المقالات

مظاهرات وطنية وأخرى طائفية


عدنان السباهي

إن الشعوب التي لاتقبل الضيم دائما تثور على الظلم ومن هذه الشعوب الشعب العراقي ، وعلى مدى التاريخ المعاصر في أيام الاستعمار البريطاني وما حدث من مظاهرات وكان أبرزها ثورة العشرين التي اشترك فيها المراجع وعامة الشعب وخاصة في الوسط والجنوب ، والمظاهرات التي حدثت في سنة 1924 ضد ضم ولاية الموصل لتركيا وإنها من ضمن العراق ولايمكن التنازل عنها ، وفي عام 1948 حدثت مظاهرات عارمة ضد معاهدة بور تسموث بين العراق وبريطانيا أيام صالح جبر، وفي نفس العام اندلعت مظاهرات وطنية تدعوا للمشاركة في حرب فلسطين ورفض قيام دولة إسرائيل في فلسطين ، وفي العام 1956 حدثت المظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر، وما تبعها عندما تسلم الحكم القومين والبعثين لم تكن مظاهرات بالمعنى الحقيقي باستثناء التأيد الكبير من الشعب للمرحوم عبد الكريم قاسم من الشعب وخاصة طبقة الفقراء والمحرومين، لكن ما تبعها من مظاهرات البعث كانت مخطط لها ويتم إخراجها مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب أو باستحمار الشعب .انطلقت قبل أشهر في المحافظات الغربية تظاهرات متمثلة بالمكون السني مدفوعة من أناس ركبوا موجة الطائفية ضنا منهم تتحقق أهدافهم من خلالها ، التي تم رسمها في بعض الدول المجاورة ، التي لاتريد خيرا للشعب العراقي ولا ترغب باستقراره ، وقد انكشفت هذه المظاهرات والاعتصامات من خلال شعاراتها الطائفية وعدم احترامها للدستور والعلم العراقي ، وهي طالبت بإسقاط العملية السياسية برمتها وتم رفع صورة اوردغان وعزة الدوري ، وفشلت لأنها سلمت أمرها إلى رجال دين طائفيين وذلك من خطبهم الطائفية التي وصفوا اغلب الشعب العراقي بنعوت وأوصاف غير مقبولة ومنها الخنازير ، والصفو ين ،ودائما كل قومية تعتز بلغتها الأصلية كما هو حال الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى تحافظ عليها بالرغم من سياسة التعريب من الدراسة إلى الأوامر الإدارية والكتب الرسمية ، لكن الشيعة العراقيين لايعرفون كلمة فارسية واحدة فإذا كانوا صفوين على الأقل احتفظوا بلغة أجدادهم!!، باستثناء من شردهم صدام إلى إيران وهم يتكلمون بها فقط ولم يمنحوا الجنسية بالرغم من بقائهم هناك أكثر من عشرين سنة!، وأثبتت الدراسات التاريخية ان أهل الوسط والجنوب هم أحفاد السومريين يعني سكان العراق الأصليين ، وان ما يؤسف له اعتلاء منصات التظاهرات من قبل القاعدة تحت نظر شيوخ العشائر ورجال السياسة المشتركون في الحكومة الحالية ،والذين يقتلون على الهوية ويفجرون في مدننا يوميا ومن دون أي رادع أو إدانة ، وإذا تم اعتقالهم يتم إطلاق سراحهم نتيجة لصفقات سياسية ، ويتم قتل الجنود والشرطة في المدن الغربية وكأنهم أعداء وليس عراقيين، ونرى اليوم في مصر مواطنين مصريين اعتدوا على الجيش المصري تم إصدار حكم المؤبد بحقهم.وقبل أيام قليلة قامت نخبة من العراقيين الوطنين ومن الطبقة المثقفة ومن باب الحس الوطني والشعور بالمسؤولية ومحاسبة المقصر في حق الشعب ومن هذا التقصير ، رواتب الرئاسات الثلاث وتقاعد نواب البرلمان الذي يبلغ مبالغ خيالية حتى أصبح اغلبهم رجال أعمال متنفذين يقودون شركات ويشترون عقارات في دول أجنبية وعربية ونصف الشعب يعاني من نقص الخدمات وشظف العيش ، نحن نتساءل من وضع هذه الرواتب والمخصصات، هل وضع نصب عينه مسالة الحلال والحرام عند إجراء تلك الحسابات ، وفي أي دين أو شريعة تقر تلك الرواتب الخيالية ، أم هو مال سائب ويغترف منه السارقين من دون حساب ورقيب، إن راتب المواطن العادي لايشكل حجما قياسيا بالبرلماني فان نسبة2% بالمقارنة لتقاعد المواطن المهموم ، فانطلق التيار المدني الحر المطالب بالحرية والعدالة والمساواة ونيل الحقوق والرفاة الاجتماعي ، بمظاهرات كبيرة في بغداد وجميع مدن الوسط والجنوب ، لكن مع الأسف أصحاب المظاهرات الطائفية في المدن الغربية لم يتظاهروا في مثل هذا اليوم بالرغم من إن الشعارات وطنية والمطالب تشمل الجميع ، ونفس الشيء بالنسبة لمحافظات الإقليم الكردستاني ، أما أن المظاهرات لاتحدث في بلدهم وإنهم ينتمون لبلدان أخرى وان ما يحصلون عليه من العراق والحكومة الحالية هو مغنم وليس حقوق مواطن!، فالواجب على من يدعي الوطنية أن يساندها ويدعمها أين ما تكون في ارض العراق وليس الوقوف مع السارقين لان عقاب الله والتاريخ سوف لن يرحمهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك