المقالات

حكمة الطالباني ...وهلًوسة الملا!!


جواد ابو رغيف

في إحدى المقابلات الإعلامية سئُل الرئيس جلال الطالباني ( عافاه الله من وعكته الصحية فأننا فقدنا حكمة رجل بوقت ، نحن أحوج ما نكون إليه بمثل تلك الظروف) ،عن تبعية الشيعة في العراق إلى شيعة إيران؟ (سؤال واضح مدفوع الثمن تنفث منه روائح السموم الإعلامية المذهبية والعرقية.... )! فأجاب الرجل: (الشيعة في العراق لا يتبعون شيعة إيران ،فالشيعة العراقيون يخاطبون الأمام الثامن لهم علي بن موسى الرضا عند زيارتهم: (السلام عليك يا غريب الغرباء ....)، كما أن المرجعية الدينية في النجف الأشرف هي أقدم واعرق من المرجعية الإيرانية في قم ).جواب ينم عن ثقافة سياسية واجتماعية لرجل يحسب على العلمانيون، فهو يعتز بأبناء وطنه ،ويرتفع عن اتهامهم بالتبعية ، وبذات الوقت لا ينكر التقاءهم مذهبياً مع الآخرين ذلك الالتقاء الذي يمثل قوة ومنفعة لوطنهم فهو يدرك أنهم مسلمون والمسلمون عندهم حب الأوطان من الأديان، فضلا عن معرفته بأئمة أبناء شعبه من العرب الشيعة وترتيب أعدادهم . تجاوز النائب حيدر الملا مؤخراً على مرجعيات دينية شيعية تحظى بتقدير غالبية المسلمين الشيعة وغير الشيعة بالعالم، وليس في العراق. يثير الاستغراب، ويعبر عن ضحالة فكرية وثقافية لطالما اتصفت بها مجموعة من سياسيي الصدفة التي ألقت بهم أقدار العملية السياسية بعد العام "2003" على شواطئ المشهد العراقي .! ترى ما هو الفرق بين خطاب مام جلال وحيدر الملا؟ جواب الرئيس خطاب رجل دولة ينم عن روح وطنية متجذرة لا ترى الآخر ألا من خلالها، فالرجل أفنى حياته ليرى ذلك الوطن كما الأوطان حراً عزيزاً تحفظ فيه الكرامات وتحترم المعتقدات ف (الدين لله والوطن للجميع....)، ولم يشكك بوطنية الآخرين ويفاخر بوطنيته برغم سابقته.ولو استعرضنا خطاب الملة ووضعناه على مبضع التشريح، لوجدنا انه ليس شقشقة طائفية سوف تزيد من نزيف الدم العراقي فحسب ،بل محاولة لنقل الضوء ،وأحداث فوضى سياسية، تؤدي إلى أرباك القوى الأمنية وإعاقة تقدمها نحو حواضن الإرهاب ،بعدما استثمرت القوات الأمنية دعم القوى السياسية والرأي العام العراقي لها بعد عمليتي سجن أبو غريب والتاجي وما تلاها من عمليات إرهابية استهدفت أبناء الشعب العراقي تهدف كسر هيبة الدولة،ومن جانب كشفت عن تسويق بضاعة الطائفية الفاسدة ، التي أراد الملا عبرها استغلال الأصوات الانتخابية بطائفية مقززة ،ولم يدرك أن الخطاب الطائفي يمجًه ويمًقته غالبية العراقيين ولطالما ألقى بالكثير من السياسيين العراقيين من مختلف القوى خارج أسوار العمل السياسي ولم يعد لهم حضوراً انتخابياً.ثم ماذا سيقول النائب الملا للأخوة أعضاء الحزب الشيوعي العراقي أذا ما رفعوا صور رموزهم الثورية العالمية بمناسباتهم المعروفة غداً؟ أم أن الصراع السياسي والتنافس الانتخابي استباح جميع الحرمات بما فيها دماء العراقيين؟! اعتقد أن سيادة النائب تعرض إلى سقطة سياسية كبيرة قد يكون دُفع أليها، وأتمنى أن يتحلى بالشجاعة كما هو، ويعتذر لمكون مهم من أبناء شعبه ( والعذر عند كرام الناس مقبول ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد مغير
2013-09-01
هذا النكرة حيدر الملا أكيد حمار لانه لا يعرف ماذا تعني كلمة سيد ، فهو يظن ان السيد السيستاني والسيد الخميني والسيد الخوءي غير عرب ، مع العلم ان نسبهم عربي أصيل ونلاحظ كم يحترم العالم هذه الشموس العلمية وتاريخها المليء بالعلم والفضيلة ، والمسكين الحمار حيدر الملا الذي كان مفوض امن في عهد النظام الجاهلي العفلقي العنصري يريد ان ينال رضا سيده بندر بن عبد العزيز وسيده خميس الخنجر فأخذ ينهق كما يحلوا له . وإنشاء الله أرى هذا الحمار الملا يلاقي نفس مصير سيده المقبور بطل الجحور رأى جهنم وبءس المصير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك