المقالات

خطوة ويكتمل المشهد


مديحة الربيعي

يتشدق المسؤولين دائما عند ظهورهم على شاشات التلفزة بان حقوق الانسان وكرامته اصبحت مصانة وان كرامة الفرد العراقي كانت مهدورة سابقة بسبب ممارسات النظام السابق القمعية ومحاولاته المستمرة في تكميم الافواه ويبدأ الحديث عن عقد مقارنات بين النظام السابق وبين منجزات الحكومة الحالية التي اعادت كرامة الانسان وحقوقه وغير ذلك من الشعارات الرنانة التي تنسى سرعان ما يخرج المسؤول من البرنامج وينتهي اللقاء , وفي الحقيقة ان النظام السابق والحكومة الحالية تتبع نفس الممارسات الدكتاتورية ونفس النهج القمعي , فقد بادرت الاجهزة الامنية الى اعتقال عدد من المتظاهرين الشباب ممن خرجوا في مظاهرات سلمية ليس لقلب نظام الحكم كما طالبت الشعوب العربية بل من اجل توفير الخدمات التي باتت شبه معدومة ألا للوزراء والبرلمانيين وحاشية الحكومة , والاغرب من ذلك عندما يتحدث المسؤول عن زمن الحريات الجديد أول ما يتطرق اليه في حديثه هو حرية التعبير وحرية التظاهر التي باتت متوفرة بفضل جهودهم المبذولة, ان حرية التعبير متاحة فقط في المظاهرات التي تخرج مؤيدة للحكومة و التي تكون مدفوعة الثمن بالتأكيد ومتقنة الإخراج والسيناريو أيضا", فعلى ما يبدو ان الشعب العراقي قد تقلص واصبح يمثل البرلمان والوزراء وحاشية الحكومة اما باقي الشعب فلم يعد موجودا" اصلا" انقرض من وجهة نظرهم , وعند مقارنة ممارسات الحكومة مع النظام السابق نجد أنها لا تختلف كثيرا" الا من ناحية عدد السراق والمفسدين , فسابقا" كان نظاما" واحدا وحزب واحد اما الحكومة الحالية , فقد فاق عدد اللصوص والسراق قصة ( علي بابا والاربعين حرامي) ,واذا كان النظام السابق يمارس دكتاتورية ضد طائفة واحدة فالحكومة الحالية والحمدلله تمارس دكتاتوريتها على جميع الطوائف ( يعني خير الحكومة يعم عل الكل) هذه نقطة تحسب لصالح الحكومة طبعا" ,اما بقية المنجزات فلاتختلف كثيرا" نفس الواقع الخدمي المزري, ونفس المقابر الجماعية فكل يوم يسقط العشرات من ابناء هذا الشعب المظلوم بين شهيد وجريج بسبب العمليات الارهابية والصمت والعجز الحكومي, فعلى ماذا تفتخر الحكومة الحالية بمنجزاتها ؟ واين هي تلك المنجزات ؟ اذا كانت تتحدث عن حق التظاهر فقد سلبته هو الاخر , لم يبقى ألا خطوة واحدة ويكتمل المشهد , وهي أن منع زيارة المراقد المقدسة وقتل ,اعتقال الزوار وتكتمل النسخة الدكتاتورية الجديدة فتعلن عن بدء صفحة جديدة من صفحات القمع والاستعباد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-08-06
الاخت العزيزه شكرا للمقال الرائع واحب ان اشير بان بداية اكتمال المشهد اصبحت على الابواب وذلك بمادرة حكومة المالكي في تقريب بعض ممن يحسبون انفسه مراجع دين ممن على خلاف مع مراجع النجف المعروفين لدعم نفوذهم كمحاولة منه للتأثير على المراجع لكي تكف عن انتقادالحكومة وتأنيبها. وقد بدأت فعلا من خلال قيام بعض عنصر حزب الدعوة امثال المبتور آمال الدين الهر محافظ كربلاء السابق في دعم وتقوية المدعو الصرخي الذي نجم علينا كقرن الماعز بليلة وضحاها كمرجع تقليد وهي نفس ماكان يفعلة صدام ابان محاربته للمرجعية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك