المقالات

الناطق الرسمي..النافي الرسمي..!


  الشائع لدى المتلقي أن الصحافة عمل يقوم بمهام جليلة تخدم المعرفة..ويندرج تحت عنوانها العريض طيف واسع من مهام الخبر وصناعته، جمعا وتحليلا وتحققا من مصداقيته ووفقا لمعايير المهنة وإشتراطاتها، يتم تحويله الى رسالة يتلقاها المتلقي، ويفترض بمرسل الرسالة أي الصحفي أو المؤسسة الصحفية، أن تتحقق من مدى وصول الرسالة وتقبل المتلقي لها، وردة فعله عبر وسائل التواصل والإستقصاء المعروفة..

  في صناعة الخبر، غالبا ما تكون الأخبار متعلقة بأحداث مهمة يتوقع الصحفي أنها تهم المتلقي ويتفاعل معها، أو أنه تواق لمعرف أخبار بعينها، كمستجدات الأحداث على السوح السياسية والمحلية والثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها..

  هذا هو الأصل وما هو طبيعي..لكن ساحتنا الإعلامية يسودها ما هو غير طبيعي، فبدلا من أن تمارس مهام "صناعة" الخبر وفقا لإشتراطاته المنطقية، تحول الخبر الى ميدان تمارس فيه ومن خلاله،"صنعة" السب والقذف في الحياة الشخصية للأفراد والمنظمات والجماعات، في هذه "الصنعة" يتحدى "الصناع" الأخلاق والأصول والقيم والقوانين أيضا، مستغلين غياب قانون ينظم ما ينشر في وسائل الإعلام، سيما المواقع الإلكترونية التي غدت مغذيات كبرى للتظليل والكذب والتدليس، وغالبا ما تكون مهمتها الأساسية هي تسويق وتلميع أشخاص معينين، من اجل تسهيل الأمر أمامهم لاستلام مواقع حساسة وفي المقابل شيطنة وحرق آخرين، أو تضخيم أحداث صغيرة وفردية وتعميمها والإدعاء بأنها ظاهرة موجودة . ...

  في تلك المواقع يتنمر الأرانب بل ويتحولون الى غيلان ووحوش كواسر، وفيها حجم مهول من الكذب والإختلاق والإفتئات، واختلاق الأخبار وتصديقها وتصديرها للناس على إنها حقائق، و ثم تتمم الصحف حلقة ما تبثه هذه المواقع التي ميعت الساحة الإعلامية، بكم آخر من الأخبار المدلسة هي الأخرى، والتى ليس لها أساس من الصحة،  لتنشرها دون حياء أو خجل على المتلقين، مما يزيد من ضبابية المشهد ولتزيدهم حيرة..

  وتبدو مهمة ملاحقة الخبر ومصداقيته مهمة صعبة ومعقدة في آن، ولذلك وإزاء كم الأكاذيب الهائل الذي تغص به ساحتنا الإعلامية، فإني أقدم مقترحا عمليا أضعه برسم خدمة كل جهة سياسية تجد أنها بحاجة الى التعريف عن نفسها ونشاطاتها ومواقفها من خلال "ناطق رسمي" لها.

   المقترح هو أن تعين شخصا آخر بموازاة ناطقها الرسمي، تكون مهمته نفي الأخبار المختلقة والمكذوبة عنها، ويمكن أن يطلق على القائم بهذه المهمة أسم النافي الرسمي..!  

كلام قبل السلام : النيات الصادقة لا تنفع في عالم الوحوش.

سلام.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد المالكي
2013-08-21
أستاذي العزيز قاسم العجرش: النيات الصادقة لا تنفع في عالم الوحوش، هذهِ رسالتنا إلى قادة المجلس الأعلى الكرام .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك