المقالات

اعذروه ..فان الرجل يغرق


حيدر عباس النداوي

اشرت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس مجلس الوزراء وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ضد المجلس الأعلى والتيار الصدري ان الرجل يعيش أزمة حقيقية تكاد تطيح به وبعرشه قبل وقته المحدد، ظهرت بوادرها الأساسية بعد فضيحة هروب عتاة المجرمين والقتلة التابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي من سجني أبي غريب والتاجي بعد اقتحامهما وفتح أبوابهما وكذلك بعد التراجع الأمني الرهيب في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب والذي أدى الى استشهاد وإصابة ألاف المدنيين من الرجال والنساء والأطفال خاصة الأشهر الأخيرة التي سجلت ارتفاعا في الخروقات الأمنية وفي اعداد القتلى المدنيين وإعادة الصورة المأساوية لما كانت عليه الحرب الطائفية قبل خمس سنوات مما دعا وزارة الداخلية إلى القول بان العراق يعيش حربا طائفية حقيقية لكن المالكي رفض هذا التوصيف واعتبره امرا عاديا حتى وان بلغ عدد القتلى في شهر واحد أكثر من ألف قتيل.هذا التدهور الامني وما صاحبه من تراجع وتدني في مستوى الخدمات مع ارتفاع مؤشر البطالة وتفشي ظاهرة الرشوة واتساع مديات الفساد المالي والاداري جعلت المالكي يبحث عن طوق نجاد وبأي اسلوب فكان ان وجد ان تحميل الاخرين مسؤولية اسباب الفشل وتنصله عن مسؤولياته مخرجا مقبولا ومقنعا لدى المالكي ومحبية ومريدية حتى ولو لفترة محدودة لان هذا الاتهام سيواجه برفض من قبل الاطراف المتهمة ،واتهام المالكي لخصومه وشركائه منهج متبع من قبل المالكي يلجا اليه في كل مرحلة حرجة وفي هذا الاتهام ينسى انه هو الشخص الاول المسؤول عن كل الملفات وان اي خلل في اي مفصل تكون المسؤولية الاساسية بعاتقه .واذا كان المالكي يعتقد ان اتهامه للتيار الصدري يمنحه فسحة من المناورة وتحميل الفشل للتيار الصدري كونهم يمسكون بعصم بعض الوزارات الخدمية الا ان هذا الاتهام غير مبرر لان المالكي هو المسؤول عن هؤلاء الوزراء وفشل هؤلاء يعني فشل ادارة المالكي والا لو كان المالكي ناجحا لكان الفريق الذي معه ناجحا ومع ذلك يمكن التماس بعض المخارج التي تعطي المالكي بعض الحق في تفاصيل محدوده في اتهامه للتيار الصدري لان المسؤولية مشتركة، لكن ما هو عذر المالكي في اتهامه للمجلس الاعلى ومحاولة اشراكه في الفشل الذريع الذي تعاني منه كل مفاصل الدولة فالمجلس الاعلى لم يكن طرفا في حكومة المالكي ولم يشترك بها وليس له فيها وزير او امير بل اعلن منذ البداية ان حكومة يراسها المالكي تشكلت في ازمة لن يشارك بها لانها ستكون حكومة ازمات وفعلا تحققت نبوءة المجلس الاعلى وكانت النتيجة ان العراق يخرج من ازمة ويدخل في ازمة وكان الحكومة لم تتشكل لخدمة الناس بل تشكلت لخلق الازمات والتضييق على ابناء الشعب العراقي.ان لجوء المالكي الى هذه الاساليب الرخيصة في اتهامه للاخرين وتنصله عن المسؤوليات الملقاة على عاتقه تعني ان الرجل بدا يفقد توازنه وانه بات على حافة الغرق في ازماته التي افتعلها وان محاولة تنصله منها وقذف الاخرين بها لن تمنحه طوق النجاة ولن تجعله بمامن من النهاية الماساوية التي ستنهي بفترته الثانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صفاء الخفاجي 2
2013-08-09
فالشابندر والمالكي والجعفري والعبادي والعسكري والسنيد والحلي بل وتنظيم حزب الدعوه لايؤمن أساسا بالمرجعيه وبشكل خاص مرجعية النجف فلا تستغربوا والشابندر تحدث بصوت عالي نيابة عنهم، وأهم دليل هو تنصيبهم لصبي المخابرات الأمريكيه المأبون القاتل الفاسق عدنان الزرفي على مدينة أمير المؤمنين ومدينة المرجعيه لتهميشها وأمعانا بظربها
صفاء الخفاجي
2013-08-09
الرجـــاء عند ذكــر خبر عن الفاسق عزت الشاهبندر بوضع جملة من أعطاه المالكي مقعده أو بديل المالكي أو سمسار المالكي قبل أسمه ، فالحقيقه أن علاقة الشابندر والمالكي هي صداقه وقرب وصحبه وأتفاق بالأراء منذ أيام الشام وبيروت ،مع العلم أن ماذكره الشابندر لم يكن جديدا أو غريبا أو صاعقا لنا منذ أن عاشرناهم بأيران والشام وأوربا فالشابندر والمالكي والجعفري والعبادي والعسكري والسنيد والحلي بل وتنظيم حزب الدعوه لايؤمن أساسا بالمرجعيه وبشكل خاص مرجعية النجف فلا تستغربوا والشابندر تحدث بصوت عالي نيابة عنهم،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك