المقالات

رساله الى الامين العام للحزب


الدكتور يوسف السعيدي

إن كنت جئتنا قبل اعوام واني السند، ضئيل العدد، تتربص بك الأعراب، فأعميتنا ببروق الوعود، وأصممتنا برعود العهود، فوجدت منا مددا آزرك، وعددا على خصومك نصرك، فما إن بزغت شمس عهدك، حتى تبدى ما سترت، فكان لنا لمع البرق، ولغيرنا الحياة الغدق..و"صبرنا إلى أن مل من صبرنا الصبر... وقلنا غدا أو بعده ينجلي الأمر"فما زادكم صبرنا إلا صدودا.ثم أرسلنا إليكم نذرنا، وألنا القول، وتذرعنا بالتورية، وتدرأنا بالتذكرة، فاستغفلنا بعض من حواشيكم، ما قربناكم إلا لتبعدوهم، لما علمنا منهم من سوء المكر، وخبيئة الغدر، فركنتم إليهم وقد نهيتم عن ذلك، وجعلتم في آذنكم وقرا وضربتم بيننا وبينكم حجابا، ثم سألتمونا عن الحال فأصدقناكم الخبر وحابوكم، فنزلتم عند رأيهم، فأيقينا أنه:"إذا تكون كريهة ندعى لها... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب"يا رئيس القائمهإنا نسوق إليكم أنعامنا فتشربون سائغ لبنها الخالص، وتتخذون منها متاعا، ثم تفرضون علينا مكوسا أثقلت الكواهل، وأجهضت الحوامل، وهجرت الخيرة، وخربت الديرة، وعممت الحيرة.ولو حسبنا راتبكم شهرا واحدا لعمتكم المسغبة، وعادكم عام الرمادة، لكنا أكرم من ذلك.يأتينا سوقة من خولكم، يستقوي باخرين على ضعافنا، يؤتونه اصواتهم اتقاء الشماته وابتغاء التصحيح، فلا يرحل ذاك، ولا يقيم ذا، يمر بيننا كالطاووس منتفش الريش، وقد كان قبل وتدا في طل تنآى أهله.تموت نساؤنا بصيحات الطلق، وتحصد الأدواء شبابنا الزهر، فتقتم الدنيا في عيون أترابهم فينزحون بعيدا، تتقاذفهم موائد اللئام، وقد كان لهم في ربوعهم غنى، لو وجد عدل.ايها الامين العام لحزبهلا تحسبن تولية من صدروا عن موردنا تكفينا، فما هم إلا قلة حملناهم على أكتافنا إليك، كما حملناك، فأنستم بالظل الوارف والقصر المنيف والسرر المرفوعة والزرابي المبثوثة وأفانين المروج، وتركتمونا نغتسل بعرق الندم، نؤوب بالمعاشي إلى ماء قدورنا الفائرة.. فأدركنا أنه:" إذا لم تكن نفس النسيب كأصله... فماذا الذي تغني كرام المناصب"ايها المرشح لتولي اعلى الكراسيلا يغرنك منا بعد الشقة وضيق ذات اليد، فإنا قوم جبلنا على كد الحياة، ولو هممنا بالثريا لناولناها ذرارينا لعبا، فانظر في عاقبة الأمر، وأجل فكرك، فإنا رعيتك، وواحدنا يعدل رجالا كثر، وتذكر أن قناتنا أعيت من سبقك وهي لك أعيى، فلا تدفعنا إلى الكريهة، فقد أززت صدورنا حنقا، وأعلم أن من كنا ناصريه أسلم ممن استعدانا.. وأنا إذا نزلنا بساحة ملك ساء صباحه.. والسلام على من اتبع الهدى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك