المقالات

تنازلات في طريق الإرهاب


بقلم: وليد جواد كاظم.

على الرغم من النجاح المتواصل لعمليات فرض القانون والضربات الماحقة التي يتلقاها الارهابيون في الساحة العراقية فإن القلق ما زال يساورنا ونحن نرى الفئات الباغية شركاءنا في العملية السياسية وأحفاد اصحاب السقيفة المشؤومة متحدين من أجل اسقاط حكومة المالكي واجهاض كيان الدولة، والغريب في الأمر أن هؤلاء الذئاب لم يجمعهم قاسم مشترك واحد ولا إيديولوجية واضحة ترسم لهم معالم الطريق الجديد، بل جمعهم حقدهم وحسدهم إلى انشاء مخطط للاستحواذ على السلطة، والذي شجعهم على ذلك كثرة التنازلات السياسية التي حصلوا عليها من رجال الائتلاف ابتداء من زيادة عدد مقاعدهم في البرلمان وقت تكوينه كشرط للتسليم بنتائج الانتخابات العامة ومرورا بفرض املاءاتهم في حيازة مراكز مرموقة في الحكومة ومنحهم وزارات أكثر من استحقاقهم مع التهديد المستمر بالانسحاب من البرلمان والحكومة كما راق لهم ذلك، ولم يقفوا عند هذا الحد بل تجاوزوا حدودهم بالايعاز إلى السلطة بضرورة التغاضي عن سرقاتهم السرية والجام أفواه هيئة النزاهة مقابل استمرارهم في العملية السياسية، ولا أخفي سرا عندما يتضح الأمر بأن الحكومة قد غضت الطرف عن كل هذا ظنا منها بانصياعهم إلى صوت الحق وان الحسنة المتوقعة منهم قد تمحو السيئة لا نجاح المسيرة في البلد، ولكنالتنازلات استمرت يوما بعد يوم فكان مشروع المصالحة الوطنية والضغط المتواصل على الحكومة في سبيل القبول به مع أن المصالحة فاشلة من اساسها لعدم جدواها مع هؤلاء الذين تورطوا في اراقة دماء الأبرياء. ومع ذلك تعاملت الحكومة مع هذا الملف بكل شفافية وموضوعية وعقدت عدة مؤتمرات بهذا الشأن دون نتائج ايجابية على أرض الواقع. وعندما قرر البرلمان التصويت على تنفيذ قانون الفيدرالية جابهته قوى الظلام وسعت بنجاح إلى تأجيله سنة ونصف دون مبرر علما بأن الفيدرالية هي الحل الأمثل لشعب ذي تركيبة معقدة ومن يعتقد أنها مدعاة لتقسيم البلد فقد ظلم عقله السياسي. وبعد ذلك سعت الجهود الخبيثة إلى تفتيت قانون اجتثاث البعث ليتسنى لهم التنسيق مع النظام البائد للإطاحة بالحكومة وبالتواطؤ مع المحيط الأقليمي السلفي الراعي للإرهاب. فإلى متى يستمر صبر البيت الشيعي على المارقين؟ وما هي التنازلات القادمة بعدما انكشف النقاب عن قادة التوافق بضلوعهم بالإرهاب.

فلم يبق إلا تسليم الأمر اليهم لنعيش على صدقاتهم خاصة وان التنازلات القادمة تتعلق بتعديل الدستور الذي وافق عليه أغلب الشعب وأقره العقلاء فانتبهوا يا سادة القوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك