المقالات

صفحات الفيسبوك...السلطة السادسة!!


 

 

ما ان بدأت الشرارة لثورات الربيع العربي؛ حتى أصبح المارد الذي حرك الملايين من الشعوب العربية,هو مقصد الكثيرين من مريدي التواصل الاجتماعي والمهتمين بالوضع العام للبلدان.

الفيسبوك هو هذا المارد الذي قلص العالم من قرية صغيرة الى غرفة واحدة , يتداول فيها المشتركين الحديث كما يحلو لهم وكل على هواه.

وبما ان المارد الأزرق الذي صبغ وجوهنا بلونه !! له فوائد وله مضار ؛ فبالتأكيد هناك المحبين والمريدين...وهناك أيضا الكارهين والمتململين!!

اكثر ما اثارني هو صفحات الفيسبوك السلاح الخطر جدا, المستمد قوته من جهل متابعيه وركوبه للجو العام الممكن التجيير لأي اتجاه كان وبكل بساطة .

وفي الصفحات الفيسبوكية (البيجات) تجد الغث والسمين...والموالي والمعادي...والعاشق الولهان والكاره الحقود...كلهم اجتمعوا في غرفة واحدة ولكم ان تتخيلوا مقدار الفوضى!!

عبر صفحات الفيسبوك, بإمكان أي كان إعداد جو تخيلي (لشعب الفيسبوك كما يحلو للفيسبوكيين ان يسموا انفسهم), يتم من خلاله تسويق أي رؤية أو وجهة نظر بسهولة, بمجرد إضافة بعض بهارات العواطف.

وبما أننا شعب عاطفي يسير خلف من يؤثر عليه عاطفيا؛ لذا نرى شعب الفيسبوك تأخذه رياح الفيسبوك يمينا وشمالا  فلا رأي ثابت لهم سوى ما يرونه الاتجاه العام للمنشور, وفق نظام على حس الطبل..!!

وصفحات الفيسبوك الفاضحة للفساد , والمتحيزة للمواطن العراقي, أصبحت تمثل سلطة ضغط على أصحاب القرار العراقي, من خلال حشد الناس فكريا وتسويق الأفكار التي يراها صاحب الصفحة.

وكثيرا ما نرى سياسيين عراقيين يغازلون صفحات على الفيسبوك, من خلال تبني آرائهم وتنفيذ ما تنادي به صفحات موقع التواصل الاجتماعي.

ولشعب الفيسبوك مواقف قوية, كانت الخط الخلفي لأغلب التحركات المدنية المطالبة بأنصاف المظلومين وإعادة الحقوق لأصحابها.

ولا أزال اذكر إعلان انتصار شعب الفيسبوك على قرار الحكومة بإلغاء الحصة التموينية, بعد أن تراجعت الحكومة عن قرارها بإلغاء الحصة التموينية وإبدالها ب15ألف دينار عراقي لكل فرد.

واليوم تخوض صفحات الفيسبوك صراعا مريرا مع إقرار قانون إلغاء رواتب البرلمان والرئاسات الثلاث, من اجل إيجاد نوعا من العدالة الاجتماعية .

وما الزخم المتأتي للحملة, إلا نتاج لصفحات الفيسبوك التي راقها المطلب و تحول من خلال التسويق الجيد عبر صفحات الموقع الأزرق الى مطلب جماهيري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك