المقالات

رداً على تقولكم يا احمد العباس!!!


بقلم حيدر المهناوي الحسيني.

علمتني تربيتي الأسرية منذ نعومة أظفاري أن لا أقول إلا الحق، وأن لا أتغاضى عنه لأي سبباً كان، وانطلاقاً من هذا المبدأ، وكي لا أكون شيطاناً اخرس، أرى من واجبي الشرعي أولاً، والوطني ثانياً، والأخلاقي ثالثاً، أن أخاطب الضالين بكلمات لله فيها رضى ولهم فيها موعظة. رداً على تقولكم يا احمد العباسي هداكم الله وأزاح الغبار عن بصيرتكم حتى ترون الحق حقاً فتتبعون سبيله.. فبما أنكم لم تكونوا حاضري في صلاة العيد بمكتب السيد الحكيم، هذا يعني أنكم لم تروا سيارات المصلين الخاصة وهي تملئ شوارع وأزقة المنطقة المحيطة بمكتب السيد، وعليه تكهنكم وإدعائكم باطل شرعاً ولا أساس له من الصحة، ثم كان الأجدر بكم أن تتقدموا بالشكر والعرفان لكل من تطوع ونذر عمره للدفاع عن الحق وإعلاء شأنه نصرةً للمحرومين والمظلومين، لاسيما حجة الإسلام والمسلمين، سماحة السيد عمار الحكيم أيده الله وسدد خطاه، وحفظه من شر الأشرار، وكيد الفجار، وجعل له من لدنه سلطاناً نصيرا، انه على ذلك لقدير. ان اعتراضكم على انتقاد سماحة السيد لأداء الحكومة غير مقبول منطقياً وفق معطيات واقع الحال على الأرض كما هو معلوم، ولا يوجد له ادنى مسوغ عقلائي، وما قيام السيد بهذا الأمر إلا من أجل تقويم وتحسين أداء عمل مؤسسات الدولة لا غير، لغرض منفعة الرعية وحفظ دمائهم التي تراق يومياً وسط صمت (السادة المعنيين)، وهاأنذا أطلقها أمام العالم، متى ما رأى سماحة السيد انتفاء الحاجة فعلاً من تصحيح المسارات والسياسات العامة، عندها فقط يمكن أن ترونه جالس بين أبناء شعبه المترف، يدعو لكم بدوام بقائكم، وطول عمر حكمكم. كما لا أجد لانزعاجكم من موقف السيد تجاه التطاول على مقام المرجعية الدينية العليا مبرراً سامياً، إذ ولله الحمد لم يكن هذا الموقف وليد الساعة، أو الأول من نوعه حتى يصب في خانة الدعاية الانتخابية كما زعمتم، ولو أنكم رجعتم قليلاً إلى الوراء، وشاهدتم كيف أن شهيد المحراب الخالد السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف" تحدث في هذا السياق عند دخوله البلاد آنذاك، لعرفتم ماهية العلاقة الوثيقة والارتباط الروحي بين مرجعية إل الحكيم والمرجعيات الأخرى. أما بخصوص خطبة العيد لسماحة السيد الحكيم، وضجركم منها كما قلتم، فما الذي دعاكم وأجبركم لمتابعتها أصلاً؟ ثم أن عدم ارتياحكم لها لا يمثل إلا رأيكم الشخصي، وهذا من حقكم طبعاً، أما أن تتجرءوا وتتطاولوا بهدف النيل من سماحة السيد وجموع المصلين فهذا ما ليس من حقكم، وعليكم الاستغفار، والاعتذار أيضاً لهذه الحشود المؤمنة!. وعن تمنياتكم المزعومة برؤية الابتسامة أن لا تفارق السيد، فأني لا أوافقكم طالما هناك بسمة تسرق من شفاه أطفالنا!!! ثم ماذا تتوقعون وتتأملون من شخص لا يداهن، ولا يجامل على حساب الصالح العام، كما لا ينافسه احد على الوطنية، والشعور العالي بالمسؤولية، والإرث التاريخي الغني عن التعريف، والولاء المنقطع النظير للمرجعية الدينية، كيف لا وهو الابن البار لها، وهو يتلمس ويرى بأم عينيه أخفاقات وإرهاصات، من تربعوا على عرش الحكم ببركة وجود تلك المرجعية، ومن وقف إلى جانبها في تلك الظروف الصعبة، أمثال شهيد المحراب وعزيز العراق والشرفاء من أبناء الوطن، علماً انه لو لا تلك المواقف المضنية والجهود الحثيثة، والتضحيات الجسيمة، لما كانت هنالك انتخابات، ولا دستور، ولا حتى عملية سياسية مطلقاً.. ولكن الطامة الكبرى أنه يجد القوم لم يكتفوا بعدم تلبية مطالبها أي المرجعية، في تحسين الخدمات والملف الأمني وتعديل سلم الرواتب وإلغاء تقاعد البرلمانيين والرئاسات وألى ما ذلك، وإنما وصل الحال بهم إلى حد المساس والتطاول، وهذا يؤشر إلى انعطافة في غاية الخطورة، ما أن يتم التصدي لها وبحزم!!! وقبل الختام: في شهادة مهمة لجماعة من المقلدين قولهم عن لسان المراجع الأربعة العظام، بعد زيارتهم وتقديم الشكوى لهم، حول الأوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب، أنهم قالوا: سياسيكم همهم المال والكرسي ولا ينفع فيهم النصح والإرشاد، وحسب استقرائي لمجريات الإحداث، أن صبر المرجعية سوف لن يكون طويلاً إزاء معاناة الأمة، هذا أن لم يكن الفرج قريباً جداً ان شاء الله، وفي الختام: أليس من المخجل والمعيب بمكان، أن تصدر ألإساءة فضلاً عن الإثم الشرعي، ممن انتفضتم لأجلهم وتجند تم لخدمتهم يا احمد العباسي!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحلي
2013-08-19
احمد العباسي ويسمى في الحله احمد الخمط لانه خماط سوبر ومن نكد الزمان ان نرى هذه الامعات النكره ينتقدون ويتهجمون على اسيادهم من السافل الشربندر الى صاحب حركة مرام البعثيه رغم انه كان قيادي في الدعوه الى هذا القزم الخمط الى غيرهم من النكرات وهم يتهجمون يوما على المرجعيه المقدسه الى امل العراق ابن فخر العوائل الشريف والمعروف النسب السيد الحكيم وهم يعرفون حجمهم ونعرف حجمهم للعلم هذا العباسي الذي يفتخر بجده هارون العباسي كان يعمل محامي حافي سمسار واذا لم يتادبوا فسيجدون من يلصم افواههم النتنه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك