المقالات

ساسة البيئة القذرة ..!!


محمد الحسن

أغلب الشعوب مرّت بأزمات, ولعل بلدانها تشكّلت أثرها وصارت كيانات, لها جغرافية وتاريخ وأهداف مشتركة . من مخرجات حالات الفوضى التأسيس لواقع جديد, ودون ريب سيكون أفضل من السابق . الأمر المغاير لما يحصل هنا, أنهم لا يلجؤون للصراع بعد مغادرته, لهم خطوطهم الحمر التي تتحول إلى نقاط أنطلاق وتحرر من كل أشكال البؤس والأنحطاط . يحدثنا التاريخ عن تجارب دول عانت أزمات تفوق ما يمر به العراق, بيد أن أزماتهم تصل لقمة منحنى وتتجه صوب نقطة الصفر (الحل والتقدم) .. تسلسل رائع, فرغم مرارة الأحداث إلا إن النتيجة هي أنتصار الإرادة الحقة .لا أدري ما هي خطوطنا الحمر التي سيتوقف عندها الجميع ؟! الإنسان هدف سهل لماكنة الموت التي لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلاً, كماً ونوعاً, حتى صار لنا موعد يومي مع "هولوكوست" جديدة, ولا شيء له قدسية بعد ذلك .لا توجد نهاية لمأساتنا, فالصعود والهبوط مرهون بمزاجية الممسكين بقيود الوطن .. يوجهون مساراته حسبما تشتهيه الإرادة الحمقاء التي تمليها مصلحتهم .أغلب ما يحدث اليوم هو بقصد من قبل أطراف ظلامية تخشى النور, "خفافيش" لا تبصر ولا تريد أن يبصرها أحد, ذلك هو طقسها المفضّل . أيادٍ مقتدرة, تأبى خروج "الوطن" من المأساة اليومية التي يعيشها المواطن, فأنفراج الوضع يعني هلاك تلك الأطراف . أتضحت كل الأساليب المتبعة لتهييج الشارع وترسيخ حالات الأنقسام التي تبقي هذه الأجواء الخانقة, هي بيئتهم التي لا يستطيعون العيش خارجها . لا يملكون سوى الحروب وإن فقدوا أدواتها بادروا إلى الضجيج و "العنتريات" الفارغة, الهدوء يرعبهم فهو يمثّل بيئة طبيعية للأسوياء فقط . أستنفر الطرف المقيت كل طاقاته لتدجين الشعب وربط حركته بحربٍ كونية لا وجود لها على أرض الرافدين, فمنهم من أستدعى حليفه الإقليمي, وآخر أختزل مكونه الموغل عمقاً بالتاريخ ليشرك الغير بتبعات الفشل, وثالث وجه بندقيته صوب رابع لأجلِ صورة ..إلخ ! جميعهم طرف واحد, رغم تعددهم, بيد أنهم ينطلقون من المنطلقات ذاتها لتشكيل العقل العراقي الجديد!!رغم كل تلك المعوّقات الناتجة بفعل من أصّر على تعطيل المسيرة, يبقى هناك أمل يلوح في سمائنا الملبدة بالغيوم, وليس سواه قادر على رفع الرعب الذي يبثّه رموز الحقد في بلدنا المكلوم . لا أستطيع تسميته ولا يمكن أختزاله بشخوص, فهو منهج يتجسّد بمن أتبع الحوار وأبتعد عن المناكفة والتشنج, وما أحوجنا لترميم الثقة المقطّعة الأوصال فيما بيننا ؟! الحوار هو السبيل المؤدي للسلم, والأخير يعد الأرضية اللازمة لرقي الأوطان وكرامة ساكنيها .. ولو قُدر لنا أن نجسّده, بتشخيصه كعلاج أولاً, وجعله خيار رئيسي ثانياً, لما تلاعب "سياسيو البيئة القذرة" بمصائرنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك