المقالات

بين خياري أردوغان و بندر وامتداداتهما .. العرب أمام حرب إبادة أو المواجهة


 

لماذا يريد هذا “الربيع العربي” أن نكون حفاة عراة ولا ينتشلنا من الهم والتحوُّل إلى ديناصورات منقرضة، إلا هذا النير التركي، أو ذاك الأمير الأزرق، الذين يتوقون للصوص الهيكل ولأورشليم..؟! كأنهم جزء منهم ومن مشروعهم ومستقبلهم.

سياسة الدم والموت والقتل الجماعي.. تلكم هي الاستراتيجة التي يتبعها الأمير السعودي الأسمر بندر بن سلطان، الذي قرر، على حد تعبير دبلوماسي خليجي في بيروت، توسيع مساحات الجنون وربطها ببعضها من المدخل الشمالي للوطن العربي، أي اليمن، حتى المدخل الجنوبي، أي العراق وسورية، وبينهما بالطبع الخليج العربي امتداداً حتى بلاد الشام، وكذلك البحرين، التي تقوم فيها قوات درع الجزيرة السعودية بمهماها القمعية والوحشية للمتظاهرين السلميين، فيما الوسواس الخناس يوسوس له بأن يبدأ مهامه في عُمان، لأن هذا البلد الخليجي يحاول أن يحيد نفسه عن الصراعات السعودية التي تمتد في كل اتجاه، في الوقت الذي تحاول الكويت والإمارات أن تبقيا على شيء من الحياد في هذا الصراع المتفلت، من دون أن يغضبا “الشقيقة” الكبرى.

كأننا في ظل التطورات العاصفة أمام جنون التاريخ وهستيريا الجغرافيا فيما يسمى “الشرق الأوسط”، الذي يضيع فيه التاريخ والجغرافيا، على حد رأي اندريه مالرو، لأنه بهذا الجنون والهستيريا وحتى الهذيان لا تعود الايديولوجيا والمبادئ تنبعث من أعماق الروح، إنما من الأقبية وغياهب الجاهلية.. حينها يتحول كل شيء إلى وحش هائج يلتهم كل شيء.. كل شيء.. حتى المذاهب والدين.

هذه الخلاصة كانت منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وبالتالي يجوز السؤال: هل حُققت توقعات مالرو مع هذا التردي في جزيرتنا العربية، فيحاولون إدخالنا في العتمة الدامسة، حيث السواطير ترث السواطير، والقبائل ترث القبائل؟

إذا لم تصدقوا ذلك، دعونا نعود إلى ذاك الدبلوماسي الخليجي الخائف من الغد على العراق كما على اليمن، كما على البحرين، وعلى سورية ولبنان إلى آخر 22 دولة عربية.. كما هو خائف تماماً على بلاده من السطوة “البندرية” الدموية الجامحة بلا حدود، ويتساءل: من يذكر من النظام العرب الرسمي الملتهي بالدم، القدس وبيت المقدس، التي لا يحمل همها وقضيتها وتاريخها وقدسيتها في هذا الزمن إلا السيد حسن نصرالله ومقاومته الإسلامية الباسلة، ومعهما بالطبع إيران؟

ببساطة، بائعو الغاز العربي معجبون بدبلوماسية الحرير مع واشنطن، لأن نصال سيوفهم صدأت أو تكسرت، وبالتالي فهم يريدون تحرير فلسطين وبيت المقدس بالقفازات الحريرية، ومن يستعدّ لهذه المهمة بعد وصول رجب طيب أردوغان مع صديقه القطري إلى الجدار السميك، الأمير الأسمر بندر بن سلطان، الذي في رأس همومه أن يقدم للسيد الأميركي أنه الأقدر على القيادة في مملكة الذهب الأسود من كل أعمامه وأبناء عمومته..

ثمة سؤال هنا، على حد تعبير أحد الكتاب اللبنانيين: لماذا يريد هذا “الربيع العربي” أن نكون حفاة عراة ولا ينتشلنا من الهم والتحوُّل إلى ديناصورات منقرضة، إلا هذا النير التركي، أو ذاك الأمير الأزرق، الذين يتوقون للصوص الهيكل ولأورشليم..؟! كأنهم جزء منهم ومن مشروعهم ومستقبلهم.

قد يكون أفضل من عبّر ذلك الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي حذر مرة من الاغتيال الأيديولوجي للعرب ولثوراتهم.. وتاريخهم.. وربما لإسلامهم، فهل من أحد ينتبه لصرخة هذا الرجل الخبير.

...........................................

 

33/5/13817

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بهلول
2013-08-18
التاريخ يحدثنا عن اناس اذلوا المسلمين باسم الاسلام امثال ابن النابغه وابن الزقاء وابن هند وابن مرجانه وابن سميه وهولاء سموا باسماء امهاتهم لعظم عارهن وهن من ذوات الرايات الباغيات وبندر ابن سلطان معروف بانه ابن غير شرعي لسلطان ابن عبد العزيز وامه عبده وكلنا عبيد الله يعني ابن سفاح ولم يعترف به ابوه الا بعد تدخل الكثييرين للاعتراف به كابن وانظر الى وجهه ترى ملامح امه الافريقيه في وجهه الان هذا ابن الزانيه سنه 2006 طلب من اسرائيل ان لا توقف حربها ضد لبنان حتى القضاء على حزب الله والسعوديه تتحمل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك