المقالات

خط الاستواء السياسي_ سوريا عراق

1393 15:44:00 2013-09-07

علي الكاتب

ليس خفيا عن خطوط الإعراب ان مجريات الإحداث في الأرض السورية واقعة في قنوات ومسارات ممتدة عبر أكثر من اتجاه و موضع, فإسقاطات الأزمة في دمشق لا تلتزم بحدودها فقط وإنما ستسحب معها العديد من التراكيب الجغرافية في محيطها الإقليمي وحتى الدولي , والعراق احد تلك القطع الواقعة تحت خط الاستواء السياسي السوري, وهو ما يفرض التوقف عندها وتفكيك ما في قافلتها من متغيرات.حقيقة بات من الواضح للعيان ان العناصر الداخلة في الطبخة السورية من قوى معارضة متطرفة وغير متطرفة , في معظمها دكاكين فرعية لمصادر تسوق سياسية إقليمية ودولية وبالتالي فأن تقويض النظام السياسي في سوريا يقع بمثابة استكمال لتلاقي خطوط المشاريع الممتدة في الشرق الأوسط والتي ابتدأ مشاور بناءها قبل أكثر من سبع سنوات, غير ان سوريا ربما كانت النقطة الحرجة التي تجاوزت المقطع الزمني المرصود لها في الأجندة الأمريكية الغربية ومن يلتقي معها في الهدف من تركيا والسعودية وقطر والأردن وغيرها من الجهات الدولية الأخرى, وهو ما فرض بإماطة اللثام عن عرابين المشروع الأوسطي بالدخول بعناوين واضحة وعبر التحشيد لضربة عسكرية يهتز لها بشار الأسد من أجل إحداث حالة من التوازن بين كفي المعارضة والنظام السوري كمرحلة تأهيلية في الوصول الى جنيف, وعلى ما يبدو إن أمريكا تدير الأزمة السورية بمنطق الشاة والذئاب فلاتريد أن تفنى الشياه ولا تطمح في قتل الذئاب, وهو ما قد تختلف مع الشريك الأخر (التركي السعودي القطري ) الراغب بضرب الجدار السوري من الأسفل بغية وصول أنظمة دينية متطرفة تكون امتدادات لها في الأيدلوجية الفكرية والسياسية, , فإذا ما حصل احد الأمرين , تقويض او اهتزاز , اين سيكون المرمى العراقي من أتون تلك المعركة؟؟.ما يجري الآن في المنطقة عموما هو أشبه ما يكون إلى ارض رملية لا تعرف الثبات في عناوينها وهي جزء من منطق الفوضى المقصودة التي تسعى أكثر من جهة في توطيدها على الأراضي العربية بشكل عام من اجل تمرير ما تشتهي من إرادات دولية وأهداف لمصالح قومية , والإسلام السياسي قد وقع عليه الاختيار في إن يكون بطلا لتلك المرحلة, ولأسباب عديدة أهمها ان الدين والاختلاف المذهبي قادر على توسيع بقعة الصراع والفوضى لمساحات شاسعة, معتمدا على اختلاف الهويات الإسلامية وتناحر المذاهب من جهة , ومن جهة أخرى هي محاولة لتسقيط الإسلام نظرية وتطبيق بمعاول أبناءه الذين يحسبون عليه, وبما أن العراق بنسخته السياسية الحالية وكما يقرأها الآخرون , نسخة سياسية شيعية في وسط إرادة سنية ذات أغلبية إقليمية, قد اوجد الأسباب الكافية لدى الخط الغربي الأمريكي في أمساك خيوط اللعبة بأكثر من طرف, فهو من جانب يسعى لقطع الطرق امام المد الإيراني في العراق من خلال زج القوى المتطرفة , وهو ما تتناغم معه الإرادات العربية والاقلمية السنية , ومن جانب أخر إشغال الدول الربيعية بصراعاتها الداخلية من اجل الوصل إلى الأهداف العليا القومية للبيت الأبيض بأقصر الطرق بإزاحة زمنية أسرع, والعراق ربما سيكون تفاحة المائدة التي تنتظر من ينتزعها , فالفروع الأيدلوجية للمشاريع الإقليمية السنية المتطرفة في العراف بات متمترسة في أكثر من مكان وهي بانتظار القادم من سوريا , مع رعاية خاصة لها من المحور التركي القطري السعودي , وما يعزز من امتداد الزحف الديني السياسي المتطرف السياسي باتجاه العراق بقوة مؤثرة , هو إن المشهد العراقي مهيأ للاختراق وعلى المستوى السياسي والعسكري , وربما ما قد يحدث من انهيارات أمنية متوالية قد وضعت العراق في أكثر من قراءة واحتمال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك