المقالات

البصرة بين أضطهادين ( العوجة.. جلاجل)..!!


محمد الحسن

ليس من المنطقي ذكر معاناة البصرة المستمرة, فلم تكن خافية على أحد, لكن ما ينكأ الجرح هو تراتبية المظلومية وكأنها برنامج كوني أتفقت عليه الأمم ولم يعد بالأمكان التراجع عن ذلك. البصرة مسرح للحروب العبثية التي قادها أرعن "العوجة" المقبور, ومابين حروبه الفاشلة ذاق البصريون أبشع صور الإرهاب الممنهج من قبل السلطات الأمنية والبوليسية القمعية . السلاطين, مختلفون في كُلِ شيء بأستثناء تهميش وقهر المدينة التي تعطي للجميع. ذهب نظام وجاء آخر يختلف تماماً عن البنية الرئيسية للذي سبقه, بيد أن السمة المشتركة للنظامين هي "عقدة البصرة"..ليس من المصادفة أن تخلو حكومة السلطان العتيدة من وزير بصري واحد, رغم أنه أستأثر بمقاعد أنتخابية كثيرة منها, أضافة إلى تصدي حزبه للحكومة المحلية هناك طيلة دورة كاملة, لكنه يصر على محاكاة النظام البائد في طريقة التعامل مع البصرة!!في شهر واحد الرئيس "المالكي" يستهدف المحافظة الجنوبية التي تمثل عصب الأقتصاد العراقي مرتين, الأولى تمثلت بطريقة تعامله مع (البترو دولار), حيث تجاهل الأضرار التي تتعرض لها جراء أستخراج النفط ناهيك عن عملية التلوث البيئي التي ولّدت أمراض عديدة.الأستهداف الثاني, جاء بمثابة الصدمة لأبناء المحافظة الذين يتوقون لتأسيس عاصمة العراق الأقتصادية, سيما أن "البصرة" معروفة بهذا العنوان عند الشرق والغرب, فهي ميناء العراق الوحيد ومصدر ثروته الأوحد منذ تأسيس الدولة العراقية وليومنا هذا. قانون "العاصمة الأقتصادية" سيوفر الأسباب الطبيعية لأزدهار الأستثمار والأقتصاد العراقي بشكل عام, وبالتأكيد سيكون للبصرة الفائدة الأكبر, حيث يوفر البيئة الطبيعية للنمو العمراني كنتيجة حتمية لحاجتها إلى العديد من المرافق الحيوية من قبيل تطوير موانئها وتأسيس أمانة خاصة للعاصمة الأمر الذي ينهي البطالة ويستقطب عمالة وطنية.مبررات الرفض التي سيقدمهما دولة الرئيس أو أحد المستشارين, لا يمكن أن تستقيم أمام النقد والأستفهامات الموجهة لهذه التصرف المجحف بحق المواطن البصري بالدرجة الأساس, أضافة لكونه يعد حجر عثرة بطريق مسيرة البلد, المشروع به من الخير الكثير ومن يقف ضده مطالب بأثبات أنتماءه للبلد, فمن يعرقل المسيرة يفتقد للحرص المرتبط بالمواطنة.إن الأسباب الموجبة لهذا الرفض بنظر الرئيس, باتت معروفة, وسنفسرها بتفسيرين لأنها لا تقبل ثالث. الأول: هو كون قانونا "العاصمة الأقتصادية" و"البترو دولار" من مشاريع كتلة أخرى يعتبرها المالكي غريم تقليدي يجب أفشال مشاريع, ويبدو أن المصلحة العامة آخر ما تفكر به السلطة, ومن اليسير جداً معاقبة الشعب بجريرة "كتلة سياسية" أقترحت قانون!!أما التفسير الثاني, سيبرز إذا لم يقبل السلطان بالتفسير الأول, وهو إن المالكي يسير بذات الطريق التي سار عليها أبن "العوجة" حاقداً على البصرة بسبب العقد المناطقية المميزة لذوي الأفق المحدود, فهؤلاء يعتقدون بتهميش الكبير ونهب ثروته, لتكون "جلاجل" خليفة "العوجة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن
2013-08-23
أهاكذا يعتقد السيد المالكي بأن الشعب البصرى أغبياء موالانتخابات جايه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك