المقالات

تنازل عن راتبك التقاعدي أو اصمت


هادي ندا المالكي

 اثارت قضية تنازل بعض الكتل النيابية ومجالس المحافظات عن رواتبها التقاعدية استجابة لمطالب المرجعيات الدينية وابناء الشعب العراقي حالة من اللغط والتشكيك والاتهام من قبل أطراف نيابية معينة معتبرة ان ما تقوم به هذه الكتل مزايدات سياسية ودعاية انتخابية رغم ان من تنازل عن راتبه قدم الدليل المادي والمعنوي المؤيد لهذا التنازل.ومعلوم ان كتلة المواطن النيابية التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي كانت الكتلة النيابية الأولى التي أعلنت في قرار لرئيسها السيد باقر جبر الزبيدي ومن خلال كتاب رسمي قدم الى زعيم المجلس الاعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الذي شفعه هو الأخر بكتاب رسمي الى رئيس مجلس النواب العراقي يدعوه الى الموافقة على طلب التنازل عن هذه الرواتب الكارثية ثم حذت كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري وبعد مناشدة من قبل زعيمهم السيد مقتدى الصدر عندما طالبهم بان يحذو حذو كتلة المواطن وفعلا فقد تنازل أعضاء كتلة الأحرار وامام كاتب العدل في الكاظمية عن رواتبهم التقاعدية وبعد ذلك اعلن نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي ثم النائب الشيخ صباح ألساعدي واعلنت كتلة الفضيلة تاييدها للخطوة الشجاعة التي اتخذها أعضاء المواطن والأحرار.هذه الخطوة الجريئة والمعبرة عن حقيقة الشعور بالمسؤولية وجدت من يقف أمامها ويشكك بها ويعترض عليها ويتهم الأطراف التي تفاعلت معها بصفات ونعوت قاصرة وتنم عن حقد وغضب في محاولة للتمسك بما هو ليس من حقه عندما اعلن البعض من ان الراتب التقاعدي حق وانه جزء من استحقاقات طبيعية مقابل الجهد الكبير الذي يبذله النائب خلال مرحلة نيابته وذهب البعض الى انه لا توجد قوة في الأرض تتمكن من اقتطاع راتبه باعتباره حق لأولاده وأحفاده رغم ان هذا النائب لم يحضر في جلسات مجلس النواب الا ايام معدودة بسبب مرضه وكبر سنه وكثرة غياباته وبعد ان وجدوا ان كل الاعتراضات غير مجديه طالبوا بان يتم تشريع هذا القرار بقانون حتى تتوقف مثل هذه المزايدات على حد وصفهم ،ومثل هذا الطلب ينم عن مكر ودهاء لان هؤلاء يعتقدون وبقرارة انفسهم ان الكتل الكبيرة سوف لن توافق على مثل هذا الطلب وبالتالي تذهب محاولات كتلة المواطن والأحرار ادراج الرياح ويسقط ما في ايديهم،غير ان هذه الحسابات قد لا تتحقق بسبب ان هذا القانون في طريقه الى التشريع لانه مطلب جماهيري شعبي نيابي مرجعي وبالتالي فان ما قات به كتلتي المواطن والاحرار سوف يكشف الغطاء عن الكتل التي تريد ممارسة نهب اموال العراقيين لمصالحها الشخصية والحزبية.وواضح ان المواطن والاحرار كانوا يهدفون من وراء قراراتهم الشجاعة بالتنازل عن الرواتب التقاعدية الى تشريع قانوني يتم ادراجه ضمن القرارات التي سيتم التصويت عليها وليس الى ممارسات شخصية تتناقض مع روح الدستور كما ان تنازل كتلتي المواطن والاحرار ليس هما الهدف بمفردهما بل الهدف يشمل جميع النواب والرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة ،اما اذا توقف الامر عند هذا الحد فان المواطن أصبح على بينة من امره وكشف من هي الجهات التي تعمل على حمايته ومن هي التي تعمل على سرقته وبالتالي فالقرار للمواطن وليس للنواب الذين لا يستحون من أفعالهم الدنيئة.ان امام النواب طريقين لاثالث لهما وهما اما التنازل عن الرواتب التقاعدية اسوة بكتلتي المواطن والاحرار وانئب رئيس الجمهورية المستقيل والشيخ الساعدي او الصمت لان الثرثرة والتشكيل والتهديد لن تمنح صاحبها صك الغفران والسلامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك