المقالات

easy come, easy go" ومعادلة العقل الأمريكي..!


    في محاولة لفهم تصميم الفكر السياسي الأمريكي الحديث، لابد من الرجوع الى أصل التفكير الأمريكي في تصميم وبناء الأشياء..

    العقلية الأمريكي في مجال التصاميم الصناعية تقوم على مبدأ بسيط، هو أن الأشياء الكبيرة قوبة دائما، وهو فهم منطقي من وجهة النظر المادية التي تقوم عليها الحضارة الأمريكية..ولذلك فإن المكائن والآلات والشوفرليه الأمريكية هي الأكبر من بين مثيلاتها في العالم..حتى لفة سندويج الهمبركر الأمريكية أكبر من مثيلاتها في غير مكان بمقدار الضعف..لأن الأمريكان يأكلون أكثر من غيرهم بمقدار الضعف، ولذلك تجد بينهم بدناء كثيرين..!

    البدانة الأمريكي تقتضي توفير خامات دائمة لا يمكن أن تكون في الأشياء الصغيرة، ولم يعد بالإمكان توفير أشياء كبيرة دائما من الداخل الأمريكي لإرتفاع التكاليف..

   "زبيكنيو بريجنسكي"مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، أكتشف الحل المناسب لحل المعظلات التي تواجهها بلاده في ميدان توفير القوة الكبيرة لتحقيق الأهداف الكبيرة..بريجنسكي وجد أن جمع عنصري القوة والمال يعني شيئا كبيرا، ووجد أيضا أنه إذا وفرهما من خارج بلاده يكون قد أسدى لبلاده صنيعا يستحق عليه تمثالا كبيرا يوضع في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي..

   في البداية فكك بريجنسكي معادلة القوة، وأكتشف أنه في الطريق على تحقيق أهداف كبيرة لابد من حد مقبول من التضحيات..وفي الأيام الأخيرة من الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي وأمريكا، كان طرفي الحرب على شفير الإنهيار، الأتحاد السوفيتي يوشك أن ينهار إقتصاديا، وأمريكا كانت متخمة بالمشكلات التي تنجعلها ترتاوح في مكانها مقيدة في حربها..

   الداهية الأمريكي الحاذق الفريد من نوعه بريجنسكي، أكتشف طريقا للإجهاز على السوفيت بأدوات غير أمريكية وبمال غير أمريكي..فصنع "طالبان" و"القاعدة" لحرق عدوه السوفيتي الذي ما زال يمتلك معظم عناصر قوته، وكان تصميم مشروع بريجنسكي محكما قويا، لإعتماده على مصدرين مهمين يديمانه لفترة طويلة،عقيدة عمياء ومال سهل سخي!

   وليس مثل العقيدة الوهابية ولا أسهل حصولا من المال السعودي السخي وهو مال ينطبق عليه المثل الأمريكي" easy come, easy go"، وصادف أن تزاوجا مسبقا قد حصل بين المال السعودي والعقلية الوهابية، وأن الدولة السعودية قائمة على هذا الزواج..

كلام قبل السلام : بريجنسكي والأمريكان يحاربون الآن بمال غيرهم وبسيوف غيرهم..هل فهمتم لماذا نذبح كل يوم..!؟

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك