المقالات

الحكيم والعقرب والعاصمة الاقتصادية


بقلم: قاسم محمد الخفاجي

ان الانسان يمكنه ان يفعل ما يسعد الناس جميعا ، او ما يؤذيهم بل ويدمرهم ، فباستور مثلاً اكتشف الميكروب فقضى بذلك على ملايين العداء الذين تسببوا لموت البشر ، وعلَم الانسان كيف يكافح الميكروب ، وجنكيز خان كان بشر ايضا لكنه اباد ملايين الابرياء والاف العلماء والشعراء والكتاب ، وبنى منارات من أذان الناس واعينهم ورؤسهم . اذن الانسان هو الذي يمكنه ان يكون جنكيز خان او باستور ، فمن واجب الانسان ان يؤدي واجباً ومهمة ، وان يكون باستوراً لا جنكيز خاناً .

جلس حكيم على ضفة نهر.. متأملاً ، وفجاءة لمح عقرباً وقد وقع في الماء .. واخذ يتخبط محاولاً ان ينفذ نفسه من الغرق ؟! قرر الرجل الحكيم ان ينقذه .. مدَ له يده فلسعه العقرب .. فسحب الحكيم يده وهو يتألم .. وعاد ومد يده ثانية وثالثة لينقذه .. فلسعه العقرب .. فيسحب الحكيم يده متألماً في كل مرة .. ( ربما ستقولون ما هذا الصبر وطولة البال الذي يتمتع به هذا الرجل الحكيم )؟! على مقربة منه كان يجلس رجل اخر يراقب ما يحدث .. فقال الرجل للحكيم : ايها الحكيم الم تتعظ من المرة الاولى ولا من المرة الثانية .. وها انت تحاول انقاذه للمرة الثالثة ؟! لم يأبه الحكيم لكلام الرجل .. وظل يحاول حتى نجح في انقاذ العقرب !. ثم مشى اتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً : يا بني .. من طبع العقرب ان ( يلسع )، ومن طبعي ان ( احب واعطف ) فلماذا تريدني ان اسمح لطبعه ان يتغلب على طبعي ! الحكمة من هذه القصة عامل الناس بطبعك لا بطباعهم ، مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الاحيان ، رغم ان الطرف الاخر لا يستحق تصرفاتك النبيلة .

سمعنا ان الحكومة العراقية المالكية رفضت مبادرة السيد عمار الحكيم بجعل البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ، وعللت السبب بان الوقت غير مناسب ! والحقيقة التي بات يعرفها جميع العراقيين ان مبادرات الحكيم جميعها واقعية وممكن تطبيقها وهي تصب في مصلحة البلاد والعباد، ولكن رئيس الحكومة وحزبه ، لا يريدون ان يأخذوا بمبادرة الحكيم ، معتقدين ان هذه انجازات تحسب للمجلس الاعلى و تفيدهم في كسب اصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة ، وعلى هذا الاساس فالحكومة لا تنفذ المشاريع المهمة والحيوية التي تخدم الوطن المواطن ، فتم رفض مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية وتعطيل مبادرة تأهيل ميسان ورعاية الطفولة وغيرها من المبادرات التي اطلقها السيد الحكيم ، لا نها بجد واجتهاد المنافس السياسي كما يحلو لحزب الدعوة ان يسمي شركائه في العملية السياسية ، لا نه يريد ان يبقي على الحزب الواحد والقائد الأوحد!المجلس الاعلى هو من اسس العملية السياسية بعد 3003 وهو من اعاد بناء مؤسسات الدولة ، لذلك يريد ان يحافظ على العملية السياسية ولا يرضى بالرجوع الى المربع الاول والدكتاتورية فمساهماته ومبادرته وهو خارج الحكومة ، الغاية منها العراق وشعبه ، والحفاظ على الانجازات التي تحققت ، وهو يؤمن الذي يخسر اليوم في الانتخابات يمكن ان يفوز في الانتخابات التي تليها ، وقد عاش المجلس الاعلى هذه التجربة واستطاع تشخيص الاسباب ومعالجتها ، وانتخابات مجالس المحافظات خير دليل على ذلك ، اذن القرار السياسي في العراق الجديد لا يمكن لاحد ان ينفرد به دون اشراك الاخرين.على المالكي وحزبه ان لا يتعاملوا بسياسة ميكافيلي وان يتذكروا مظلومية هذا الشعب ، فهم يعلموا لولا تضحيات وصبر هذا الشعب لما كان بمكانهم الجلوس على مقاعد السلطة ، وان يتذكروا مواقف المجلس الاعلى الوطنية الكثيرة سواء كان ذلك في زمن المعارضة او بعد سقوط البعث ، فمن المعروف ان المالكي لولا السيد عبد العزيز الحكيم لن يصبح رئيسا للوزراء ، ولولا وقوف عمار الحكيم بجانب المالكي عندما اجتمعت القوى السياسية في اربيل والنجف لا سحبت الثقة عنه واصبح في خبر كان ، المواقف كما ذكرت كثيرة ، لا مجال لذكرها ، يامالكي انت وحزبك كالعقرب في القصة التي سردتها في بداية المقال وانت كجنكيز خان ، حيث لا تبالي ان يموت العراقيون وتتناثر اشلاءهم بالمفخخات والاحزمة الناسفة ، المهم انت سالم وعلى الكرسي نايم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك