المقالات

عيدٌ بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ...


حيدر فوزي الشكرجي

لكل بلد إسلامي طقوسه الخاصة به لاستقبال عيد الفطر المبارك كالمهرجانات والحفلات وغيرها وأن اختلفت عادات البلدان إلا أنها تجتمع بسمة الفرح باستقبال هذا العيد المبارك.ولكن في العراق بعد أن كان لدينا أحد وخميس وأثنين داميات، أصبحت أيامنا كلها دامية وأمست مقابرنا أكبر من مدننا وغطى السواد بيارقنا، وكأن شبح الموت يأبى أن يفارق ديارنا. وبعد أن كنا نخيف ببطشنا كل معتدي، أصبحنا نستقبل الضربة تلو الضربة ولا أعلم أن كان السبب قوة أعدائنا أم استكانتنا وضعفنا.من الواضح أن عدونا ليس بهذه القوة لأنه لم يستطع تدبير مثل هذه الهجمات حتى في بلد كان يملك زمام أمورها، إذا الخلل فينا، ولكن كيف يكون هذا ونحن لدينا قوات امنية تعتبر الاكثر عددا في العالم اذا قارناها بعدد السكان، وخصصت لهذه القوات ميزانية تعتبر الاعلى في المنطقة 14.37% من ميزانية العراق أي حوالى 16 مليار دولار؟؟؟المشكلة في طريقة اختيار عناصر هذه القوات منذ بداية تشكيلها بعد عام 2003 حيث لم يراعى التاريخ الأمني للشخص كما شابت تعيينات الكثير منهم شبهة الفساد و المحسوبية، أما بالنسبة لقادة الملف الأمني فقد تم اختيارهم على أساس ولائهم المزعوم لشخوص معينة أو لأحزاب معينة في حين من المفروض أن يكون الأساس ولائهم للوطن، والمصيبة أن أكثرهم كانوا منتمين لحزب البعث المجرم ومنهم من شارك في عمليات قمع الشعب العراقي أبان حكم هدام اللعين وتم استثنائهم من قانون المسائلة والعدالة، وقد قيل أن استقدامهم بسب الاستفادة من خبراتهم الأمنية، ولا أعلم ما حجم هذه الخبرة بعد كل الخروقات الأمنية التي حصلت وجل ما فعلوه وضع الصبات الكونكريتية وسد الطرق، حتى بات المواطن العراقي كالسجين الموضوع تحت الإقامة الجبرية ولا يستطيع حتى زيارة أهله وأصدقائه في العيد لأن أغلب المناطق لا يدخلها إلا من يمتلك بطاقة سكن تخص المنطقة.أما بالنسبة للخطط الأمنية فلم ير المواطن العراقي منها شيء سوى نشر القوات وخطة عسكرية لمسك الأرض مع الاعتماد شبه الكلي على جهاز كشف متفجرات فاشل، مرر إلى القوات الأمنية بصفقة فساد ترفض الحكومة الاعتراف بها فدفع المواطن ثمنها من دمه قبل ماله.ومن المؤسف أنه حتى في حالة العقاب تدخل المحسوبية فيعاقب البريء الكفء ويترك الفاسد والمقصر وهذا ما يحدث دائما فمثلا في أحداث سجن بغداد المركزي عوقب مدير السجن مع أنه كان قد حذر من الهجوم قبل أسبوع وبكتاب رسمي!!والمخزي أن تطلب الحكومة المساعدة من قوات البيشمركة التي طالبت وبقوة حلها سابقا وكانت على وشك الدخول بحرب معها،وما يؤلم أن تنتشر هذه القوات داخل المنطقة الخضراء فقط وهذا دليل على عدم ثقة الحكومة بقادتها الأمنيين وعدم اهتمامها بمصير المواطن العراقي. إذا كانت الحكومة جدية في محاولتها لإيجاد الحلول للملف الأمني فعليها البدء بتغير القيادات الأمنية بقيادات وطنية يكون ولائها للعراق فقط، ومراقبة الذمة المالية لهم و لعوائلهم، وتحديث المنظومة الأمنية من حيث الخطط والمعلومات الاستخباراتية والأجهزة الساندة، ومن المهم الاستفادة من خبرات الدول التي عانت من ظروف مشابهة واستطاعت التغلب عليها، خطوات بسيطة كفيلة بالقضاء على الإرهاب أو على الاقل الحد من عملياته النوعية ولكن هل حكومتنا الحالية لديها الشجاعة للقيام بها؟ وهل سيشهد العراق عيدا خاليا من الدم والبارود في يوم من الأيام؟؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-11
على جيش الحجة قتل الآلاف من إرهابيي بغداد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك