا الجيش ويقتل "المشركين"، وينهب أموالهم، على أن يسلموا لأبن سعود خمس الغنائم..!

الثانية؛ أن محمد بن عبد الوهاب بمثابة النبي الجديد للعقيدة الجديدة، وأن الوهابيين هم الفرقة الناجية وهم المؤمنون، وأن من تبقى من المسلمين كفار يجب قتلهم ونهب أموالهم وسبي نسائهم وإسترقاق صغارهم..!

كلام قبل السلام: نمر مفترس أمامك..خير من ذئب خائن وراءك..!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك