المقالات

عيد المفخخات العراقي


حميد الموسوي

شهد شهر رمضان المبارك اعنف الهجمات الارهابية واكثرها اراقة للدماء واجرأها تحديا للسلطة الامنية بحيث كان عدد الضحايا هو الاكبر قياسا بباقي الشهور وكان اقتحام سجني التاجي وابي غريب وتهريب الارهابيين هو الاخطر .وتتناقل المواقع تصريحات لمسؤولين امنيين بان الارهابيين يخططون للقيام باعمال ارهابية خلال ايام العيد السعيد والذي يبدو انه ما كان ولن يكون سعيدا على العراقيين من دون خلق الله !.اذ دأبت شعوب العالم المتحضر المرفهة.. "البطرانة"!، على اختلاق الأعياد ومناسبات الفرح والابتهاج وابتكارها ابتكارا. لذلك نراهم على مدار السنة مستعدين ومتهيئين لإحياء تلك الأعياد موظفين الأموال الطائلة ومجندين الطاقات والمواهب لإظهارها بما يليق وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي، حتى ان أصحاب المتاجر الغذائية والسلعية ومقدمي الخدمات السياحية والترفيهية ينتهزون هذه الفرصة لا ليعبروا عن مضاعفة جشعهم كما يفعل نظراؤهم عندنا في رمضان وأعياد الميلاد ورأس السنة، وموسم الشتاء وباعة النفط.. وموسم الصيف وباعة الثلج، وموسم الحج وباعة الخراف وأيام منع التجوال وشرطة المرور.. وأيام التفجيرات وحفّار القبور!.كلا.. فإن اولئك "البطرانين" يعبرون عن مشاركتهم في فرحة العيد بإعلان تخفيض كبير في الأسعار لكافة السلع والخدمات وإلا فسيصبح صاحب المتجر أو مقدم الخدمة مثار سخرية ولا يعد من المساهمين في فرحة العيد!.وبدءا بعيد الحب.. وعيد الورود.. وعيد الكلاب.. وإطلاق الثيران.. وتحطيم الأجهزة القديمة والسيارات والساعات.. ورش الماء.. و"فعص الطماطة" وعيد "Halloween " للرعب الاصطناعي!، "على فكرة.. لماذا لا يأتون عندنا ليمارسوا الرعب مع عزرائيل بحق وحقيقي؟!". ناهيك عن عيد الأم وعيد العمال وعيد الطفولة والمعلم وما شابه.. وكلها أعياد لا ترتبط بمناسبة دينية أو عقائدية، ولا تمتد الى أعماق الوجود الإنساني، كما انها لا تحاط بقدسية ربانية ولا ينسحب على الالتزام بها أو تركها تكليف شرعي.وبالمقارنة مع أعيادنا الشرقية خاصة عيد الميلاد وعيد القيامة المجيدين وعيد الفطر وعيد الأضحى المباركين، لا نجد أدنى وجه للمقارنة.. ولا أبسط شكل للمشابهة!، وشتان بين احتفائنا واحتفالنا بأعيادنا مع عظم قداستها وبين مهرجاناتهم واحتفالاتهم بأعيادهم.. مع بساطتها!.ليتنا اكتفينا ورضينا بتسويف أهلنا يوم كنا نطالبهم بملابس وألعاب جديدة للعيد فيعللوننا بالآمال: "كل أيام الله عيد" فنضحك من معاذيرهم التي ألفناها وتعودنا سماعها كل عيد، ولم ندر انهم يتحرقون حسرة بسبب ضيق ذات اليد والعوز الذي لازمهم وصحبهم الى قبورهم.. وجشع تجار المناسبات الذين حرموهم من إشعارنا بفرحة العيد.وكبرنا.. فصرنا نترحم على أهلنا كل عيد.. فقد دار الزمان دورته وكما تدين تدان.. رحنا نتلقى ضحكات أبنائنا ونسائنا بعدما أنسيناهم حتى طعم "كليجة العيد".. وابتكرنا لهم معزوفة جديدة: "إن شاء الله على العيد الجاي تستقر الأمور" حيث لا نجرؤ على قول: "كل أيام الله عيد".. مخافة ان ينفجروا ساخطين مرددين.. "كل أيام الله مفخخات"!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-08-04
من يقتل عدو اهل البيت في بغداد قبل العيد يقدم اكبر عيدية لاهله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك