المقالات

ثغر العراق العطشان.!!


صادق العباسي

حكايةُ مدينةٍ ترقدُ على الذهب ويأكل أهلها التراب.! ويلتقي فيها رافدي العراق ويشرب اهلها من مياه البحر المالحة, لعل هذهِ الصورة رسمت لتشكل لوحة مأساوية, خطت ألوانها بأنامل مبدعو التسويف ومصادري الحقوق الذين بدأت نجومهم تتلألأ في سماء العراق الجديد.الحديث عن بصرة المعطاء حديث ذو شجون والم كبيرين, فعندما تذكر البصرة تذكر ميزانيات العراق (الانفجارية) وحصت الأسد منها لثغر العراق, ولكن مالها لا ينسجم مع احتياجاتها فضلا عن تهميش دورها في الجانب الاقتصادي, ابتدأ من تسويف مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية, وانتهاء بفقاعةِ خور عبد الله هذا المشروع الذي اخذ حيزا اعلاميا كبير, وكان يراد منه التغطية على فشل الحكومة المركزية في التعاطي مع الإخفاقات المتكررة على كافة الأصعدة.هذه المحافظة كانت ولا زالت حلبة للصراعات والمزايدات السياسية, لما لها من ثقل اقتصادي يشكل ما نسبته 80% من احتياط النفط العراقي, وتدر على الموازنة العامة ما يعادل 70% من منها, فضلاً عن كونها المنفذ المائي الوحيد للعراق ومجاورة لثلاث دول من الجنوب, وهي المدينة الثانية من ناحية التعداد السكاني بعد العاصمة بغداد , بطبيعة الحال هذه المعطيات تجعل البصرة من اهم المحافظات, وبما انها كذلك دفعت ضريبة المزايدات لعقود طويلة. وفي الوقت ذاته لا تزال مدينة السياب تبحث عن بارقة امل تنشلها من واقعها المزري, ولعل هذه البارقة بدأت ملامحها بالبروز بعد الثورة الادارية التي حصلت في الاشهر الماضية, تمخضت عن تحسن ملحوظ في واقع الكهرباء والخدمات الأخرى, على امل ان يتحسن واقع مياه الشرب الذي اصبح يمثل بصمة عار على كل الحكومات المحلية السابقة, فمنذ سنوات طويلة واهالي البصرة يشربون من مياه البحر المالحة.!ان هذه النجاحات وعلى الرغم من الفترة الزمنية القصيرة انعشت امال البصريين, وجعلت بعضها قاب قوسين او ادنى من ان يتحقق, السؤال الاهم في هذا الجانب, يتمحور حول موضوع يشغل الشارع البصري, هل سيبقى ثغر العراق عطشان؟ ام سيروى بعد ضما طويل سيما بعد تفاعل جيد من قبل محافظ البصرة الجديد وفريقه الذي يعمل معه والجميع يترقب تصريحاته حول حل ازمة المياه الصالحة للشرب عند نهاية عام 2014 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك