المقالات

اوباما .. سمعتي في خطر


منتظر العمري

وانا أقرء في الصباح صحيفة الشرق الأوسط الدولية من على شاشة حاسوبي ، وإذا في صفحتها الأولى مانشيت عريض " أوباما يطلب من الكونغرس تأجيل التصويت على ضربة سوريا " ويُلحق بعنوان أخر " الرئيس الأميركي يرحب بمبادرة روسيا ويؤكد أن استخدام القوة العسكرية لا يزال قائما " من يراقب التعامل الأمريكي مع الأزمة السورية وخاصة تصريحات اوباما في هذا الخصوص تجدها تصريحات متخبطة ومترددة وتتعامل بانفعالية مع الأزمة ، بعد ان وصل اندفاع اوباما في توجيه ضربة إلى أوجه ولاحقاً صار في حيرة من أمره كيف يخرج من المأزق الذي ادخل نفسه فيه وبعد ان تخلى عنه الحلفاء رأى من الأفضل إن يتراجع تدريجياً عما أصدره من خلال الخطاب المتدحرج إلى القاع شيئاً فشيئا ، ويقول روجرز في هذا الخصوص " يوجد قائد عام متردد بادئ ذي بدء .. يحاول أن يخرج على الشعب الأمريكي ويقول .. سوف أفعل شيئا لكنني لن أفعل الكثير ". وترى تراجع سريع في المواقف وذلك لان الإدارة الأمريكية أدركت ان شنها عملية عسكرية في هذا الوقت سيكلفها الكثير ، وذلك لان جميع الظروف تؤشر على ان أمريكا ألان في موقف حرج . ويجب ان تتعامل مع هذا الموقف بحذر تام لان الساحة السورية وحلفائها لم تُكشف جميع إبعادها لصانع القرار الأمريكي حتى يقرر ماذا يفعل وفق إحداثياتها . إضافتا إلى أن المجتمع الدولي منقسم في مواقفه اتجاه الضربة الأمريكية ، وكانت هذه المعارضة تتكون من الرأي العام الأمريكي و الدولي ، مما أدى بالرئيس اوباما البحث عن ورقة يحمي بها سمعته المهددة إمام الرأي العام بعد ان كانت الضربة هي خياره الوحيد في إنقاذ ماء وجهه ويحمي بها سمعته ، التراجع الذي أبداه يوضح الضعف الذي عليه ويعتبر هزيمة إمام سوريا وحلفائها . وهذا الأمر الذي جعل اوباما يقبل بأي تسوية تجنبه الوقوع بالوحل السوري ، وعدم تكرار سيناريو العراق ، والتورط في حرب استنزاف مكلفة لأميركا ، فذهب اوباما بالقبول بخيار هو إيجاد تسوية تنطوي على تنازل ما من النظام ، و الأكثر موائمة للبيت الأبيض هو تفاهم روسي _ أميركي _ سوري على الإشراف بشكل من الأشكال على ترسانة سوريا الكيميائية مصحوبة إذا أمكن بتوافق على صيغة تشكيل حكومة وحدة وطنية تسرع عقد مؤتمر جنيف 2 هذا الخيار هو الأنسب للحفاظ على ماء الوجه بعد أن كان الصقر الأمريكي يريد أن يشن ضربة عسكرية ليرجع هيبة أمريكا في الشرق الوسط ويحافظ على سمعت الرئيس ، بعد الخسائر التي تكبدها في العراق وأفغانستان وتراجع السطوة الأمريكية في المنطقة برمتها ، السؤال الذي يطرح هل سيختم اوباما رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية بحرب ؟ سنترك الإجابة على هذا السؤال للأيام القادمة فهي تُخبأ ما سيحدث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك