المقالات

سأسكن القمامة خيرٌ من انتظار برلمانٍ بلا كرامة


سليم الرميثي

نظرات براءة ونقاء وعيون تصرخ بألم بوجه المتكبرين واللصوص وكانها تقول لاعتب على من باع طفولة العراق وتركها بين الشقاء والضياع.. ولاعتب على من استرخص حياتنا ومستقبلنا وراح يلهوا في قصور الماجنين والماجنات..ولا عتب على من تركوا حبل الله وتمسكوا بحبال الشيطان..يأسنا منكم ومن تفاهاتكم..ولاخير فيكم لوطنكم وشعبكم..انكم حقا قمة في الفشل ولامستقبل لنا معكم بعد هذه السنين العجاف..مَن منكم يرضى ان يرافقني ولده في كل صباح؟ ومن منكم سيستقبلني في بيته ان طرقت بابه؟ وما الفرق بيني وبين اولادكم؟ ألست عراقيا مثلكم واولادكم؟ لماذا ينكسر ظهري من ثقل القمامة واولادكم يحملون اجمل انواع اللعب الالكترونبة واغلاها؟ لماذا اولادكم ياكلون اطيب الماكولات واحلاها وانا اعيش على ما تحتويه قماماتكم؟ لماذا تفضلوا انفسكم واهليكم في كل شيء وتحرمونا من ابسط حقوقنا في وطننا؟ وهي ليست منة منكم بل هي حقوقنا التي سلبتموها بتكبركم وتجبركم وفضلتم مصالحكم على حقوق الاخرين..انتم لاتمثلوا الشعب بل تمثلون انفسكم واخلاقكم فقط..واقتربت ساعة حسابكم..وستحاسبون جميعا على كل سرقة وتجاوز وستلاحقكم لعناتنا اين ماكنتم على الارض او تحتها..هكذا هو حال فلذات اكباد العراقيين ضائعين بين التشرد والفقر..وبين الاهمال والمحرومية..لا لهوٌ ولا لعبٌ..يمشون ويلعبون على ارصفة الموت..طفولة تضيع.. ووطن بلا مستقبل..ويباع بين سماسرة الكراسي والمناصب..وبين سياسيٍ فاسق وسارق..هكذا هم اطفال العراق يطوفون حول قبة القمامة.. ربما هي خيرٌ لهم من قبة برلمانهم..لانهم وجدوا في القمامة مايفيدهم ولكنهم لم ولن يجدوا مايفيدهم ويسترهم من الجالسين تحت قبة البرلمان..عشرات الالاف من اطفال العراق وفي كل صباح بدل ان يذهبوا للمدارس يغادروا بيوتهم الى تلال القمامات وقسم آخر يذهب مُكْرهاُ لعمل شاق أو ينام على ارصفة المتسولين..حال اطفالنا كما هو حال الفقراء في العراق يقول اننا نسكن ونكسب في القمامة ولانريد منة من احد وافضل من انتظار برلمان بلا كرامة..فهذه دورة البرلمان الثانية وهم يتصارعون وكاننا في اول سنة من التغيير..صراع على المناصب..صراع على تشريع القوانين..كانه صراع اللصوص والعصابات على كنز سرقوه والاقوى هو من يفوز بالجمل بماحمل.. صراع مصالح ومنافع ذاتية..اما الوطن والشعب فهما كلمتان في اخر السطر..وهذا هو العار على جبين كل سياسي فاشل..السياسيون في العراق موزعون الى شُعَب وكتل..فشعبة تكذب..وشعبة تسرق..واخرى تقتل وهم في صراع مستمر من اجل بقائهم فقط في السلطة ولاهمّ لهم في اصلاح ذواتهم رغم ظهورهم على انهم حريصون واحيانا موحدون في اجتماعاتهم ويوزعون الابتسامات الصفراء امام الكاميرات ولكنهم كما قال تعالى ((تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى )..فهم لايجتمعون الاّ حرصا على مصالحهم ولذّاتهم ولكن الحقيقة هم مختلفين في بواطنهم اشد الاختلاف.. وهذا هو الغباء بعينه فلو وضعوا شعبهم وامتهم امام اعينهم لفازوا في الدنيا والاخرة واصبحوا حقا متوحدين وموحدين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك