المقالات

ما هي استعدادات العراق لمواجهة الهجوم على سوريا


هادي ندا المالكي

محاولات ضرب سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج وتركيا والأردن قائمة على قدم وساق من اجل تأديب النظام السوري وشل قدراته ومنعه من استخدام الأسلحة الكيمياوية على رواية اوباما وأمريكا على الجانب الأخر فان تحركات دول الممانعة هي الأخرى تؤشر إمكانية حدوث رد حازم على هذا العدوان وبالتالي فان احتمالية التوسع والاستمرارية قائمة، الحكومة العراقية من جانبها تقدر المخاطر وتعتقد ان الهجوم على سوريا سيضع العراق في مواجهة حقيقية لهذه الحرب واللطيف ان كل من يصرح من القادة والسياسيين العراقيين يعتقدون بهذا الخطر الا ان احدا لم يخبر الشعب العراقي ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها لتجنب هذا الخطر وهل هناك إجراءات فعلية ام ان ما يقال مجرد كلام.الواقع يقول ان الحكومة العراقية لم ولن تقوم باي اجراء من شانه ان يقلل شدة تاثير الضربة على العراق والعراقيين لانها غير قادرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات خاصة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية فالحكومة المبجلة لم تنجح في توفير الحصة التموينية للشعب العراقي لشهر واحد وهي بهذا لن تتمكن بكل تأكيد من توفير الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للعراقيين لمدة سنة او ستة اشهر على اقل تقدير وهذا الخلل يسري على الوضع العسكري والميداني فالحدود مع سوريا طويلة ومكشوفة ولم تتمكن الحكومة من تغطيتها طوال السنوات الماضية فكانت منطلقا للعصابات الإجرامية وعصابات التهريب وعصابات القاعدة وجبهة النصرة والجيش الحر وبالتالي فان هذه الحدود ستكون منطلقا للاختراق والعبور المتبادل بين العراق وسوريا خاصة اذا ما علم ان المناطق المحاذية لسوريا تختلف مع النظام وتؤيد إسقاطه وتتفق مع المعارضة حتى في جرائم القتل والتهجير وقطع الرؤوس وسبي النساء ونبش قبور الأولياء والصالحين ومثل هذا التوافق مع المعارضة والاختلاف مع النظام من شانه ان يعقد المشهد الامني المتخبط في العراق طالما توافقت المعارضة السورية مع المجاميع الإرهابية والحاضنات الإرهابية في المنطقة الغربية ومن المؤكد ان خطر هذا التحالف سيكون كبيرا على العراق وعلى العملية السياسية سواء سقط النظام السوري ام لم يسقط ،فسقوطه يعني توحد معارضة سوريا والعراق ضد نظام الحكم في العراق وهنا سنكون اما حرب حقيقية ستكون بغداد بدايتها اما بقاء نظام الاسد فان الامر لا يختلف كثيرا وستبقى دولة الإرهاب في العراق والشام مصدر تهديد وإرهاب وقلق وان كان بخطر اقل.ان خطر الضربة العسكرية على سوريا سيكون مدمرا ومؤثرا على الواقع العراق ولان الحكومة غير قادرة على مواجهة هذه الحرب عسكريا واقتصاديا فان عليها ان تتحرك وبسرعة لتوحيد الصف العراق سياسيا ومنع اي طرف من الانزلاق في الانحياز الى اطراف الصراع في سوريا لان انحياز اي طرف يعني انقسام العراق الى طرفين طرف مؤيد وطرف معارض ومثلما تكون المعارك في المدن السورية ستكون المعارك في المدن العراقية خاصة المدن المختلطة وسنعود الى احداث عام 2006 وحرائق الحرب الطائفية.ان عقد مؤتمر وطني يضم جميع مكونات الشعب العراقي والتوقيع على ميثاق شرف يؤكد على حرمة الدم العراقي وتعبئة الشارع العراقي بما يتلاءم وإمكانياته وقدراته وبأسرع وقت من شانه ان يبدد المخاوف ويزرع الامل ويقلل من الضغوط المسلطة على الحكومة والقوائم الرئيسية وهذا التحرك هو الأضعف اذا ما اريد الحديث عن مسؤوليات الحكومة ودورها المغيب خاصة في المجالات العسكرية والاقتصادية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2013-09-10
انتم خوفكم من المثلث السني حيث هذه المناطق ي تعتبر اكبر حاضنه للاارهابيين فهولاء ينتظرون ساعة الانطلاق والتي هي بعد غد على الاكثر اميركا لاتريد ان يتعرض العراق الى مشاكل لكن دول الجوار العربي وتركيا هم سيزحفون ............نتمى ان لايحدث ذلك فهناك تخطيط قذر من تركيا وسعودية والاردن ويشترك فيه الكدعان المصريين والذي أتى بهم المالكي للعراق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك