المقالات

شكرت الله فلم يزدني


سامي جواد كاظم

كل من يقول شكرا لعمل قدم له او خدمة خُدم بها تعتبر من الاخلاق الحميدة ،قرأت الآية الكريمة لئن شكرتم لازيدنكم ودأبت ليلي ونهاري اشكر الله على كل ما احصل عليه من رزق طمعا في الزيادة فكانت لا تتحقق ،او يتحقق الجزء بما لا يساوي ما آمل ، بقيت في حيرة من أمري لم لا يكون لشكري لله اثرا لزيادة ملموسة؟ من الأمور المتبعة لدى بعض المؤسسات انها عندما تمنح احد منتسبيها كتاب شكر يكون مع الكتاب مبلغ من المال اكمالا للشكر ، هذا الاسلوب المتبع لدى بعض المؤسسات يستحق وقفة فالمؤسسة المستفيدة من الشخص الذي قدمت له الشكر منحته مبلغا من المال .اعود لشكري الذي لا احصل على زيادة بسببه فوجدت ان الخلل في كيفية شكر الله عز وجل ولتتضح الصورة اكثر استدل بهذه الرواية ومن ثم يكون لنا التعقيب مر السلطان سنجر السلجوقي في طريق وهو راكب وكان في الطريق درويش فسلم على السلطان فهز راسه بدلا من الجواب فقال الدرويش ايها الملك ان الابتداء بالسلام مستحب والجواب واجب وانا قد اديت المستحب فلم لا تؤدي الواجب ؟فامسك السلطان بعنان الجواد واعتذر للدرويش بانه كان مشغولا بالشكر لله فغفل الرد فقال الدرويش: تشكر من ؟ قال : الله عز وجل على نعمته ، قال: ليس الشكر ان تقول شكرا لله بل الشكر بمقدار ما أفاض الله عليك من هذا الأمر، وأردف قائلا : شكر السلطان هو العدل والإحسان مع عامة العباد، وشكر سعة ملكه عدم الطمع في أملاك رعيته، وشكر ارتفاع عرشه وإقباله الالتفات الى المنخفضين في تراب الفاقة والذلة، وشكر نعمة التأمر اداء حق المأمورين، وشكر الخزائن العامرة التصدق على أهل الاستحقاق والإدرار عليهم بالمقررات، وشكر نعمة القوة والقدرة النظر الى العجزة والضعفاء بنظر الرأفة والرحمة، وشكر نعمة كثرة العسكر منعهم من إيذاء المسلمين والتعرض لأمتعتهم....انتهت الروايةهل انا أفيض على المحتاجين عندما يزيد الله في رزقي تعبيرا عن الشكر قولا وفعلا لله عز وجل ؟ كلا ، هنا اتضحت أمور اخرى ان النعمة ليست المادية فقط بل كل ما يخص كيان الإنسان من علاقات اجتماعية ومناصب إدارية وسلامة بدنية فكل ما نحصل عليه من صحة وعلاقات اجتماعية سليمة وسلطان وغيرها من الأمور يجب ان يكون الشكر عليها بإعطاء جزء من هذا العطاء لمستحقيها فالجسم السليم يحتم علينا خدمة من يطلب العون في مساعدته لامر معين لا يقدر عليه ومن دائما يتفقدنا ويصلنا بالزيارات الجميلة ويهتم بنا وبما قد يصيبنا فالشكر على هذه النعمة هي العمل معهم مثل ما يعملون معنا ، والمنصب الرفيع يحتم علينا العمل السليم لانجاز ما يحتاجه الناس لخدمتهم لا التسلط عليهم واذا منحنا سلطة وقوة يجب استخدامها لتثبيت الحق ودحر الباطل وعدم ظلم الناس .هنا علمت كيف يجب ان يكون طبيعة شكري لله ولكن هل يستطيع جناب المسؤول في الدولة ان يترجم شكره لله كما ذكرنا في الرواية ؟ ام انه أصلا لا يشكر الله على ما هو فيه ؟ وعندها تنطبق الآية الكريمة عليه " ونذرهم في طغيانهم يعمهون "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوا حيدر
2013-08-10
السلام عليكم : قول سديد والله يشد , قد اثبتته التجارب على مر العصور {وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها أن الأنسان لظلمون كفار }وقوله تعالى { وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم} وسيجزيالله الشاكرن . جعلكم الله من الشاكرين لألائه وأعاد عليكم بالمزيد .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك